كل عام يحدث هذا، تكاد الأشجار تتهاوى حيث تهب عاصفة شديدة؛ الآخرون سبقونا إلى العالم الذي تسكنه الأرواح، يبدو أنهم وجدوا سعادة هناك، تتجمع القطط والكلاب لتكمل تفاصيل لوحة مبهرة، أسكن جوار المقابر، أشعر بحركة داخلها كل ليلة؛ تدب حياة لا أستطيع تصورها؛ لم يأت أحد منها ليخبرني بما هناك؛ ألتمس طريقي وسط عتمة الليل؛ الموتى يتحاورون بلغة لا مفردات لمعجمها المثقل، كل يوم يأتي وافد جديد، لا عراك بينهم؛ إنهم طيبون يفسح بعضهم لبعض؛ ما سمعت عن تنازع حدث.
هذه الليلة أمطرت السماء قطعا من الثلج، نظرت من شرفتي حيث الفصاء الرحب؛ ثمة خيمة كبيرة تمنع المطر أن يصيب المقابر، لا حاجة بهم إلى الماء.
أخذتني غفوة؛ جاء إلى جمع لست أحصيه من جيراني الطيبين؛ تملكني الرعب؛ يحضرون إناء كبيرا؛ خبز العشاء الأخير؛ الطفل في المغارة وأمه مريم صوت واهن ينساب من مذياع مجاور؛
يتقدمهم المسيح عليه السلام؛ في صورته التي مثلتها أقانيم الكنائس؛ يمسك بكتاب أخضر، يوزع أعواد الريحان، له لحية تقطر ماء، تتساقط الدموع من عينيه؛ الحواريون يخفضون رءوسهم حياء من سيدهم، لم ينطق بكلمة، تدور هالة من النور حوله، تتراقص النجوم في السماء؛ تفور الأرض نيران لهب تكاد تحرقني، من بعيد يقف إبليس يتلوى حقدا؛ يصحبه يهوذا يهزأ بسيده؛ إنه طيب يهب الجوعى طعاما بلا ثمن؛ يسكنهم دورا ولا بيت له، يتقدم مني خطوة أعود مثلها إلى الوراء، يسرع ويمسح على صدري، يقدم إلي نصف رغيف؛ أهم بتناوله؛ يبكي طفل جواري، أعطيه الشطر، يرفع المسيح يديه إلى السماء، تنزل مائدة بها عسل مصفى، لحم مشوي، يتجمع الناس في ساحة المدينة المصابة بالجوع، يتعاركون في صخب، يمزقون ثوب السيد، يحنو عليهم؛ ينثر ماء يروي الأرض، تنبت شجرة تين عملاقة يأكلون منها.
تقرع أجراس عملاقة، ترانيم ليلة الميلاد" في السماء المسرة وعلى الأرض السلام"
يركب المسيح حمارا يطوف به أرض الله، كل قوم يدعونه لينزل عندهم، يعتذر إليهم، ما يزال الطريق إلى السماء بعيدا، يتنازعونه سيدا أو نبيا؛ إنه لا يمتلك سوى رسالة إلى الضعفاء، يقتسم معهم قوت يومه، يرمونه بألف حجر، تدوي سخرية يهوذا في فضاء المقابر، تنتابني رعدة، يتساقط المر من شقوق سقف نخره السوس.
أهازيج ليلة الميلاد خمر وغناء، أضواء تحيل الليل نهارا، أنهار من خمر تغرق الميادين، الجوعى يطوفون بأكوام النفايات؛ تتجمد أجساد العراة في مخيمات بلا حساء، ينتشي إبليس طربا: وعلى الأرض السلام!
طائرات عملاقة تلقي حمما من النار؛ مجذوب يطوف بالمقابر لقد جاء يوم القيامة، أشلاء مبعثرة، سيقان تختلط بعظام صغار، يخرج ترامب وبوتين في نزهة مسائية؛ يحتفلان برأس السنة يتبادلان نخب ميلانا، أشعر بغثيان يكاد يقتلني، يوزع بابا نويل هداياه على الأطفال في ساحة القديس بولس!
يتسلل إبليس في جلد ثعلب بري، يأكل لحاء الشجرة؛ يدب السوس فيها تتهاوى أرضا.
يطلبون من السيد خبزا وملحا، يمشي ويتبعه الحواريون، يقهقه الثعلب البري، أشعر بحركة غير معتادة تدير مفتاح الحجرة؛ يتملكني الفزع، أهب من نومي مذعورا، نباح كلاب سوداء تحاصر البيت، أسرع بإضاءة المصباح، يخايل شبح على الحائط، أمسك بعصا طويلة؛ إنه ثوبي المعلق على الشرفة ليجف من أثر المطر.
أبحث عن كسرة خبز في سلة الطعام؛ يدب إلى الخوف، أتطلع إلى السماء، غير أنها تلعب بالنار.
في حجرتي أبتهل إلى الله أن يمنع الشر عن العالم ويكفيه شر الوباء.
هذه الليلة أمطرت السماء قطعا من الثلج، نظرت من شرفتي حيث الفصاء الرحب؛ ثمة خيمة كبيرة تمنع المطر أن يصيب المقابر، لا حاجة بهم إلى الماء.
أخذتني غفوة؛ جاء إلى جمع لست أحصيه من جيراني الطيبين؛ تملكني الرعب؛ يحضرون إناء كبيرا؛ خبز العشاء الأخير؛ الطفل في المغارة وأمه مريم صوت واهن ينساب من مذياع مجاور؛
يتقدمهم المسيح عليه السلام؛ في صورته التي مثلتها أقانيم الكنائس؛ يمسك بكتاب أخضر، يوزع أعواد الريحان، له لحية تقطر ماء، تتساقط الدموع من عينيه؛ الحواريون يخفضون رءوسهم حياء من سيدهم، لم ينطق بكلمة، تدور هالة من النور حوله، تتراقص النجوم في السماء؛ تفور الأرض نيران لهب تكاد تحرقني، من بعيد يقف إبليس يتلوى حقدا؛ يصحبه يهوذا يهزأ بسيده؛ إنه طيب يهب الجوعى طعاما بلا ثمن؛ يسكنهم دورا ولا بيت له، يتقدم مني خطوة أعود مثلها إلى الوراء، يسرع ويمسح على صدري، يقدم إلي نصف رغيف؛ أهم بتناوله؛ يبكي طفل جواري، أعطيه الشطر، يرفع المسيح يديه إلى السماء، تنزل مائدة بها عسل مصفى، لحم مشوي، يتجمع الناس في ساحة المدينة المصابة بالجوع، يتعاركون في صخب، يمزقون ثوب السيد، يحنو عليهم؛ ينثر ماء يروي الأرض، تنبت شجرة تين عملاقة يأكلون منها.
تقرع أجراس عملاقة، ترانيم ليلة الميلاد" في السماء المسرة وعلى الأرض السلام"
يركب المسيح حمارا يطوف به أرض الله، كل قوم يدعونه لينزل عندهم، يعتذر إليهم، ما يزال الطريق إلى السماء بعيدا، يتنازعونه سيدا أو نبيا؛ إنه لا يمتلك سوى رسالة إلى الضعفاء، يقتسم معهم قوت يومه، يرمونه بألف حجر، تدوي سخرية يهوذا في فضاء المقابر، تنتابني رعدة، يتساقط المر من شقوق سقف نخره السوس.
أهازيج ليلة الميلاد خمر وغناء، أضواء تحيل الليل نهارا، أنهار من خمر تغرق الميادين، الجوعى يطوفون بأكوام النفايات؛ تتجمد أجساد العراة في مخيمات بلا حساء، ينتشي إبليس طربا: وعلى الأرض السلام!
طائرات عملاقة تلقي حمما من النار؛ مجذوب يطوف بالمقابر لقد جاء يوم القيامة، أشلاء مبعثرة، سيقان تختلط بعظام صغار، يخرج ترامب وبوتين في نزهة مسائية؛ يحتفلان برأس السنة يتبادلان نخب ميلانا، أشعر بغثيان يكاد يقتلني، يوزع بابا نويل هداياه على الأطفال في ساحة القديس بولس!
يتسلل إبليس في جلد ثعلب بري، يأكل لحاء الشجرة؛ يدب السوس فيها تتهاوى أرضا.
يطلبون من السيد خبزا وملحا، يمشي ويتبعه الحواريون، يقهقه الثعلب البري، أشعر بحركة غير معتادة تدير مفتاح الحجرة؛ يتملكني الفزع، أهب من نومي مذعورا، نباح كلاب سوداء تحاصر البيت، أسرع بإضاءة المصباح، يخايل شبح على الحائط، أمسك بعصا طويلة؛ إنه ثوبي المعلق على الشرفة ليجف من أثر المطر.
أبحث عن كسرة خبز في سلة الطعام؛ يدب إلى الخوف، أتطلع إلى السماء، غير أنها تلعب بالنار.
في حجرتي أبتهل إلى الله أن يمنع الشر عن العالم ويكفيه شر الوباء.