الجنس في الثقافة العربية ابن قتيبة الدينوري - كتاب النساء

الجزء الرابع

كتاب النساء

-في أخلاقهن وخلقهن وما يختار منهن وما يكره
-الأكفاء من الرجال
-الحض على النكاح وذم التبتل
-باب الحسن والجمال
-باب القبح والدمامة
-باب السواد
-باب العجز والمشايخ

باب الخلق

-الطول والقصر
-اللحى
-العيون
-الأنوف
-البخر والنتن
-البرص
-العرج
-الأدر
-الجذام

-باب المهور
-أوقات عقد النكاح
-خطب النكاح
-وصايا الأولياء للنساء عند الهداء
-باب سياسة النساء ومعاشرتهن
-محادثة النساء
-باب النظر
-باب القيان والعيدان والغناء
-التقبيل
-الدخول بالنساء والجماع
-باب القيادة
-باب الزنا والفسوق
-باب مساوىء النساء
-باب الولادة والولد
-باب الطلاق
-باب العشاق سوى عشاق الشعراء
-أبيات في الغزل حسان



**********************



باب الحسن والجمال
بين الرسول صلى اللّه عليه وسلم وعائشة رضي اللّه عنها عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم امرأة من كلبٍ، فبعثني أنظر إليها؛ فقال لي: " كيف رأيت " ؟ فقلت: ما رأيت طائلاً؛ فقال: " لقد رأيت خالاً بخدّها اقشعرّ كل شعرةٍ منك على حدةٍ " . فقالت: ما دونك سرّ.
بين أبي الأسود الدؤلي وعبيد اللّه بن زياد القحذميّ:ّ قال: دخل أبو الأسود على عبيد اللّه بن زياد فقال: أصبحت جميلاً، فلو تعلّقت معاذةً فظنّ أنه يهزأ به فقال:
أفني الشباب الذي أبليت جدّته ... مرّ الجديدين من آتٍ ونطلق
لم يبقيا لي في طول اختلافهما ... شيئاً يخاف عليه لذعة الحدق
قتادة بن ملحان وحيان بن عمير عن حيّان بن عمير قال: دخلت على قتادة بن ملحان، فمرّ رجل في أقصى الدار فرأيته في وجه قتادة، فقال: إنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم مسح وجهه.
لعون بن عبد اللّه عن عون بن عبد للّه قال: كان يقال: من كان في صورةٍ حسنةٍ ونصب لا يشينه ووسّع عليه في الرزق، كان من خالصة اللّه.
أبيات في الحسن والجمال وقال الحكم بن قنبر:
ليس فيها ما يقال له ... كملت لو أنّ ذا كملا
كلّ جزءٍ من ملاحتها ... كائنٌ من حسنها مثلا
لو تمنّت في متاعتها ... لم ترد من نفسها بدلا
وقال بعض المحدثين:
فلما رأوك العاذلون حججتهم ... بحسنك حتّى كلّهم لي غادر
وقال أيضاً:
تحيّر من حسنه فهمه ... وتاه وحقّ له أن يتيها
رأى غيره ورأى نفسه ... فلم ير فيه لشيءٍ شبيها
وقال الأعشي في وصف امرأة:
فأفضيت منها إلى جنّةٍ ... تدلّت عليّ بأثمارها
لعائشة رضي اللّه عنها فيمن يؤم القوم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب اللّه، فإن كانوا في القراءة سواءً فأصبحهم وجهاً.
لجميل بن معمر في حسن مصعب وقال جميل بن معمر: ما رأيت مصعباً يختال بالبلاط إلا غرت على بثينة، وبينهما ثلاثة أيّام.
مصعب بن الزبير والشعبي عن الشّعبيّ قال: دخلت المسجد باكراً، وإذا بمصعب بن الزّبير والناس حوله، فلما أردت الإنصراف قال لي: أدن. فدنوت منه حتى وضعت يدي على مرفقته؛ فقال: إذا أنا قمت فاتبعني؛ وجلس قليلاً، ثم نهض فتوجّه نحو دار موسى بن طلحة فتتبّعته؛ فلما أمعن في الدار التفت إليّ وقال: أدخل. فدخلت " معه ومضى نحو حجرته وتبعته، فالتفت إليّ فقال: أدخل، فدخلت معه " فإذا حجلةٌ، فطرحت لي وسادةٌ فجلست عليها، ورفع سجف القبّة، فإذا أجمل وجهٍ رأيته قطّ؛ فقال: يا شعبيّ، هل تعرف هذه؟ قلت: نعم، هذه سيّدة نساء العالمين عائشة بنت طلحة؛ فقال: هذه ليلى، ثم تمثّل:
وما زلت من ليلى لدن طرّ شاربي ... إلى اليوم أخفي إحنةً وأداجن
وأحمل في ليلى قومٍ ضغينةً ... وتحمل في ليلى عليّ الضغائن
ثم قال: إذا شئت يا شعبيّ " فقم " . فخرجت؛ " فلما كن العشيّ رحت " إلى المسجد فإذا مصعبٌ بمكانه؛ فقال لي: ادن. فدنوت؛ فقال لي: هل رأيت مثل ذلك لإنسانٍ " قطّ " ؟ قلت: لا؛ قال: أتدري دخلناك؟ قلت: لا؛ قال: لتحدّث بما رأيت. ثم التفت إلى " عبد اللّه بن " أبي فروة فقال: أعطه عشرة آلاف درهم وثلاثين ثوباً.فما انصرف " يومئذٍ " أحدٌ بمثل ما انصرفت به: بعشرة آلاف " درهم " ، وبمثل كارة القصّار، ونظري إلى عائشة.

لأبي الغصن الأعرابي

أبو الغصن الأعرابيّ قال: خرجت حاجّاً، فلمّا بقباء تداعى أهله وقالوا: الصّقيل الصّقيل! فنظرت وإذا جارية كأنّ وجهها سيفٌ صقيلٌ، فلمّا رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها، فقلنا: إنّا سفرٌ وفينا أجرٌ، فأمتعينا بوجهك؛ فانصاعت وأنا أعرف الضّحك في وجهها وهي تقول:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً ... لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كلّه أنت قادرٌ ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
بين فتاة حسناء وعمتها ومرّ رجلٌ بناحية البادية فإذا فتاة كأحسن ما تكون؛ فوقف ينظر إليها، فقالت له عجوز من ناحية: ما يقيمك على الغزال النّجدي ولا حظّ لك فيه؟ فقالت الجارية: يا عمتاه، يظنّ كما قال ذو الرّمّة:
وإن لم يكن إلاّ تعلّل ساعةٍ ... قليلاً فإنّي نافع لي قليلها
وقال بعض المحدثين:
الخال يقبح بالفتى في خدّه ... والخال في خدّ الفتاة مليح
والشّيب يحسن بالفتى في رأسه ... والشيب في رأس الفتاة قبيح
وقال جعفر بن محمد: الجمال مرحومٌ: بين شريح ورجل رأى رجلٌ شريحاً يجول في بعض الطّرق فقال: ما غدا بك؟ فقال: عسيت أن أنظر إلى صورة حسنة.
بين خالد بن صفوان وامرأة قالت امرأة خالد بن صفوان له يوماً: ما أجملك! قال: ما تقولين ذاك وما لي عمود الجمال، ولا عليّ رداؤه ولا برنسه. قالت: ما عمود الجمال وما رداؤه وما برنسه؟ قال: أما عمود الجمال فطول القوام وفي قصرٌ؛ وأمّا رداؤه فالبياض ولست بأبيض؛ وأما برنسه فسواد الشعر وأنا أصلع. ولكن لو قلت: ما أحلاك وما أملحك، كان أولى.
لأبي اليقظان في جيش ابن الأشعب أبو اليقظان قال: كان يسمّي جيش ابن الأشعب جيش الطواويس، لكثرة من كان فيه من الفتيان المنعوتين بالجمال.
عمر بن الخطاب ومعقل بن سنان قال: وقال أبو اليقظان: سمع عمر بن الخطاب قائلاً بالمدينة يقول:
أعوذ بربّ الناس من شرّ معقلٍ ... إذا معقلٌ راح البقيع مرجّلا
يعني معقل بن سنان الأشجعيّ، وكان قدم المدينة؛ فقال له عمر: إلحق بباديتك.
في جمال نصر بن حجاج البهزيّ وسمع امرأةً ذات ليلة تقول:
ألا سبيل إلى خمرٍ فأشربها ... أم هل سبيلٌ إلى نصر بن حجّاج
وهذا نصر بن حجّاج بن علاط البهزيّ، وكان من أجمل الناس، فدعا به عمر فسيره إلى البصرة - فأتى مجاشع بن مسعود السّلميّ فدخل عليه يوماً وعنده امرأته شميلة وكان مجاشع أميّاً، فكتب نصر على الأرض: أحبّك حبّاً لو كان فوقك لأظلك أوتحتك لأقلّك. فكتبت هي وأنا واللّه كذلك. فكبّ مجاشعٌ على الكتابة إناءً ثم أدخل كاتباً فقرأه، فأخرج نصراً وطلّقها - فقال نصر بن حجّاج:
وما لي ذنبٌ غير ظنّ ظننته ... وفي بعض تصديق الظنون أثام
لعمري إن سيّرتني أو حرمتني ... وما نلت ذنباً إنّ ذا لحرام
أأن غنّت الذّلفاء ليلاً بمنيةٍ ... وبعض أمانيّ النساء غرام
ظننت بي الظنّ الذي ليس بعده ... بقاءٌ وما لي في النّديّ كلام
فأصبحت منفيّاً على غير ريبةٍ ... وقد كان لي بالمكّتين مقام
ويمنعني ممّا تمنّت تكرّمي ... وآباء صدقً سالفون كرام
ويمنعها ممّا تمنّت حياؤها ... وحالٌ لها مع عفّةٍ وصيام
وهاتان حالانا فهل أنت راجعي ... وقد خفّ منّي كاهلٌ وسنام
وأنا أحسب هذا الشعر مصنوعاً: شعر للقيط بن زرارة، ولغيره قال لقيط بن زرارة:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظّم الجزع ثاقبه
قال أبو الطّمحان القيني:
يكاد الغمام الغرّ يرعد أن رأى ... وجوه بني لأمٍ وينهل بارقه
وقال آخر:
وجوهٌ لو أنّ المعتفين اعتشوا بها ... صدعن الدّجى حتى ترى الليل ينجلي
لعمر بن الخطاب، ثم لعلي بن أبي طالب قال عمر بن الخطاب " رضي اللّه عنه " : إنّا سمعنا بكم شعرنا أحسنكم وجوهاً، وإذا اختبرناكم كانت الخبرة أولى بكم.

قال عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه: خصصنا بخمس: بصباحة، وفصاحة، وسماحة، ورجاحة، وحظوة " يعني " عند " النساء " . وسئل عن أميّة فقال: هم أغدر وأفجر وأمكر؛ ونحن أفصح وأصبح وأسمح.
لامرأة في الزبير وعليّ ومصعب رأت امرأة الزبير فقالت: من هذا الذي هو أرقم يتلمّظ؟ ورأت عليّاً فقالت: من هذا الذي كأنه كسر ثم جبر؟ ورأت طلحة فقالت: من هذا الذي كأنه دينارٌ هرقلي؟ لسكينة بنت الحسين في ابنتها ألبست سكينة بنت الحسين ابنةً درّاً كثيراً وقالت: واللّه ما ألبستها أيّاه إلاّ لتفضحه.
لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء يذكر نساءً مع جارية:
أقبلن في رأد الضّحاء بها ... وسترن وجه الشمس بالشمس
ذكر بعض الأعراب امرأةً قال: خلوت بها والقمر يرينيها، فلمّا غاب أرتينه.
وقال بعض الشعراء:
غلامٌ رماه اللّه بالحسن يافعاً ... له سيمياء لا تشقّ على البصر
كأنّ الثّريّا علّقت في جبينه ... وفي أنفه الشّعري وفي وجهه القمر
ولمّا رأى المجد استعيرت ثيابه ... تردّى بثوبٍ واسع الذّيل وأتزر
إذا قيلت العوراء أغضى كأنه ... ذليل بلاً ذلّ ولو شاء لانتصر
بين أعرابي وأمه قال غلامٌ من الأعراب لأمّه:
نشدتك باللّه هل تعلمين ... بأنّي طويلٌ وأنّي حسن
قالت: قبحك اللّه!فكان ماذا! قال:
وأنّي أقمّص بالدّار عين ... غداة الصّباح وأحمي الظعّن
قال عمّه: فهلاّ كان ذا قبل! قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها ... وتغيب فيه وهو جثل أسحمٌ
فكأنّها فيه نهارٌ ساطع ... وكأنه ليلٌ عليها مظلم
وقال الطائيّ:
بيضاء تبدو في الظلام فيكتسي ... نوراً وتبدو في النهار فيظلم
أعرابي يصف امرأة وصف أعرابيّ امرأة فقال: كاد الغزال يكونها، لولا ما تمّ منها ونقص منه لابن الأعرابي في الحلاوة والجمال والملاحة قال ابن الأعرابيّ: الحلاوة في العينين، والجمال في الأنف، والملاحة في الفم.
قال أعرابيّ يصف امرأةً:
خزاعّية الأطراف مرّية الحشا ... فزاريّة العينين طائّية الفم
المقنع الكندي كان المقّنع الكندي من أجمل الناس وكان يتقنع لأنه كان متى سفر لقع " أي أصيب بعينٍ " ، وهو القائل:
وفي الظّعائن والأحداج أملح من ... حلّ العراق وحلّ الشام واليمنا
جنيّةٌ من نساء الإنس أحسن من ... شمس النهار وبدر الليل لو قرنا
الحكم بن صخر وجارية الحكم بن صخر الثّقفيّ قال: خرجت حاجّاً مختفياً، فلمّا كنت ببعض الطريق أتتني جاريتان من بني عقيل لم أر أحسن منهما وجوهاً، ولا أظرف ألسنةً ولا أكثر علماً وأدباً، فقصّرت بهما يومي فكسوتهما. ثم حججت من قابلٍ ومعي أهلي، وقد أصابتني علّةٌ فنصل لها خضابي، فلمّا صرت إلى ذلك الموضع فإذا أنا بإحداهما، فدخلت عليّ، فسألت مسألة منكر فقلت: فلانة! قالت: فدىً لك أبي وأمي! تعرفني وأنكرك؟! قلت: أنا الحكم بن صخر. قالت: إني رأيتك عاماً أوّل شابّاً سوقةً وأراك العام ماكاً شيخاً، وفي دون هذا ينكر المرء صاحبه. قلت: ما فعلت أختك؟ قالت: تزوجها ابن عمٍّ لها وخرج بها إلى نجد فذلك حيث يقول:
إذا ما قفلنا نحو نجدً وأهله ... فحسبي من الدّنيا قفولٌ إلى نجد
فقلت: لو أدركتها لتزوّجتها. فقالت: ما يمنعك من شقيقتها في حسبها، ونظيرتها في جمالها؟ - تعني نفسها - قلت: يمنعني من ذلك ما قال كثيّر:
إذا وصلتنا خلّةٌ كي تزيلنا ... أبينا وقلنا الحاجبيّة أوّل
فقالت: فكثيّر بيني وبينك، أليس هو القائل:
هل وصل عزّة إلا وصل غانيةٍ ... في وصل غانيةٍ من وصلها خلف
فسكت عيّاً عن جوابها.
أبو حازم المدني وامرأة حسناء التقاها في موسم الحج قل أبو حازم المدنيّ: بينا أنا أرمي الجمار رأيت امرأة سافرةً من أحسن الناس وجهاً ترمي الجمار، فقلت: يا أمة اللّه، أما تتقين اللّه! تسفرين في هذا الموضع فتفتنين الناس! قالت: أنا واللّه يا شيخ من اللواتي قل فيهنّ الشاعر:
من اللاّء لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن لبريء المغفّلا













==============



قال الأصمعيّ: دخلت على هارون الرشيد وبين يديه بدرةٌ، فقال: يا أصمعيّ، إن حدّثني بحديثٍ في العجز فأضحكتني وهبتك هذه البدرة. فقال: نعم يا أمير المؤمنين؛ بينا أنا في صحارى الأعراب في يومٍ شديد البرد والرّيح وإذا بأعرابيّ قاعدٍ على أجمةٍ وهو عريان، قد احتملت الرّيح كساءه، فألقته على الأجمة؛ فقلت له: يا أعرابيّ؛ ما أجلسك ها هنا على هذه الحالة؟ فقال: جاريةٌ وعدتها يقال لها سلمى، أنا منتظر لها. فقلت: وما يمنعك من أخذ كسائك؟ فقال: العجز يوقفني عن أخذه. فقلت له: فهل قلت في سلمى شيئاً؟ فقال: نعم. فقلت: أسمعني للّه أبوك! فقال: لا أسمعك حتى تأخذ كسائي وتلقي عليّ. قال: فأخذته فألقيته عليه؛ فأنشأ يقول:
لعلّ اللّه أن يأتي بسلمى ... فيبطحها ويلقيني عليها
ويأتي بعد ذاك سحاب مزنٍ ... تطهّرنا ولا نسعى إليها
فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره، وقال: أعطوه البدرة. فأخذها الأصمعيّ وانصرف.
بين الحسن بن زيد وابن هرمة ويروى أن الحسن بن زيد لما ولي المدينة قال لابن هرمة: إني لست كمن باعك دينه رجاء مدخك أو خوف ذمّك فقد رزقني اللّه بولادة نبيّه عليه السلام الممادح وجنبني المقابح، وإنّ من حقّه عليّ ألاّ أغضي على تقصير في حقّ ربّه. وأنا أقسم لئن أتيت بك سكران لاضربنّك حدّاً للخمر وحدّاً للسكر، ولأزيدن لموضع حرمتك بي. فليكن تركك لها للّه تعن عليه ولا تدعها للناس فتوكل إليهم؛ فنهض ابن هرمة وهو يقول:
نهاني ابن الرسول عن المدام ... وأدّبني بآداب الكرام
وقال لي اصطبر عنها ودعها ... لخوف اللّه لا خوف الأنام
وكيف تصبّري عنها وحبّي ... لها حبّ تمكّن في عظامي
أرى طيب الحلال عليّ خبثاً ... وطيب النفس في خبث الحرام
ذكر هذا الخبر أبو العباس المبرّد في كتاب الكامل
بسم اللّه الرحمن الرحيم
كتاب النساء
في أخلاقهن وخلقهن وما يختار منهن وما يكره
للنبي صلى اللّه عليه وسلم
عن مجاهد عن يحيى بن جعدة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " تنكح المرأة لدينها وحسبها وحسنها فعليك بذات الدّين تربت يداك " . ثم قال: " ما أفاد رجلٌ بعد الإسلام خيراً من امرأةٍ ذات دين تسرّه إذا نظر أليها وتطيعه وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب عنها " .
لعائشة رضي اللّه عنها وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: لا تدخل المرأة على زوجها في أقلّ من عشر سنين.
قالت عائشة: وأدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأن بنت تسع سنين.
في أصناف النساء والرجال الأصمعيّ قال: أخبرنا شيخٌ من بني العنبر قال: كان يقال: النساء ثلاث: فهينّةٌ ليّنةٌ عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاءٌ للولد، وأخرى " غلٌ قملٌ " يضعه اللّه في عنق من يشاء ويفكّه عمن يشاء. والرجال ثلاثة: فهينٌ ليّنٌ عفيفٌ مسلمٌ، يصدر الأمور مصادرها، ويوردها مواردها، وآخر ينتهي إلى رأي ذي اللّبّ والمقدرة فيأخذ بأمره، وينتهي إلى قوله، وآخر حائرٌ بائرٌ، لا يأتمر لرشدٍ، ولا يطيع مرشداً.
لعلي بن أبي طالب في خير النساء عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: خير نسائكم العفيفة في فرجها، الغلمة لزوجها.
لعروة بن الزبير وعن عروة بن الزّبير قال: ما رفع أحدٌ نفسه بعد الإيمان باللّه بمثل منكح صدقٍ، ولا وضع نفسه بعد الكفر باللّه بمثل منكح سوء. ثم قال: لعن اللّه فلانة، ألقت بني فلان بيضاً طوالاً فقلبتهم سوداً قصاراً.
لبعض الشعراء قال بعض شعراء بني أسد:
وأوّل خبث الماء خبث ترابه ... وأوّل خبث القوم خبث المناكح
لابن زبير، ثم لعمر قال الأصمعيّ: قال ابن زبير: لا يمنعكم من تزوّج امرأةٍ قصيرةٍ قصرها، فإنّ الطويلة تلد القصير والقصيرة تلد الطويل؛ وإياكم والمذكّرة فإنها لا تنجب.
أبو عمرو بن العلاء قال: قال رجل: لا أتزوّج امرأةً حتى أنظر إلى ولدي منها. قيل له: كيف ذاك؟ قال: أنظر إلى أبيها وأمهّا فإنها تجرّ بأحدهما.
عن ابن ملكية أنّ عمر قال: يا بني السائب، إنكم قد أضويتم فانكحوا في النزائع.

في أنواع النساء

الأصمعيّ قال: قال رجل: بنات العمّ أصبر، والغرائب أنجب، وما ضرب رؤوس الأبطال كابن أعجميّة.
عن أوفى بن دلهم أنه كان يقول: النساء أربع، فمنهنّ معمع لها شيئها أجمع، ومنهن تبع تضرّ ولا تنفع، ومنهنّ صدع تفرّق ولا تجمع، ومنهن غيث همع إذا وقع ببلد أمرع.
قال الأصمعيّ: فذكرت بعض هذا الحديث لأبي عوانة فقال: كان عبد اللّه بن عمير يزيد فيه: ومنهن القرثع: وهي التي تلبس درعها مقلوباً، وتكحل إحدى عينيها وتدع الأخرى.
لعمر بن الخطاب في ثلاث دواهي عن عليّ بن يزيد قال: قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: ثلاث من الفواقر: جار مقامةٍ، أن رأى حسنةً سترها، وإن رأى سيئةً أذاعها؛ وامرأةٌ إن دخلت لسنتك، وإن غبت عنها لم تأمنها؛ وسلطانٌ إن أحسنت لم يحمدك، وإن أسأت قتلك.
الزبرقان في أحب كنائنه وأبغضهم إليه الأصمعيّ قال: حدّثنا جميع بن أبي غاضرة - وكان شيخاً مسناً من أهل البادية من ولد الزّبرقان بن بدر من قبل النساء - قال: كان الزبرقان يقول: أحبّ كنائني إليّ الذليلة في نفسها، العزيزة في رهطها، البرزة الحييّة التي في بطنها غلام ويتبعها غلام. وأبغض كنائني إليّ الطّلعة الخبأة، التي تمشي الدّفقّى وتجلس الهبنقعة، الذليلة في رهطها، العزيزة في نفسها، التي في بطنها جارية وتتبعها جاريةٌ.
لخالد بن صفوان بلغني عن خالد بن صفوان أنه قال: من تزوجّ امرأةً فليتزوّجها عزيزةً في قومها، ذليلةً في نفسها، أدّبها الغنى وأذّلها الفقر. حصاناً من جارها، ماجنةً على زوجها.
الفرزدق يصف النساء وقال الفرزدق يصف النساء:
يأنسن عند بعولهنّ إذا خلوا ... وإذا هم خرجوا فهنّ خفار
لخالد بن صفوان يطلب امرأة، ولآخرين وقال خالد بن صفوان " الدلال " : أطلب لي بكراً كثيّب أو ثيباً كبكر، لا ضرعاً صغيراً ولا عجوزاً كبيرة " لم تقر فتحنن ولم تفت فتمحن " ، قد عاشت في نعمة وأدركتها حاجةٌ، فخلق النعمة معها وذلّ الحاجة فيها، حسبي من جمالها أن تكون ضخمةً من بعيد، مليحةً من قريب، وحسبي من حسبها أن تكون واسطةً في قومها، ترضى مني بالسنّة، إن عشت أكرمتها وإن متّ ورّثتها.
وقال رجل لصاحب له: ابغني امرأةً بيضاء البياض، سوداء السواد، طويلة الطول، قصيرة القصر. يريد: كلّ شيء منها أبيض فهو شديد البياض، وكل شيء منها أسود فهو شديد السواد، وكذلك الطول والقصر.
وقال آخر: ابغني امرأةً لا تؤهل داراً " أي لا تجعل دارها آهلة بدخول الناس عليها " ، ولا نؤنس جاراً " أي لا تؤنس الجيران بدخولها عليهم " ، ولا تنفث ناراً " أي لا تنم وتغري بين الناس " قال الأصمعيّ: قال أعرابيّ لابن عمّه: اطلب لي امرأة بيضاء، مديدةً فرعاء. جعدةً، تقوم فلا تصيب قميصهامنها إلا مشاشة منكبيها، وحلمتي ثديها ورانفتي أليتيها ورضاف ركبتيها، إذا استلقت فرميت تحتها بالأترجّة العظيمة نفذت من الجانب الآخر. فقال له ابن عمه: وأنّى بمثل هذه إلا في الجنان!.
ونحو قوله في الأترجّة قوم أمّ زرعٍ: خرج أبو زرعٍ والأوطاب تمخض، فلقي امرأةً معها ولدان لها كالفهدين يلعبان تحت خصرها برمّانتين فطلّقني ونكحها.
في اختيار الجواري وقال آخر: ابغني امرأةً شقّاء مقّاء، طويلة الإلقاء، منهوسة الفخذين، نافحة الصّقلين.
شعر لابن الأعرابي أنشد ابن الأعرابيّ:
إذا كنت تبغي أيّماً بجهالة ... من الناس فانظر من أبوها وخالها
فإنهما منها كما هي منهما ... كقدّك نعلا إن أريد مثالها
فإن الذي ترجو من المال عندها ... سيأتي عليه شؤمها وخبالها
في البكر والثيب وكان يقال: البكر كالذّرة تطحنها وتعجنها وتخبزها، والثّيب عجالة راكبٍ تمرٌ وسويقٌ. لابن الأعرابي في تطليق زياد لزوجته وقال ابن الأعرابيّ: طلقّ زيادٌ امرأته حين وجدها لثغاء، وقال: أخاف أن يجيء ولدي ألثغ، وقال:
لثغاء تأتي بحيفسٍ ألثغ ... تميس في الموشيّ والمصبّغ
أقوالهم في المرأة ويقال: المرأة غلٌّ فانظر ماذا تضع في عنقك؛ وهو من قول ابن المقفّع: الدّين رقٌّ فانظر عند من تضع نفسك.
أنشد ابن الأعرابيّ:
أحبّ الخلاويّ النزيه من الهوى ... وأكره أن أسقى على عطشٍ فضلا


.





1641373944350.png




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى