بعد أن دفعت له ثمن الخضار والفاكهه .. سألني:
- ما رأيكِ سيدتي في أن تصبحي حبيبتي ؟
رفعت رأسي إليه .. كأني أراه لأول مرة .. أنه كراسيمير بائع الخضار القريب من بيتي .. شاب بلغاري أبيض البشرة يميل للبدانة منقوش على ذراعه الأيمن وشم لثعبان مخرجًا لسانه يرتدي قميصاً أبيض فيه زهور كثيرة .. قلت لنفسي ربما لأنني لا ألبس خاتم الزواج فظن أنني عزباء .. أجبته وأنا مبتسمة:
- لكنني متزوجة !!
ارتسمت على وجهه ابتسامة أعرض من ابتسامتي ليقول لي:
- أعلم ذلك .. لقد كنت أراكِ وزوجكِ تتبضعان مني سوية وقد علمت من صديق لكما أنه في الوقت الحالي مسافر وتيقنت من ذلك لإنكِ منذ أسابيع تأتين إلي بمفردكِ .. عليكِ أن تعيشي حياتك برفقة رجل يحبكِ وهو أنا .. إذا وافقتِ سأخذكِ في رحلة إلى مدينة بركاس حيث البحر والليل والنسيم .. سنقضي أوقاتاً ممتعة سوية.
وهو يتكلم شممت رائحة البحر .. وجدت نفسي أجلس على الساحل فجراً وبيدي قهوتي الساخنة أرقب ولادة الشمس من رحم الأمواج وهي ترتدي ثوباً جديداً وأصوات النوارس تخدش الصمت بينما هناك زورق بعيد لا يذهب ولا يأتي ثم عند المساء حين تتعب الأمواج من الجري تعود لأحضان البحر .. سأكون هناك أراقب النجوم وهي تحاول شق ثوب السماء لتنير العتمة بينما ذرات الرمل تحيط بجسدي وتمده بالدفء وتغريه في المبيت فوقها .. ثمة محارة وشت لي بأسرار البحر وقالت: الأحلام هنا لذيذة فقط أغمضي جفنيك لتحصلي عليها .. أطعتها واستلقيت على ظهري لكن خلوتي لم تطل إذ حضر كراسيمير ومعه العشاء و زجاجتي بيرة باردة .. قال بعد أن ناولني علبة السجائر التي طلبتها:
- حبيبتي .. لقد حجزت لنا تذكرتين لحفلة أوبرا ليلة الغد على مسرح المدينة الكبير.
قلت له وعلامات الاستغراب بادية عليّ:
- من قال لك أنني أريد الذهاب للمسرح ؟
- لا أحد .. أنا خمنت ذلك ..
- لكني لا أحب حفلات الأوبرا وأنت تعرف ذلك !!
- لا تكوني سخيفة وتفسدي علينا السهرة.
عدلت من جلستي وفتحت عيني وأنا أسأله مندهشة:
- هل تقصد أنني من يفسد عليك سهرتك؟
صمت وبدأ يزفر ويتطلع إلى السماء هازًا رأسه ثم أخذ يتمتم بكلمات لم أفهمها .. لكنه سرعان ما استدار ليصرخ في وجهي:
- أنا أعرف لمَ تفعلين ذلك .. لأني رفضت اصطحاب أمكِ معنا .
- حقًا !! أنها أفكارك المريضة من توحي لك بذلك .
- إلا تذكرين ما فعلتيه الصيف الماضي حين طلبتِ أن نغادر الملهى الليلي بحجة أنك تنزعجين من ضجيج الموسيقى العالي ؟
- كانت حجة لمنعك من النظر للنادلة الروسية الشقراء .
- والصيف الذي قبله حينما ادعيت المرض واضطررنا للعودة إلى صوفيا ؟
- كم أنت لئيم ..
- هل تريدين أن أذكرك ما فعلتيه قبل ثلاثة أعوام حينما ..
صرخت في وجهه وأنا أهم بالوقوف:
كفى أيها البدين .. أنها غلطتي حينما قبلت بالمجىء معك ..
- لا تكوني غبية كعادتكِ !!
- كيف تنعتني بالغبية أيها الأخرق .. هل تعرف ؟ سأتركك وحدك أنت وهذا البحر .. لعل سمكة قرش تلتهمك وتريح العالم منك.
وبينما أنا أمد خطاي بصعوبة في الرمل مبتعدة عنه عدة أمتار .. ناداني بصوت عالِ:
- عودي سيدتي .. لقد نسيتِ أكياس الخضار والفاكهه !!
سرعان ماعدت إلى وعيي ولعنت خيالي الشاطح الذي كثيرًا ما يسبب لي المشاكل .. سألني وهو يناولني الأكياس:
- هه .. ماذا قلتِ ؟؟
أجبته بهدوء و بصورة قاطعة:
- آسفة لا يمكنني ذلك.
صمت قليلاً ثم رد والابتسامة ما زالت تعلو وجهه:
- أنا أيضاً آسف .. لكن لا عليك .. أرجو أن لا أكون قد سببت لكِ أي إزعاج .. مع أنني كنت أمني النفس بأن توافقي .. أتمنى لكِ نهاراً سعيداً ..
حملت أكياسي وهممت بالمغادرة .. التفت ثانية لأسأله:
- هل اسمك كراسيمير؟
- نعم سيدتي .. بائع الخضار كراسيمير ..
هززت رأسي وأنا أردد مع نفسي ..
وكأني لا أعرف إنه بائع خضار ..
- ما رأيكِ سيدتي في أن تصبحي حبيبتي ؟
رفعت رأسي إليه .. كأني أراه لأول مرة .. أنه كراسيمير بائع الخضار القريب من بيتي .. شاب بلغاري أبيض البشرة يميل للبدانة منقوش على ذراعه الأيمن وشم لثعبان مخرجًا لسانه يرتدي قميصاً أبيض فيه زهور كثيرة .. قلت لنفسي ربما لأنني لا ألبس خاتم الزواج فظن أنني عزباء .. أجبته وأنا مبتسمة:
- لكنني متزوجة !!
ارتسمت على وجهه ابتسامة أعرض من ابتسامتي ليقول لي:
- أعلم ذلك .. لقد كنت أراكِ وزوجكِ تتبضعان مني سوية وقد علمت من صديق لكما أنه في الوقت الحالي مسافر وتيقنت من ذلك لإنكِ منذ أسابيع تأتين إلي بمفردكِ .. عليكِ أن تعيشي حياتك برفقة رجل يحبكِ وهو أنا .. إذا وافقتِ سأخذكِ في رحلة إلى مدينة بركاس حيث البحر والليل والنسيم .. سنقضي أوقاتاً ممتعة سوية.
وهو يتكلم شممت رائحة البحر .. وجدت نفسي أجلس على الساحل فجراً وبيدي قهوتي الساخنة أرقب ولادة الشمس من رحم الأمواج وهي ترتدي ثوباً جديداً وأصوات النوارس تخدش الصمت بينما هناك زورق بعيد لا يذهب ولا يأتي ثم عند المساء حين تتعب الأمواج من الجري تعود لأحضان البحر .. سأكون هناك أراقب النجوم وهي تحاول شق ثوب السماء لتنير العتمة بينما ذرات الرمل تحيط بجسدي وتمده بالدفء وتغريه في المبيت فوقها .. ثمة محارة وشت لي بأسرار البحر وقالت: الأحلام هنا لذيذة فقط أغمضي جفنيك لتحصلي عليها .. أطعتها واستلقيت على ظهري لكن خلوتي لم تطل إذ حضر كراسيمير ومعه العشاء و زجاجتي بيرة باردة .. قال بعد أن ناولني علبة السجائر التي طلبتها:
- حبيبتي .. لقد حجزت لنا تذكرتين لحفلة أوبرا ليلة الغد على مسرح المدينة الكبير.
قلت له وعلامات الاستغراب بادية عليّ:
- من قال لك أنني أريد الذهاب للمسرح ؟
- لا أحد .. أنا خمنت ذلك ..
- لكني لا أحب حفلات الأوبرا وأنت تعرف ذلك !!
- لا تكوني سخيفة وتفسدي علينا السهرة.
عدلت من جلستي وفتحت عيني وأنا أسأله مندهشة:
- هل تقصد أنني من يفسد عليك سهرتك؟
صمت وبدأ يزفر ويتطلع إلى السماء هازًا رأسه ثم أخذ يتمتم بكلمات لم أفهمها .. لكنه سرعان ما استدار ليصرخ في وجهي:
- أنا أعرف لمَ تفعلين ذلك .. لأني رفضت اصطحاب أمكِ معنا .
- حقًا !! أنها أفكارك المريضة من توحي لك بذلك .
- إلا تذكرين ما فعلتيه الصيف الماضي حين طلبتِ أن نغادر الملهى الليلي بحجة أنك تنزعجين من ضجيج الموسيقى العالي ؟
- كانت حجة لمنعك من النظر للنادلة الروسية الشقراء .
- والصيف الذي قبله حينما ادعيت المرض واضطررنا للعودة إلى صوفيا ؟
- كم أنت لئيم ..
- هل تريدين أن أذكرك ما فعلتيه قبل ثلاثة أعوام حينما ..
صرخت في وجهه وأنا أهم بالوقوف:
كفى أيها البدين .. أنها غلطتي حينما قبلت بالمجىء معك ..
- لا تكوني غبية كعادتكِ !!
- كيف تنعتني بالغبية أيها الأخرق .. هل تعرف ؟ سأتركك وحدك أنت وهذا البحر .. لعل سمكة قرش تلتهمك وتريح العالم منك.
وبينما أنا أمد خطاي بصعوبة في الرمل مبتعدة عنه عدة أمتار .. ناداني بصوت عالِ:
- عودي سيدتي .. لقد نسيتِ أكياس الخضار والفاكهه !!
سرعان ماعدت إلى وعيي ولعنت خيالي الشاطح الذي كثيرًا ما يسبب لي المشاكل .. سألني وهو يناولني الأكياس:
- هه .. ماذا قلتِ ؟؟
أجبته بهدوء و بصورة قاطعة:
- آسفة لا يمكنني ذلك.
صمت قليلاً ثم رد والابتسامة ما زالت تعلو وجهه:
- أنا أيضاً آسف .. لكن لا عليك .. أرجو أن لا أكون قد سببت لكِ أي إزعاج .. مع أنني كنت أمني النفس بأن توافقي .. أتمنى لكِ نهاراً سعيداً ..
حملت أكياسي وهممت بالمغادرة .. التفت ثانية لأسأله:
- هل اسمك كراسيمير؟
- نعم سيدتي .. بائع الخضار كراسيمير ..
هززت رأسي وأنا أردد مع نفسي ..
وكأني لا أعرف إنه بائع خضار ..