مسكونة بالبحث الذي أكتبه ، و سعيدة بعلنيته ، أتحدث عنه بإسهاب أمام الجميع بكثير من المتعة. حالة من الفرح البدائي تغلفني. طلبت إجازة من عملي في المكتبة. حملت كتبي و هربت من باريس إلى تونس. يجب أن أكون في هذا العالم كي أبدأ العمل. حاجة جسدية إلى هذا المحيط العربي. إلى اللغة و الناس. إلى الشوارع و الحدائق و المذاقات و الروائح و الأضواء و الأصوات. إلى الوجوه و الأجساد. بحاجة إلى الشمس و البحر. إلى حمام السوق و الطيّابة و الماء المحرق.
صحيح لماذا يقترن الحمام في رأسي بالجنس ؟. هل هي السخونة التي تفح من مسامي ؟. هل هي ضربات الدم في صدغي تبشر بانفجار وشيك ؟. أخرج من القاعة الساخنة و يطالعني جسدي متوردا ، أصير جميلة بعد الحمام و بعد الحب . كان المفكر يعيدها عليّ في كل مرة.
مثل الجنيد ، الذي كان يقول : أحتاج إلى الجماع كما أحتاج إلى القوت ، لدي حاجة عضوية للماء و المني و الكلمات. ثلاثة هي عناصري الأولية . ثلاثة لا يمكنني أن أعيش من دونها. ثلاثة تنظم خريطتي و تساعدني على الحياة. عندما أفتح عيني في الصباح مخلّعة مثل دمية متحركة ، لا أرى و لا أسمع و لا أفهم. أتوجه إلى الحمام. أقف تحت رذاذ الدوش و تبدأ أجزائي في التململ تدريجيا. يجمعني الماء كساحر ينظم خيوطي و يجلو جوهري. أستعيد حواسي و قدراتي كائنا مرنا مستعدا للحياة.
على مصطبة الحمام أتمدد مصلوبة . تتخايل لي أجساد الأخريات في الضباب الساخن. عيناي مفتوحتان. أراقب البخار يتوضع قطرات تتحبحب على السقف المقبب تنتظر السقوط. علمونا في المدرسة أن نيوتن اكتشف الجاذبية الأرضية و هو يرى التفاحة تسقط. ماذا سأكتشف أنا ؟.
أكتشف جاذبية المفكر ؟. هذه ليست اكتشافا. عرفتها و عشتها.
لا يمكنني بعد كل هذه الساعات في الحمام إلا أن أفكر فيه و أن يخطر لي أنني جاهزة للحب ، جاهزة للمفكر.
كان يقول لي : نلتقي غدا. هيئي نفسك . و أجيب : تعلم أني جاهزة لك دائما.
أنا أنظف امرأة في العالم ، لا حبا في النظافة بل ولعا بالماء ، لذا لن أموت إلا في مدينة عربية على البحر. الماء هو عنصري الأول. قبل أن أتعلمه من الكتب كنت أطبقها عمليا. قبل أن أقرأ ما بدأ به الرسول حديثه لابنته فاطمة قبل أن تزف لعلي بن أبي طالب: اغتسلي بالماء أبدا حتى إذ نظر إليك زوجك يفرح بك. كنت أغتسل بالماء كي أنظر إليّ و أفرح بنفسي.
لم يبعد كثيرا الزمن الذي كان فيه الحمام هو المكان الذي تمتحن فيه أم العريس المرشحات للزواج. أي مكان أفضل من الحمام لرؤية امرأة على حقيقتها ؟. لا بد أنها كانت وسيلة ناجعة ، لا غش و لا خداع. العروس كحواء في الجنة. على حقيقتها.
أنقلب على ظهري و تتابع الطيابة صامتة فرك جلدي بقوة. سألتني زميلتها في البداية إن كنت أفهم العربية. هل أبدو مستشرقة إلى هذا الحد؟.
هنا في هذا الحمام البلدي مكان لتزييف الفولكلور.لا وسائد مخملية و لا عطور شقية و لا رائحة التبغ. ليس هناك إلا النساء و البلاط و الماء ، و تلك الرئحة التي أميزها من بين ألف. تأتي إلي من دمشق مدينة طفولتي. لم أذهب إلى حمام النسوان في تلك السنوات إلا مرات قليلة مع جارتنا الشابة ، لأن أمي كانت بعيدةعن هذا النوع من الطقوس. كان هناك البخار و البرتقال و عروسة الزيت و الزعتر. حمام عائلي للنساء و الأطفال كما نراه في بعض الأفلام العربية. الآن لا زعتر و لا برتقال. الرائةح وحدها معششة في المكان ، و لا أريد أن أستعيد أي ماض إلا في ذاكرتي.
تمددت على ظهري و بدأت الطيابة تفرك جسدي بالليفة الخشنة. كانت قد نقعت ساقيّ في سطل ماء في الصالة الساخنة ، قبل أن تأتي لتبحث عني. تمددت على بطني ، وضعيتي المفضلة. تفرك بقوة و أتابع حركة يديها على جسدي من باطن القدمين ترتفع شيئا فشيئا. لمسة خفيفة من أصابع المفكر تتنقل بين غمازتيّ أسفل الظهر كانت كافية كي تنبض كل مراكز لذتي. هذا زمن مضى. تفرك بقوة و أغمض عيني على أجساد النساء العارية تتحرك في أنحاء القاعة المتوسطة. الأم و بناتها الصبايا الثلاث. العجوز و أمها. الأجنبية بثدييها الصغيرين وحيدة مثلي.
الحمّام عندي مقترن باللذة ، بالجنس. ليس هو العري بقدر ما هي الحكايات التي ربيت عليها.
.
صحيح لماذا يقترن الحمام في رأسي بالجنس ؟. هل هي السخونة التي تفح من مسامي ؟. هل هي ضربات الدم في صدغي تبشر بانفجار وشيك ؟. أخرج من القاعة الساخنة و يطالعني جسدي متوردا ، أصير جميلة بعد الحمام و بعد الحب . كان المفكر يعيدها عليّ في كل مرة.
مثل الجنيد ، الذي كان يقول : أحتاج إلى الجماع كما أحتاج إلى القوت ، لدي حاجة عضوية للماء و المني و الكلمات. ثلاثة هي عناصري الأولية . ثلاثة لا يمكنني أن أعيش من دونها. ثلاثة تنظم خريطتي و تساعدني على الحياة. عندما أفتح عيني في الصباح مخلّعة مثل دمية متحركة ، لا أرى و لا أسمع و لا أفهم. أتوجه إلى الحمام. أقف تحت رذاذ الدوش و تبدأ أجزائي في التململ تدريجيا. يجمعني الماء كساحر ينظم خيوطي و يجلو جوهري. أستعيد حواسي و قدراتي كائنا مرنا مستعدا للحياة.
على مصطبة الحمام أتمدد مصلوبة . تتخايل لي أجساد الأخريات في الضباب الساخن. عيناي مفتوحتان. أراقب البخار يتوضع قطرات تتحبحب على السقف المقبب تنتظر السقوط. علمونا في المدرسة أن نيوتن اكتشف الجاذبية الأرضية و هو يرى التفاحة تسقط. ماذا سأكتشف أنا ؟.
أكتشف جاذبية المفكر ؟. هذه ليست اكتشافا. عرفتها و عشتها.
لا يمكنني بعد كل هذه الساعات في الحمام إلا أن أفكر فيه و أن يخطر لي أنني جاهزة للحب ، جاهزة للمفكر.
كان يقول لي : نلتقي غدا. هيئي نفسك . و أجيب : تعلم أني جاهزة لك دائما.
أنا أنظف امرأة في العالم ، لا حبا في النظافة بل ولعا بالماء ، لذا لن أموت إلا في مدينة عربية على البحر. الماء هو عنصري الأول. قبل أن أتعلمه من الكتب كنت أطبقها عمليا. قبل أن أقرأ ما بدأ به الرسول حديثه لابنته فاطمة قبل أن تزف لعلي بن أبي طالب: اغتسلي بالماء أبدا حتى إذ نظر إليك زوجك يفرح بك. كنت أغتسل بالماء كي أنظر إليّ و أفرح بنفسي.
لم يبعد كثيرا الزمن الذي كان فيه الحمام هو المكان الذي تمتحن فيه أم العريس المرشحات للزواج. أي مكان أفضل من الحمام لرؤية امرأة على حقيقتها ؟. لا بد أنها كانت وسيلة ناجعة ، لا غش و لا خداع. العروس كحواء في الجنة. على حقيقتها.
أنقلب على ظهري و تتابع الطيابة صامتة فرك جلدي بقوة. سألتني زميلتها في البداية إن كنت أفهم العربية. هل أبدو مستشرقة إلى هذا الحد؟.
هنا في هذا الحمام البلدي مكان لتزييف الفولكلور.لا وسائد مخملية و لا عطور شقية و لا رائحة التبغ. ليس هناك إلا النساء و البلاط و الماء ، و تلك الرئحة التي أميزها من بين ألف. تأتي إلي من دمشق مدينة طفولتي. لم أذهب إلى حمام النسوان في تلك السنوات إلا مرات قليلة مع جارتنا الشابة ، لأن أمي كانت بعيدةعن هذا النوع من الطقوس. كان هناك البخار و البرتقال و عروسة الزيت و الزعتر. حمام عائلي للنساء و الأطفال كما نراه في بعض الأفلام العربية. الآن لا زعتر و لا برتقال. الرائةح وحدها معششة في المكان ، و لا أريد أن أستعيد أي ماض إلا في ذاكرتي.
تمددت على ظهري و بدأت الطيابة تفرك جسدي بالليفة الخشنة. كانت قد نقعت ساقيّ في سطل ماء في الصالة الساخنة ، قبل أن تأتي لتبحث عني. تمددت على بطني ، وضعيتي المفضلة. تفرك بقوة و أتابع حركة يديها على جسدي من باطن القدمين ترتفع شيئا فشيئا. لمسة خفيفة من أصابع المفكر تتنقل بين غمازتيّ أسفل الظهر كانت كافية كي تنبض كل مراكز لذتي. هذا زمن مضى. تفرك بقوة و أغمض عيني على أجساد النساء العارية تتحرك في أنحاء القاعة المتوسطة. الأم و بناتها الصبايا الثلاث. العجوز و أمها. الأجنبية بثدييها الصغيرين وحيدة مثلي.
الحمّام عندي مقترن باللذة ، بالجنس. ليس هو العري بقدر ما هي الحكايات التي ربيت عليها.
.