في صباح يوماً حزين، التحفت وجوه اهل القرية بالحزن والعبوس، والليل المتآمر يثرب تحت جناحيه خبراً مازال مبهماً للقاصي والداني.
القرية يسودها الصمت، مات كبيرهم، كان أعدل رجال القرية، واكثرهم رزانة واعمرهم شيخوخة.
لا أحد يعرف سبب موته المفاجئ .
كان يتجول يوم أمس بعصاته الخيزران على تلة الترعة، وعند منتصف الليل سمعت القرية بنسائها ورجالها واطفالها صراخاً وعويلأً من بيت كبير القرية.
بات الصباح مفخخاً بالحزن
كسى وجوه الرجال الحزن، والنساء تخط بأذيال ثيابهن يصرخن عويلاً وعديداً؛ وهنً يتبعن الجنازة التي كان يتقدمها إبنه أحمد الطيب الى مقبرة جبل القرية.
ثمة من صلى على الجنازة ولاذ بالفرار؛ عندما وضعوها قرب القبر، الذي حفروه وسط المقبرة على تلة عالية تعلو قبور موتى القرية.
والقليل صلى بعد ما وضع الجثمان في الثري.
أجتمعت القرية على كبير آخر، بعضهم اختار ابن اغناهم كي يكون الكبير، واخرون أختاروا احمد الطيب ابن كبيرهم السابق، وكلمة الطيب لقبه وصفته.
انقسمت القرية، ثم اتفقت الغالبية منها على ابن اغناهم؛ لشدة جبروته وسطوته.
كان الابن لا يعرف سوى النساء والمال، كان يكره احمد الطيب كما يكره الحوت الازرق دلافين البحر الابيض.
البسوه عمامة سوداء، واعطوه خيزرانة غليظة، وقد أمر بخفيرين أن يجمعوا له كل رجال القرية لبيعته على كبارة القرية ورئاستها، كان احمد الطيب قد لزم داره، كما انه أبى الحضور مع رجال القرية أمام قصر الكبير المنتظر.
كانت زوجة احمد الطيب بشهرها السابع، فعندما علم الكبير عبد الرحمن أن احمد الطيب لم يحضر مع رجال القرية ليبايعه، أمر بأحضاره بالقوة مجبراً.
لكن احمد الطيب رفض الذهاب، بل زجر خفيري الكبير الجديد .
وعند ظهيرة يوم شديد الحرارة، نام احمد الطيب في باحة منزله كعادته قرب الشرفة، سمعت زوجته أن على الباب رجال الكبير الجديد يطلبون خروجه، وكانوا يمسكون بنادقهم وعصيهم، وهم ينددون بخروجه من الدار بأصوات عالية،
وإلا سوف يحرقونها، امسك احمد الطيب عصاته الغليظة وهم بالخروج لهم لأنه معروف عنه شجاعته وأنه لا يهاب احد.
لكن زوجته تمسكت به وتيبست راحتاها علي قدميه، وراحت تتوسل بأن يبايع عبد الرحمن .
تعالت طرقات الباب، وتعالى صراخ الزوجة الحامل، توسط احمد
الطيب في باحة داره وهو يمسك عصاته مستعداً لمعركة مغصوب عليها ولابد منها.
وقفت الزوجة خلف الباب رغماً عنه بعد أن عزم رجال القرية علي خلع الباب، أمسكوا بجذع نخلة وضربوا الباب الذي كانت خلفه زوجة الطيب؛ كي تمنع خروجه،
أنخلع الباب من كلابيبه، وضرب مزلاجه بطن الزوجة، وقد أخذوا احمد الطيب بعد ان غلبت كثرتهم شجاعته مضرجاً في دمائه مكبلاً بالحبال، وزوجته قد ملئت الدار بدمائها الداكنة بالحمرة كحمرة غروب القرية الدامي.
فاطمه مندي
القرية يسودها الصمت، مات كبيرهم، كان أعدل رجال القرية، واكثرهم رزانة واعمرهم شيخوخة.
لا أحد يعرف سبب موته المفاجئ .
كان يتجول يوم أمس بعصاته الخيزران على تلة الترعة، وعند منتصف الليل سمعت القرية بنسائها ورجالها واطفالها صراخاً وعويلأً من بيت كبير القرية.
بات الصباح مفخخاً بالحزن
كسى وجوه الرجال الحزن، والنساء تخط بأذيال ثيابهن يصرخن عويلاً وعديداً؛ وهنً يتبعن الجنازة التي كان يتقدمها إبنه أحمد الطيب الى مقبرة جبل القرية.
ثمة من صلى على الجنازة ولاذ بالفرار؛ عندما وضعوها قرب القبر، الذي حفروه وسط المقبرة على تلة عالية تعلو قبور موتى القرية.
والقليل صلى بعد ما وضع الجثمان في الثري.
أجتمعت القرية على كبير آخر، بعضهم اختار ابن اغناهم كي يكون الكبير، واخرون أختاروا احمد الطيب ابن كبيرهم السابق، وكلمة الطيب لقبه وصفته.
انقسمت القرية، ثم اتفقت الغالبية منها على ابن اغناهم؛ لشدة جبروته وسطوته.
كان الابن لا يعرف سوى النساء والمال، كان يكره احمد الطيب كما يكره الحوت الازرق دلافين البحر الابيض.
البسوه عمامة سوداء، واعطوه خيزرانة غليظة، وقد أمر بخفيرين أن يجمعوا له كل رجال القرية لبيعته على كبارة القرية ورئاستها، كان احمد الطيب قد لزم داره، كما انه أبى الحضور مع رجال القرية أمام قصر الكبير المنتظر.
كانت زوجة احمد الطيب بشهرها السابع، فعندما علم الكبير عبد الرحمن أن احمد الطيب لم يحضر مع رجال القرية ليبايعه، أمر بأحضاره بالقوة مجبراً.
لكن احمد الطيب رفض الذهاب، بل زجر خفيري الكبير الجديد .
وعند ظهيرة يوم شديد الحرارة، نام احمد الطيب في باحة منزله كعادته قرب الشرفة، سمعت زوجته أن على الباب رجال الكبير الجديد يطلبون خروجه، وكانوا يمسكون بنادقهم وعصيهم، وهم ينددون بخروجه من الدار بأصوات عالية،
وإلا سوف يحرقونها، امسك احمد الطيب عصاته الغليظة وهم بالخروج لهم لأنه معروف عنه شجاعته وأنه لا يهاب احد.
لكن زوجته تمسكت به وتيبست راحتاها علي قدميه، وراحت تتوسل بأن يبايع عبد الرحمن .
تعالت طرقات الباب، وتعالى صراخ الزوجة الحامل، توسط احمد
الطيب في باحة داره وهو يمسك عصاته مستعداً لمعركة مغصوب عليها ولابد منها.
وقفت الزوجة خلف الباب رغماً عنه بعد أن عزم رجال القرية علي خلع الباب، أمسكوا بجذع نخلة وضربوا الباب الذي كانت خلفه زوجة الطيب؛ كي تمنع خروجه،
أنخلع الباب من كلابيبه، وضرب مزلاجه بطن الزوجة، وقد أخذوا احمد الطيب بعد ان غلبت كثرتهم شجاعته مضرجاً في دمائه مكبلاً بالحبال، وزوجته قد ملئت الدار بدمائها الداكنة بالحمرة كحمرة غروب القرية الدامي.
فاطمه مندي
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com