تسامع الناس بكراماته؛ يسكن جوار النيل عند شجرة النبق العتيقة جوار المقام المبارك، يفترش حصيرا ويلتحف السماء تعلوه قطعة من صوف الغنم، بجواره وعاء الماء، تسرح الشياة والأبقار ومن ثم تأتيه واحدة منها صباح مساء، يتعمم بخرقة خضراء، لاندري من أي بلد جاء، لحيته البيضاء وانحناءة ظهره جعلا منه كائنا من وراء التاريخ، يبيت ليالي الشتاء لايصيبه بلل وفي لهيب بؤونة الحجر تظلله شجرة النبق وقد سكنتها بومة عجوز، تنقل إليه أخبار الكفر وما يدب في لياليه المعتمة. يتمتم بأوراد غريبة؛ يمسح على صدور الناهدات بدلائل الخيرات، عينه اليسرى بها عمش، هل تراه حاو من الغجر؟
كثير منهم سكن المحروسة منذ قديم الزمن، تاجروا في المستكة والحبهان والقرفة وأعواد البخور، تعرفهم بثيابهم الحمراء المزركشة؛ بعضهم لاعب القرود وآخرون صبغوا الحمير؛ يختنون الفتيان ونساؤهم تميل على بظر الصبايا؛ يضربن الودع ويوشوشن الحجر.
حاول ناس كفرنا معرفة سره فعجزوا، يوم العيد تأتيه أرغفة محشوة باللحم فيطعم الجراء والقطط ، تعلوه مسحة من رضا يدعيه، غير أن شيئا غريبا لم يستطع واحد أن يكتشف لغزه: ماذا في الكتاب العتيق الذي يطالعه منتصف الشهر حين يكتمل بدر التمام؟
يرسم خطوطا ومنحنيات على الرمل؛ يمسك بقطعة من الحجر ويخط بها علامات، تخرج من جوف النهر سمكة كبيرة فتنظر تلك الأشكال وتمضى إلى الماء مرة ثانية؛ اتفق الناس أن هذا الرجل لديه كرامات وأحوال؛ لم يفكروا لحظة أنه قد يكون ساحرا، اكتفوا بأن يرقبوه منتصف كل شهر، يتساقط المطر هذا الشتاء فيصاب أبو البركات بالبلل تتناثر أشياؤه وتتبعثر أوراق كتابه، في كل ناحية ورقة صفراء، هل آن له أن يكشف لغزه؟
لقد اقترب زمن الذي دخل السرداب، هل تراه هو؟
كثير من الصغار أبناؤه، في تلك الأوراق غرائب؛ سرى ماؤه في عتمة ليل العجزة؛ يختزن حلوى شعر البنات وثياب قرمزية تصلح لحفلات تنكرية؛ في غفلة من الفحول التي صارت أعضاؤها شلاء يكون مولانا أبو البركات صاحب الدهن!
وقع الكفر في محنة؛ أيقتلونه؟
كيف ولديه سمكة ذهبية وحبات مرجان تبرق في عيون وقحة؟
أم يهبونه أجمل فتاة، ترى هل يرضى وقد ترك أثره في كل بيت؟
غير أن الشيطان وقد تمثل لهم في هيئة رجل حكيم يركب حمارا: نصحهم بأن يسكنوه البيت الكبير، يقرون بحكمته وقرابته، يحرقون عصيهم وحرابهم بين يديه، تجمعوا عند شجرة النبق العتيقة؛ لم يجدوا غير حية تسعى استداروا فإذا بسور كبير حال بينهم وبين بيوتهم؛ يقهقه مولانا أبو البركات من فوق مأذنة الجامع الكبير؛ يزيح الهلال النحاسي؛ أصدر أمره أن يبيعوه!
ياله من رجل مبارك!
هكذا ترنموا في ليالي السمر جوار شجرة النبق العتيقة التي تغطي المقام المبارك.
أمام الباب الخشبي تجمعوا يبكون قسوتهم؛ يعترفون بذنبهم؛ ليتهم ما تركوه يبيت تحت شجرة النبق، وعدوه أن يمتلك بئر السمن وكل مياه النهر، ذوات الخد وصاحبات الخصر ملك يديه، سيقطعون ألسنتهم؛ يدعون ذيولهم تكبر وتكبر حتى تكون ظهورهم أكثر طواعية له، الحكيم الذي جاء على حمار نصحهم بأن يعطوه مفاتيح خزائن العسل والقمح؛ لن يقرب السوس حبة منها، تراقصوا فرحين، رفعوا أصواتهم في استكانة وتذلل ليرض عنا مولانا أبو البركات!
كثير منهم سكن المحروسة منذ قديم الزمن، تاجروا في المستكة والحبهان والقرفة وأعواد البخور، تعرفهم بثيابهم الحمراء المزركشة؛ بعضهم لاعب القرود وآخرون صبغوا الحمير؛ يختنون الفتيان ونساؤهم تميل على بظر الصبايا؛ يضربن الودع ويوشوشن الحجر.
حاول ناس كفرنا معرفة سره فعجزوا، يوم العيد تأتيه أرغفة محشوة باللحم فيطعم الجراء والقطط ، تعلوه مسحة من رضا يدعيه، غير أن شيئا غريبا لم يستطع واحد أن يكتشف لغزه: ماذا في الكتاب العتيق الذي يطالعه منتصف الشهر حين يكتمل بدر التمام؟
يرسم خطوطا ومنحنيات على الرمل؛ يمسك بقطعة من الحجر ويخط بها علامات، تخرج من جوف النهر سمكة كبيرة فتنظر تلك الأشكال وتمضى إلى الماء مرة ثانية؛ اتفق الناس أن هذا الرجل لديه كرامات وأحوال؛ لم يفكروا لحظة أنه قد يكون ساحرا، اكتفوا بأن يرقبوه منتصف كل شهر، يتساقط المطر هذا الشتاء فيصاب أبو البركات بالبلل تتناثر أشياؤه وتتبعثر أوراق كتابه، في كل ناحية ورقة صفراء، هل آن له أن يكشف لغزه؟
لقد اقترب زمن الذي دخل السرداب، هل تراه هو؟
كثير من الصغار أبناؤه، في تلك الأوراق غرائب؛ سرى ماؤه في عتمة ليل العجزة؛ يختزن حلوى شعر البنات وثياب قرمزية تصلح لحفلات تنكرية؛ في غفلة من الفحول التي صارت أعضاؤها شلاء يكون مولانا أبو البركات صاحب الدهن!
وقع الكفر في محنة؛ أيقتلونه؟
كيف ولديه سمكة ذهبية وحبات مرجان تبرق في عيون وقحة؟
أم يهبونه أجمل فتاة، ترى هل يرضى وقد ترك أثره في كل بيت؟
غير أن الشيطان وقد تمثل لهم في هيئة رجل حكيم يركب حمارا: نصحهم بأن يسكنوه البيت الكبير، يقرون بحكمته وقرابته، يحرقون عصيهم وحرابهم بين يديه، تجمعوا عند شجرة النبق العتيقة؛ لم يجدوا غير حية تسعى استداروا فإذا بسور كبير حال بينهم وبين بيوتهم؛ يقهقه مولانا أبو البركات من فوق مأذنة الجامع الكبير؛ يزيح الهلال النحاسي؛ أصدر أمره أن يبيعوه!
ياله من رجل مبارك!
هكذا ترنموا في ليالي السمر جوار شجرة النبق العتيقة التي تغطي المقام المبارك.
أمام الباب الخشبي تجمعوا يبكون قسوتهم؛ يعترفون بذنبهم؛ ليتهم ما تركوه يبيت تحت شجرة النبق، وعدوه أن يمتلك بئر السمن وكل مياه النهر، ذوات الخد وصاحبات الخصر ملك يديه، سيقطعون ألسنتهم؛ يدعون ذيولهم تكبر وتكبر حتى تكون ظهورهم أكثر طواعية له، الحكيم الذي جاء على حمار نصحهم بأن يعطوه مفاتيح خزائن العسل والقمح؛ لن يقرب السوس حبة منها، تراقصوا فرحين، رفعوا أصواتهم في استكانة وتذلل ليرض عنا مولانا أبو البركات!
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com