لقد مضى العمر ولم أتحصل على الأشياء التي تترامى إلى أذني من خلال أثير الإذاعة، لوحات الإعلانات تتحدث عن رغبات دفينة، كل هذه الأشياء تنتمي إلى عصر لا يعرفني بل إن حدث يلفظني كما فعل بآخرين لم تدون أسماؤهم إﻻ في أوراق الوفيات الصفراء، أحقا هناك بحر ونحن نغرق فيه، والناجي هو من امتطى ظهر الموجة ؟
يبدو أنها تجلب الحظ، لكن يا ترى من أي محل يشترون منه تذكرة العبور إلى عالم الثراء والوجاهة؟
لا أجيد القيادة حتى أدير محركها، دائما ما كانت أمي تنعتني بالخيبان، صارت هذه صفة ملازمة لي؛ كثيرون تعلقوا بالفتيات الجميلات، يرسمون قلوبا حمراء، يتغزلون بأشعار نزار قباني، يرتدون ثيابا تجذب، تدور همسات في الهواتف، يتبادلون الأوراق أثناء مقاعد الدراسة؛ إلا أنا، أجرى وراء القطار يتمزق حذائي، أحاول تقليدهم؛ أصاب بخيبة لا توصف، أبيت أحلم بفتاة يصنعها خيالي، أمضى وحدى، حتى رجال التقارير يجلسون على المقاهي يدخنون ويشربون الشاي؛ يلوكون سيرة الجميلات ومن ثم لا يرصدون إلا من يسعى، بائعات الهوى السري صرن يفعلن هذا علانية، يرتابون في بطاقة هويتي؛ أبدو خارج سياق العصر؛ حيث المرأة والجديث عنها وسيلة إغراء لا تقاوم!
حاولت كثيرا أن أكون أي شيء؛ قرأت عن شرف المحاولة؛ ما أزال في السطر الأول؛ لم أمهر في شيء، ربما لم تأت الفرصة بعد، هل أنا بالفعل هكذا؟
أنتظر ولا تأتي حافلة تقلني إلى العالم المليء بالأضواء، حيث يتحدث الناس عن بعضهم البعض؛ نساؤه مثيرات، سيارات حديثة، أرصدة بالبنوك؛ وظائف خاصة بهم؛ إنهم السادة الذين يحق لهم كل شيء بل أي شيء، خطيب المسجد الذي أغلق في وجهي الباب دائما ما يكرر: الناس درجات.
لتذهب شعارات الحالمين إلى نار جهنم؛ إنها وهم يضرب الأمعاء التي تأكل نفسها كما يفعل حجري الرحى، حديث مملوء بسحر كاذب أو كلام الليل المدهون بالزبدة؛ تفضحه بالتأكيد شمس النهار.
هناك أناس لا يزيدون العالم إلا رقما تافها، يبدو أنني ذلك الصفر على الشمال ليست له أية قيمة عددية، الآن تواتيني فكرة ستوصف هي لا أنا بالجنون، أن أخرج إلى الناس صباحا؛ أرتدي ثيابا تنتمي إلى العصور الوسطى؛ ستلتقط صور؛ بعضهم يقول أسلوب جديد في الفن؛ يسخر آخرون؛ يسارع رجال السلطة بالقبض علي!
بتهمة الخروج عن العرف؛ ولا أدري هل بقي للديك عرف بعد؟
هذه فكرة غير صالحة؛ بالتأكيد سيكون سروالي وهذا سر فشلي ينتمي لعصرنا المصاب بأدواء لا علاج لها.
أحاول شراء أدوات زينة، سأهتم بمظهري ليلة عيد الميلاد، أضع عطرا مثيرا، أتسكع في الممرات الخلفية وراء البنايات العملاقة؛ يسخرون من لحيتي ومسبحتي؛ أهرع إلى أقرب بيت لله؛ يطردني الشيخ؛ بي تخنث يدنس طهر المكان.
أي طريق يفضى إلى تلك الموجة؟
أضع لافتة على صدري، أهتف من أعماقي: عاش الذين عطروا البﻻد بأنفاسهم، من أحلامهم زاد للجوعى، الذين يتفضلون بوجودهم فوق الأسرة الذهبية، بل من تدون أسماؤهم في أروقة القصور؛ كل الخير منهم فهو لهم؛ وأما الذين جاءوا من سراديب خلفية فمرحبا بهم في قطارات الدرجة الثالثة حيث تضج بالروائح الكريهة؛ بلا مقاعد لا يجدون سكة تدفع بهم إلا حيث دهاليز الأقبية المظلمة.
أصاب بتعب شديد؛ يبدو أنني لن أفلح في شيء، أمي تعلم هذا، يوم جاءت بي أهلها تحملني؛ تعطلت السيارة؛ شب حريق في جرن القمح، أسمتني شحات!
وها أنا أدب بين الناس بهذا الاسم الذي ﻻزمني؛ بالتأكيد لن تتعلق فتاة ولا يفتح باب لمن كان مثلي!
علي بتغيير هذا الاسم؛ ترى أي واحد منها أختاره؟
أخذت أجرب ما يزيد على المائة؛ حين توافقت مع نفسي؛ أن أدعى كمال أو جمال؛ أوصد موظف الأحوال المدنية الباب في وجهي؛ أشار إلى زميل له يسخر مني: جاء متأخرا !
منذ عشر دقائق صدر قرار بتحريم من يسمى بجمال أو حتى كمال من التسجيل في أوراق الهوية؛ إنهما لأصحاب الوجاهة؛ وأنت بالتأكيد لست منهم؛ أنت تدعى : شحات !
إنه لا يدري كم من العمر انتظرت حتى أكون أحد سكان العالم الآخر، ما إن نطقت بهذه الكلمة حتى أمسك بي رجل يختفي وراء عمود الإنارة؛ حسبت أن صاعقا دهمني، ستوجه إليك جناية "البحث عن عالم آخر" شدما تسخرون من هذه، ألم أقل لكم من قبل إنهم لا يرضون منا بأي شيء مثلهم كمثل جحا وابنه وحماره؛ ومن العجب أنني أسعى بكل جهدي لكي أنضم إلى هذا المجتمع؛ إنه متخم بألوان من حياة لم يسمع أحد بها من قبل، يتحرك في إطار لولبي، يتعارفون بينهم بشارات غريبة؛ يتنفسون هواء آخر؛ بل تلدهم أمهاتهم وفي أفواههم ملاعق ذهبية..
تلك الجناية عقوبتها السجن أو حتى يلقى بك في بحر متلاطم الأمواج؛ سيخففون العقوبة؛ أن أعيش في علب الصفيح التي تتناثر مثل قيح يضج بالكراهية حول خصر المدن التي تتراقص فيها الأحلام الوردية.
يبدو أنها تجلب الحظ، لكن يا ترى من أي محل يشترون منه تذكرة العبور إلى عالم الثراء والوجاهة؟
لا أجيد القيادة حتى أدير محركها، دائما ما كانت أمي تنعتني بالخيبان، صارت هذه صفة ملازمة لي؛ كثيرون تعلقوا بالفتيات الجميلات، يرسمون قلوبا حمراء، يتغزلون بأشعار نزار قباني، يرتدون ثيابا تجذب، تدور همسات في الهواتف، يتبادلون الأوراق أثناء مقاعد الدراسة؛ إلا أنا، أجرى وراء القطار يتمزق حذائي، أحاول تقليدهم؛ أصاب بخيبة لا توصف، أبيت أحلم بفتاة يصنعها خيالي، أمضى وحدى، حتى رجال التقارير يجلسون على المقاهي يدخنون ويشربون الشاي؛ يلوكون سيرة الجميلات ومن ثم لا يرصدون إلا من يسعى، بائعات الهوى السري صرن يفعلن هذا علانية، يرتابون في بطاقة هويتي؛ أبدو خارج سياق العصر؛ حيث المرأة والجديث عنها وسيلة إغراء لا تقاوم!
حاولت كثيرا أن أكون أي شيء؛ قرأت عن شرف المحاولة؛ ما أزال في السطر الأول؛ لم أمهر في شيء، ربما لم تأت الفرصة بعد، هل أنا بالفعل هكذا؟
أنتظر ولا تأتي حافلة تقلني إلى العالم المليء بالأضواء، حيث يتحدث الناس عن بعضهم البعض؛ نساؤه مثيرات، سيارات حديثة، أرصدة بالبنوك؛ وظائف خاصة بهم؛ إنهم السادة الذين يحق لهم كل شيء بل أي شيء، خطيب المسجد الذي أغلق في وجهي الباب دائما ما يكرر: الناس درجات.
لتذهب شعارات الحالمين إلى نار جهنم؛ إنها وهم يضرب الأمعاء التي تأكل نفسها كما يفعل حجري الرحى، حديث مملوء بسحر كاذب أو كلام الليل المدهون بالزبدة؛ تفضحه بالتأكيد شمس النهار.
هناك أناس لا يزيدون العالم إلا رقما تافها، يبدو أنني ذلك الصفر على الشمال ليست له أية قيمة عددية، الآن تواتيني فكرة ستوصف هي لا أنا بالجنون، أن أخرج إلى الناس صباحا؛ أرتدي ثيابا تنتمي إلى العصور الوسطى؛ ستلتقط صور؛ بعضهم يقول أسلوب جديد في الفن؛ يسخر آخرون؛ يسارع رجال السلطة بالقبض علي!
بتهمة الخروج عن العرف؛ ولا أدري هل بقي للديك عرف بعد؟
هذه فكرة غير صالحة؛ بالتأكيد سيكون سروالي وهذا سر فشلي ينتمي لعصرنا المصاب بأدواء لا علاج لها.
أحاول شراء أدوات زينة، سأهتم بمظهري ليلة عيد الميلاد، أضع عطرا مثيرا، أتسكع في الممرات الخلفية وراء البنايات العملاقة؛ يسخرون من لحيتي ومسبحتي؛ أهرع إلى أقرب بيت لله؛ يطردني الشيخ؛ بي تخنث يدنس طهر المكان.
أي طريق يفضى إلى تلك الموجة؟
أضع لافتة على صدري، أهتف من أعماقي: عاش الذين عطروا البﻻد بأنفاسهم، من أحلامهم زاد للجوعى، الذين يتفضلون بوجودهم فوق الأسرة الذهبية، بل من تدون أسماؤهم في أروقة القصور؛ كل الخير منهم فهو لهم؛ وأما الذين جاءوا من سراديب خلفية فمرحبا بهم في قطارات الدرجة الثالثة حيث تضج بالروائح الكريهة؛ بلا مقاعد لا يجدون سكة تدفع بهم إلا حيث دهاليز الأقبية المظلمة.
أصاب بتعب شديد؛ يبدو أنني لن أفلح في شيء، أمي تعلم هذا، يوم جاءت بي أهلها تحملني؛ تعطلت السيارة؛ شب حريق في جرن القمح، أسمتني شحات!
وها أنا أدب بين الناس بهذا الاسم الذي ﻻزمني؛ بالتأكيد لن تتعلق فتاة ولا يفتح باب لمن كان مثلي!
علي بتغيير هذا الاسم؛ ترى أي واحد منها أختاره؟
أخذت أجرب ما يزيد على المائة؛ حين توافقت مع نفسي؛ أن أدعى كمال أو جمال؛ أوصد موظف الأحوال المدنية الباب في وجهي؛ أشار إلى زميل له يسخر مني: جاء متأخرا !
منذ عشر دقائق صدر قرار بتحريم من يسمى بجمال أو حتى كمال من التسجيل في أوراق الهوية؛ إنهما لأصحاب الوجاهة؛ وأنت بالتأكيد لست منهم؛ أنت تدعى : شحات !
إنه لا يدري كم من العمر انتظرت حتى أكون أحد سكان العالم الآخر، ما إن نطقت بهذه الكلمة حتى أمسك بي رجل يختفي وراء عمود الإنارة؛ حسبت أن صاعقا دهمني، ستوجه إليك جناية "البحث عن عالم آخر" شدما تسخرون من هذه، ألم أقل لكم من قبل إنهم لا يرضون منا بأي شيء مثلهم كمثل جحا وابنه وحماره؛ ومن العجب أنني أسعى بكل جهدي لكي أنضم إلى هذا المجتمع؛ إنه متخم بألوان من حياة لم يسمع أحد بها من قبل، يتحرك في إطار لولبي، يتعارفون بينهم بشارات غريبة؛ يتنفسون هواء آخر؛ بل تلدهم أمهاتهم وفي أفواههم ملاعق ذهبية..
تلك الجناية عقوبتها السجن أو حتى يلقى بك في بحر متلاطم الأمواج؛ سيخففون العقوبة؛ أن أعيش في علب الصفيح التي تتناثر مثل قيح يضج بالكراهية حول خصر المدن التي تتراقص فيها الأحلام الوردية.
