أكد وإشبيليا الجبوري - الموسيقى بين ظن الأشياء وتشبيه السمع عن الكلمات.. (تتمة) عن اليابانية أكد الجبوري

... تابع (تتمة)

الموسيقى وإنزياح فوارق الظن المعرفي الأستئنافي؛
خلفيات فوارق الظن المعرفي الأستئنافي٬ قياساتها تأويلية٬ مداد سؤلات أو أحجية موسيقية؛ في مزاعم أهمية سقوط السؤال؛ في فوارق إشكالية بنية المعنى؛ المعرفة الموسيقية الصريحة/الغامضة؛ خيارات إجرائية من تحقيقهما٬ معايير تفسر لها ما في البيان أو البديع. الموسيقى. أي٬ أخذ حاملة فوارق ظن بياناته المعرفية الملموسة/المحسوسة٬ و إمكانية التشبيهات بصنعة الأنغام٬ قوة بديعاتها. بآعتبار أن الاستدلال الموسيقي المنطقي٬ رياضي مبني على توقع. أي أن المقارب للتشبيه هو تماثلي٬ بينة بيئته حسية البرهنة٬ في جوانب لابد من تحقيقهما٬ وفق تفسيرات نغمية أخرى. لكن الأقيسة تصدر فيها شق معرفي ضخم٬ جانبيه نوعي وكمي٬ واسع من حيث معايير القياسات؛ بالمقادير المقارنة٬ مسحها لمقدمات ونتائج فحصها "الكمي/النوعي"٫ آي ما بينهما من المشابه آو المماثلة٫ ولتلك الآقيسة منها ما هو فلسفي وتصوف ...الخ٫ غير الاعتبارات الملموسة٫ في علاتها الموسيقية٬ من حيث ما لها من لغة مشتركة في ذاتها المتغيرة٬ ما تجعلها ليست بحادث.

والموسيقى في الجاعل الإلهامي٬ مصدر معرفة فوارق تحديثها٬ رموزها المثقلة في إستشراف أمر ما. إذن إن الظن في لمعرفة؛ الإيقاف أو السكون أو الحركة٬ هو لمسارات غير مرفوعة بالتمام٬ من أجل السماع لوعد٬ بل يعيب ما لا يجوز فتح حده٬ في نقص بيان الكلام٬ عن البديع التمام٬ ما يجعل وصف السمع عنها فوارق كلمات٬ أنغام تفتح الجملة المفيدة للنفس/معرفة٬ في موضع يستحق فيها رفع الجاعل أو الفاعل كل جملة موسيقية مفيدة٬ وفي نغمها يتشكل عهده٬ إنزال حس الكلام٬ وفرة/نقص فيه غير مفيد. وصحبة الفوارق تماثلية موضع الكلمات في الاشياء٬ مأخذ عن سر قرارها٬ أي تكلامها٬ عن جيد الكثرة٬ جعل هنها المتفق عليه٬ هين٬ بفعل تأويل مصدرها٬ بثكنة تأويل٬ لمتفق عليه٬ أي٬ بما يعيه الفعل٬ ويعنيه المعنى٬ التحدث به متأول بالضرورة٬ دون نطق. ومن يتحدث بعد التأويل المتعارف عليه كأحجية٬ يعد هجر التشبيه بديع شارح الكلمات٬ والمألوف يستكون علاته٬ عما تحدث بما لا يكون به تمام.

فالموسيقى تنطق إشكالياتها٬ بأهمية مسحها العلل ثرية٬ بما جعل نطقها موجودات الظن في قوة٬ يحملها الادب٫ دليل النطق به٬ بعد تحليل فكرة ترحالها٬ جعلها حية٬ به طويل البال في التأويل. بحيث الحق فيه٬ يبعث سمع المتقاطعان " البصر"٬ تحديثها بعد أن تهاجر السراب البيان٬ و البديع يفتح "الحدس"٬ صراط خلاله تصبح الاشياء تتكلم لديها٬ بما يعنيها الموسيقى/الجاعل؛ يفتح موضع وصحبة سمع٬ بما يبتعد عن ما لا يرضيها.

إذن فوارق الظن الإستئنافي٬ له معايير القياس٫ فيه يتفاوت متغيرات الاحساس من جهة الكلمات٫ ومن جهة الأشياء في الحركة والرفع والسكون. فالتشبيه يعتمد على المتشاهد للبصر٬ آو خارج نواحي النظر٬ لابد في اللبوسات الاعتبارية٬ ثمة تدافع التشابه٬ ليخلق رؤى٬ يخلف القياس٬ آو يبعد التحديد في التوتر٫ والوزن أو الحجم٬ أو تساقط النقائض في الإبطال من الجريان للنهر /البحر /الغيوم/ المطر...إلخ٬ آو في نواح أخرى.

ففوارق الظن هنا٬ هو فوارق خاضع لأحجية الاستدلال المنطقي٬ الحساب الرياضي٬ على تصميم التوقع المرتقب٬ تشبه في المشاهدة. بمعنى إن الفوارق في تحقيق التفسيرات٬ لها مرجعية من خلال البدئية النغمية٬ عليها أن تحقق بحادث.
فتحقق السمع المركب٬ تنغيم عميق٬ له بعد تصوفي فلسفي في عناء لذاتها٫ في دانية صحة المطلوب٫ وتلك قول آخر٬ ان سلمنا بتغير مقاماتها٬ وكل مقام متغير حادث٬ فالموسيقى بالمماثل حادث. في القواعد حمل نغمة على أصل٬ لعلها تشترك بالضرورة بحكم٬ يشد قدسية النغمة اللاحقة.. فهي ليست بنظيرة إسكات٬ علها تشترك في نظام الضبط٬ لغة تحريض التغير في ذاتها... وتلك رد الشك٬ لمادته الفانية٬ عن فوارق خلق كلمات ظنية٬ بالحادث٬ كلمات قول مركبه.

ما يجعل للنفس السامعة عمل عقل روحي؛ يتواظب عليه التغيير؛ ويواكب هدف الانتقال الذهني من الكلي إلى الجزئي؛ من الملموس إلى المحسوس٬ بل لزوم عنهما المندرج تحتها٬ إذ ينتقل التصور من الذهن بالمفهوم إلى زوايا الأرضية المرهفة المكثفة٬ أنتقالية الميول بحركة وسكون وألاحجية بالمثلثات والزوايا القائمة والانعدام بغير قياس٫ وتلك تفاعل الشغف الموسيقى، آن تجعل قياسها جرار مستديم٬ وانها ترفع الشيئ في سابقة العلو٬ تتبختر رهافة بواطنها٬ بحيث تشد جاعلها٬ وازن قدرها بغيرها٬ آبرزت نظام التحريض التأويلي له آن يرى.

وهنا لابد من صائد السمع يورق نغائم٬ فيها يصب رضاه أو طلب رضاه٬ ليطمئن استبيان سماعه٬ بإرشادات في طلب الحاجة المتوخاة. بمعنى٬ أقامة الحس الوقاد على الطاعة الروحية٬ وهي آهتدى إلى صواب كنفسه٫ حيث المسمع الطيب يهدي إالى الحق أحق٬ ويتبع الاصغاء من سكينة أمنة يهتديها٬ وتلك هي عين النغمة الفاضلة. وما النغمة الفاضلة نغمة الظن المتأول.

النغمة الظن أو التمثيل المكافيء؛ تبين بإيجاز تحليلي عن طاقة وجود الشيء المتغيرة٬ أي تيافعها الكمي٬ في التعبير٬ عن أبراز الحقيقة. أي بمعنى٬ الميل التماثلي في حركتها الهندسية ومكانته، وما له من آثار وأحداثيات٬ تعتمده رجاحتها في التمثيل البياني٬ في تلقيها وفرة إنتاج الفضاءات؛ ومتابعة محتويات ما فيه من أمتداد المستقيم والمستوي على مختلف السطوح الجبرية بطريقة تحليلية/تعبيرية، وما أنتهى من نظرات مسترشدة أعظم سمعها "الهندسة الإسقاطية"؛ في تطور مفهوم النور٬ أو الإشعاع الضوئي المستعمل، مستشهدة في ذلك ببعض نصوص من هذا الشيء أصوات لآرائها، توضح ما تقرره، وتكشف عن أسلوب توليفها وطريقة التفكير فيه وتقليبه أنغاما. والراجح فيها كشف الظنون عن الاشياء في التشبيه التي تلقب. وهذا التلقيب قد يكون أشتقاقه عن ظاهر ضعيف مترجم، حتى أفتراض وجوده، لم يكن معروفا بلقب كلمة من غير معروف في حاشية على المطلع أو سبب يستخلصه ويحرر صحيحه لما يطلبه جوهره في صلابة ما تقترحه أخبار حكمته. إلى تحقيق جنسه مع هذا التضارب، ولمتاخمة التشبيه وأشتراك اليقين فيها، أو يؤثر العزلة فيها ليخلو التصنيف مستضيئا، وإن بقي على ذلك أمد أطول إلى التأمل والتفكيروالأعيان حتى تتيح له أجماع النهر جداول مشتبكه الرياض، يقصد مهده من لحده. فمنه ما يتعفف ويتقبض ولا يقبل شيئا، حتى ضرب النغمة الفاضلة ضرباتها، دون تنكر أو تشبيه عن أتصالها ودل على صحتها من عدمها .

إن كانت حاسة السمع فاطرة الموسيقى٬ ومستعينة بفوارق سماع الأصوات، فالظن أكمل حسن صنعها٬ مشقة المعرفة المفتوحة؛ محسوسة/ملموسة٬ وأنزل عليها ذوق السماع صافية في التمييز٬ شاهد ظن ( قول خطابي/ تصور نقلي)٬ وتشبيه في أعظم أبداع (قول برهاني) اثناء الأختلاف، ثم تتسع مدلولاتها؛ حتى تشمل المعارف الانسانية. وان لا يقتصر السمع على شيء دون شيء ولا تتناول جميع وجوه الأشياء في كل شيء، بل أن تعالج طبيعة الأشياء؛ وقواعد الاصوات السائدة فيها؛ والعلاقات بين سماع الموجودات٬ وأعيانها، وأن تتناول أيضا؛ اسس الطباع السلوكي٬ ومعالمه المعرفيه. وعلى هذا تكون الموسيقى حاملة الظن في الأشياء والتشبه؛ لتهتدي إلى صواب مباديء رموزعالمها الوجودي؛ حتى تهتدي بنفسها إلى فهم الفضول يوجدها.

وفوارق الظن في الأشياء لها غاية مميزة في السماع الموسيقي؛ اجادة وافادة البحث عن الحقيقة من شبهات هزيلة٬ وآراء فاسدة٬ وأفكار هدامة؛ في رديهما إلى الأنوار الكاشفة٬ من الزلل والضلل والمجازفة، تحقيق الاستواء و تبيان الاستقامة فيما تغمده من إزالة الشبهات.

وما كان بحال من الأحوال قد تبلغ مبلغها المؤلف أو الباحث الموسيقي عن الحقيقة من العلم والفضل٬ ومن سواها وسائرها، مرهف المخيال السمعي، أن لا يجرد سماعه عن الغايات الصغرى من جياشة عاطفية٬ وحميمية أجتماعية٬ ورهفة أوجه الطبيعة المادية عن صلاتها الخلابة، ولا يجرد رهافته عن وجوه الطبيعة المادية المرفهة وغاياتها العظمى. عليه أن ينطلق في التشبيه بحثا، ويقبل ما تصل إليه مكابدة البحث في كشف الرموز، ويلتقاها مهما كانت النتيجة التي سيصله منها قدوم إليه.

الظن المعرفي بالاشياء ينوع (المحن والثواب)، وايضا يسهل عن بعضها اللفظ في اطلاق التشبيه على أشكال قد تمت إلى الظن بالالفاظ٬ وقد لا تمت إليها، مثل؛ الظن بالاشياء من الناحية العقائدية؛ ليس كما هو في الناحية الأخلاقية؛ ولا أيضا في الأجتماعية الفلسفية ...وما إلى ذلك. تتخذ عناء الجانب من فوارق الظن والتشبيه والاستعارة المعرفية موسيقيا٬ لما فيها من فوارق بين الظن الظاهر والجوهر بالاشياء٬ وكذلك خيارات وإشكاليات فوارق البيان والبديع عن الكلمات٬ بل أيضا الفنح من شروحات وإيضاح غايتها الفلسفية المطلقة. و أيضا أن نجعل هذه الغايات كلها مطوية في فلسفة الموسيقى عموما، مع المساس تدريجيا عن خوض تفاصيلها٬ في جوانبها الدينية والاخلاقية والاجتماعية، إلا بشكل موجزها المعمق لحمولاتها الحساسة. ونعني هنا بالموسيقى التأويلية٬ مفردات الحس الموسيقى المتعالي٬ العقلية الروحية العليا٬ هي من تشغل تفتحها وحدها في الظنون والتشبيهات٬ بل تتمايز فبها فوارق موسيقى ثقافة التأويلات في كشف رموزها٬ بحثا عن منابت المكابدة بالبحث الذوقي ورفعة مقاماتها.

فوارق الظن (ون)؛ المعرفي٬ تتناول التأملات من البحث الذوقي الجمالي؛ في أعيان مظاهر الوجود. إما التشبيه (ات) فهو الانتفاع سمعيا٬ بالنتائج الصحيحة٬ التي وصلت إليها الموسيقى٬ بأخضاع الكلمات؛ حينما يكون تأويل الظن يتأمل بنية وبديع الظواهر البرانية و جواهرها٬ أي على تركيب الاشكال من وإلى الجواهر الدقيقة٬ أو٬ عن العناصر التي تتشكل منها تلك الاشياء٬ في التأملات، لتزيل الجماليات النغمية٬ مقامات تفلسف تركيب الشيء٬ وطبيعة حركته الغامضة، بمعنى شحذ مكانة الطاقة المعرفية غير الصريحة. كما هو لدى العارفين٬ إن شئتم.

إذن تأويل فوارق الظن المعرفي الإستئنافي، عادة يكون حضوره متأخر في تاريخ التفكر الإنساني، مما يستحدث منحوته من التشبيهات، بمعنى تجدد غير مباشر في البحث عن الاشياء التي سبقتها (محبة مصادقة ينبوعها)٬ مجهولة قبل أن تكون لها حكمة معلومة، فيكون بنية الظن مشبع التطلع لمعرفة حب تلك الحكمة منه. وقد يستعمل السمع المستطاع في أخضاع بنية الظن، بمعادلات مسميات الظاهرة، في اول الامر، عن شيء ما٬ بحادث قديم٬ واجب الشيء بذاته وحده. فإن كان ذو حكمة ونافع سابق، فهو منتفع سابق بالضرورة لأجله، ما بجعل الشيء في جوهره إرادة غوامض تلك الحكمة؛ التي تكمن حومله٬ في جوهر السمع الموسيقي. أي إرادة طاقة معرفة غامضة، فالشيء له فوارق الجاعل "حكيم" من حيث المعرفة، متحرك، بارع. إذن فوارق الظن الموسيقى٬ منحوتها حركة، في الصوت٬ ظنون قبلية متداخلة٬ مهيأة بانعكاس الاعداد عن الاشياء، وإن لكل عدد٬ جوهر حكيم٬ متحرك، يلفظ مسعاه أيضا٬ على كل بارع/جاعل٬ في شيء ما، طاقة نافعة.

وأخير٬ إن فوارق الظن المعرفي الأستئنافي٬ في التشبيه٬ له فوارق دعامة٬ أنشغالات استئنافيه تأويلية؛ معرفة في بنية وشروح الكلمات٬ والتشبيه المعرفي بالمعنى، على اعتبار أننا لا نستطيع تسمية فوارق الظن بالشيء/الارادة، الا حسب حركة الفعل وجوهر طاقته،، حتى يتم أختيار بنية فوارق الكلمة من خصائصه معانيها؛ أي أن الشيء باحثا ظنيته مجردة٬ بالبحث عن الحقيقة٬ في التشبيه بكلمة لمعرفة صريحة/غامضة؛ بمعنى٬ أن تكون بنية بديع الكلمة؛ بحثها اللفظي شاملا لمظاهر الوجود للشيء كله؛ أن يجري مسحا عن فوارق الظن هو الحكم التأويلي في بحثه٬ تشبيه على كلمة لها أسس من المنطق المطابق بالبرهان؛ وأن يوجد الظن في التشبيه؛ معرفة صريحة٬ خاضعة لنظاما متماسكا خاصا٬ يستطيع أن يفسر لنا تماثل فوارق الظن ببنية الكلمات٬ أحقية عنه٬ كمظهر الوجود٬ الشيء خارج ذاته. اما اذا فقد التشبيه خاصته من فعل فوارق الكلمة على الشيء، حينئد يكون الشيء في حركته ممتحن، ووجوعات الظنون٬ لها وقع مقامات موسيقية في الشيء٬ أي من ابتكارات إبداع الجاعل المعرفي٬ الممتحن٬ فهو المؤلف/الصانع الحكيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: لندن ـ 12.28.21
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى