أمجد زكريا - دارُ فناء!

تُمَوِهُنِي الدُنيا بمواقفها؛ لتشغلني عن العيشِ فيها،
تُدهشني رِقَةُ خَصرِها، توشوِشني مواقِفها بهمس، يحيُّرنِي ضُعف ذاكرتها؛ تنسى سريعًا ماحاكت لنا من مكائد، ماضية في رسم لوحتها السريالية؛ بأصابعها الخشنة، آتية متبخترتًا
مرتديةً ثوب الإستمرارية..

تجاريني حين أكون على غير سجيتي،
تصارعني في كل حالاتي، وأصرعها بعون الله في جل أوقاتي..
فأنا إمتداد نفسي، المتأثر بفكري، المُثقل بشخصي..
حدثتها بأن في عيناي حُلم مضيء وموقد عزم لايخمد ولايفيض..

_فمن أين تأتي كُل تلك الحرائق؟
_من دواخلنا!...
نحن اليقين القابع في ذواتنا..
نحن بريق الذهب، عنفوان الحلم، تطرف العزيمة، أفكارنا الأسطورية..
نحن العابرين غير المقيمين..
نحتاج إيماننا وتوكلنا العظيم..
حين تكون دُنياك لله؛ تلبس الحياة ثوب الحبيبة..

وأنظر حولك؛ وتخيّر الرِفقة، لاتدري من دوائك ومن هو لك داء!
لاتنتظر هدية السعادة من أحد!
كن أنت السعادة!..

وحين نادي منادي: نحن جند الله جند الوطن
دبت في الروح القشعريرة!..
ثوب الضمير باهض ثمنه..
فأشد الناس قبحًا من يُطبلون للباطِل
عِندما يقِف غيرهُم لنصرة الحق!.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى