أول يوم من اغسطس... يوم حار عادة وعندما لا توجد وسيلة غير المنديل ومروحة اليد يصبح من الصعب تفادي ذلك الشعور الذي يصنعة العرق والرطوبة، كان يمسح جبهته المتصببة بمنديله المحلاوى وهو جالس علي أريكتة العالية منتظرا اذان العصر مرتديا جلبابا فضفاضا ابيضا، علي يساره نافذة مفتوحة الضلفتين وبلا ستائر، تطل علي باحة مربعة تحوطها ستة بنايات قديمة، آثار كل شيء في الوجود مطبوعة علي جدرانها و الروائح المنبعثة من مناورها هي نفس الروائح التي تنبعث كل يوم منذ انشائها, بخارالطهي ونشيش القلي وودقات الطحن وضجيج الأطفال علي خلفية موسيقية تنبعث من مذياع المقهي الموجود اسفل البناية، بعدها يتعالي صوت عبد المطلب... حبيتك وباجبك وهاحبك علي طول... مش خاين ونسيتك زي انت ما بتقول.
يستطيع من فوق اريكته ان يخترق بعينيه النافذة ويري خلفها ثلاث سيدات هن بعض جاراته يتحاورن وهن جالسات علي عتبات المنزل المقابل، كان يختلس النظر الي صدورهن واقدامهن المتربعة الحافية ثم يعود لينظر الي اليمين بطرف عينيه حيث الردهة التي تؤدي الي غرف المنزل والمطبخ الذي يبعث نسيما محملا برائحة الثومية والملوخية واللحم االمسلوق. انحنت امامه لتضع صنية الشاي علي الطاولة الدائرية ذات السيقان الطويلة المناسبة تماما لارتفاع اريكته التي لا نقوش فيها ولا صنعة فقط عوارض افقية وأخري رأسية مجردة، فقط اريكة قديمة اخشابها مدهونة بالوان الزمن، وكسوتها من وسائد مكتنزة ومتكلسة، لكنك حين تنظر اليه وهو جالس فوقها ، تحسبه اميرا معتليا عرشا في ايوان. عاود اختلاس النظر الي النساء ثم نظر امامه فوجدها لم تزل منحنية تقلب السكر في كوب الشاي وابتسامتها لا تفارقها وهي تنظر اليه، جالت عينيه فيها فراي اعلي صدرها عاريا وادناه متدليا في جلبابها بعد أن زاده الانحناء بروزا وكورته صديريتها تكورا فكان كبيضتي نعامة متجاورتين تصنعان عند المماس رأس سهم يشير الي طريق اللذة والنشوة.
انتقل الي النافذة اغلقها بسرعة ثم عاد لأريكته فناولته كوب الشاي ثم جلست امامه فنظر اليها باسما وهو يرتشف محدثا صوتا كأنما يرسل لها قبلة في الهواء مع كل رشفة. ثم يعود فيلعق ببطء شفتيه لعقا دائريا، ثم يعض علي شفته السفلي برفق بينما يترك شفته الأعلي متدلية، ثم يعود فينظر الي اطراف اصابع أقدامها العارية ثم يمسحها من اسفل الي اعلي بعينيه كأنما يتلمس جسدها القسيم المشدود خلف ردائها الشفاف الي ان التقت عينيهما فنظر اليها ليكتشف في مقلتيها للمرة الأولي هذا المعبر الناعم الي الفردوس، للمرة الأولي بعد كل هذه الأعوام! فيتنهد محدثا زفيرا يكاد يشتعل ولو لم تمسسه نار
لم تعتد المرأة منه هذه النظرات الخارقة الحارقة ولا هذة الرومانسية، بالرغم من أن شعورا بالخجل قد تسرب اليها، تماما كما حدث لها في أول ليلة تعرت امامه، الا انها الأن هائمة مستمتعة بنظراته ومناجاته الصامتة ، منتشية أكثر من أي وقت مضي بل وتتمني ألا تمر هذه اللحظات كما تمر سريعا كل الأشياء الجميلة في حياتنا. هي الأن تشتاق لأن تتلمس جسده تتمني بشدة ان تلعق شفتيه وتستمتع بيدية تعتصر نهديها وخاصرتيها، هي الأن تنتظر ان يسفر هذا النزق عن طلقات تجتاحها و تطيح بجسدها لتطلق سراح كل احلامها الأسيرة منذ سنوات، اليوم بحق بالنسبة لها هو أول ايام زفافها .
وضع الكوب في صينيتها فاصطق بارضيتها المعدنية محدثا صوتا كمن يختم قرارا جمهوريا يفصل بين عهدين ثم قام وجلس بجوارها ثم التصق بها يحوطها بذراعه فاجتاحته نسائمها المختلطة بماء الورد والعرق، جلس امامها علي الأرض احتضن قدميها بيديه كحمامتان، قبل باطنها وظاهرها مسافرا الي اعلي رافعا طرف ردائها كلما ابحر شمالا بينما القت هي برأسها للخلف فانسدل شعرها كشجرة عصفت بها الريح فاستسلمت لشفتاه وقبلاته الساخنة ولمسات أنامله، التي نحتتها وأعادت تشكيل جسدها من جديد أما هو فكان منشغلا يغسل روحه المعذبة في نبعها الرائق. يذيبها نزقه وتثيره تأوهاتها فيطعنها بلا هوادة فتصرخ من النشوي ثم تنظر اليه بعين متوسلة الأ يتوقف ابدا.
.
Lyrique - élan du cavalier
Vassily Kandinsky
يستطيع من فوق اريكته ان يخترق بعينيه النافذة ويري خلفها ثلاث سيدات هن بعض جاراته يتحاورن وهن جالسات علي عتبات المنزل المقابل، كان يختلس النظر الي صدورهن واقدامهن المتربعة الحافية ثم يعود لينظر الي اليمين بطرف عينيه حيث الردهة التي تؤدي الي غرف المنزل والمطبخ الذي يبعث نسيما محملا برائحة الثومية والملوخية واللحم االمسلوق. انحنت امامه لتضع صنية الشاي علي الطاولة الدائرية ذات السيقان الطويلة المناسبة تماما لارتفاع اريكته التي لا نقوش فيها ولا صنعة فقط عوارض افقية وأخري رأسية مجردة، فقط اريكة قديمة اخشابها مدهونة بالوان الزمن، وكسوتها من وسائد مكتنزة ومتكلسة، لكنك حين تنظر اليه وهو جالس فوقها ، تحسبه اميرا معتليا عرشا في ايوان. عاود اختلاس النظر الي النساء ثم نظر امامه فوجدها لم تزل منحنية تقلب السكر في كوب الشاي وابتسامتها لا تفارقها وهي تنظر اليه، جالت عينيه فيها فراي اعلي صدرها عاريا وادناه متدليا في جلبابها بعد أن زاده الانحناء بروزا وكورته صديريتها تكورا فكان كبيضتي نعامة متجاورتين تصنعان عند المماس رأس سهم يشير الي طريق اللذة والنشوة.
انتقل الي النافذة اغلقها بسرعة ثم عاد لأريكته فناولته كوب الشاي ثم جلست امامه فنظر اليها باسما وهو يرتشف محدثا صوتا كأنما يرسل لها قبلة في الهواء مع كل رشفة. ثم يعود فيلعق ببطء شفتيه لعقا دائريا، ثم يعض علي شفته السفلي برفق بينما يترك شفته الأعلي متدلية، ثم يعود فينظر الي اطراف اصابع أقدامها العارية ثم يمسحها من اسفل الي اعلي بعينيه كأنما يتلمس جسدها القسيم المشدود خلف ردائها الشفاف الي ان التقت عينيهما فنظر اليها ليكتشف في مقلتيها للمرة الأولي هذا المعبر الناعم الي الفردوس، للمرة الأولي بعد كل هذه الأعوام! فيتنهد محدثا زفيرا يكاد يشتعل ولو لم تمسسه نار
لم تعتد المرأة منه هذه النظرات الخارقة الحارقة ولا هذة الرومانسية، بالرغم من أن شعورا بالخجل قد تسرب اليها، تماما كما حدث لها في أول ليلة تعرت امامه، الا انها الأن هائمة مستمتعة بنظراته ومناجاته الصامتة ، منتشية أكثر من أي وقت مضي بل وتتمني ألا تمر هذه اللحظات كما تمر سريعا كل الأشياء الجميلة في حياتنا. هي الأن تشتاق لأن تتلمس جسده تتمني بشدة ان تلعق شفتيه وتستمتع بيدية تعتصر نهديها وخاصرتيها، هي الأن تنتظر ان يسفر هذا النزق عن طلقات تجتاحها و تطيح بجسدها لتطلق سراح كل احلامها الأسيرة منذ سنوات، اليوم بحق بالنسبة لها هو أول ايام زفافها .
وضع الكوب في صينيتها فاصطق بارضيتها المعدنية محدثا صوتا كمن يختم قرارا جمهوريا يفصل بين عهدين ثم قام وجلس بجوارها ثم التصق بها يحوطها بذراعه فاجتاحته نسائمها المختلطة بماء الورد والعرق، جلس امامها علي الأرض احتضن قدميها بيديه كحمامتان، قبل باطنها وظاهرها مسافرا الي اعلي رافعا طرف ردائها كلما ابحر شمالا بينما القت هي برأسها للخلف فانسدل شعرها كشجرة عصفت بها الريح فاستسلمت لشفتاه وقبلاته الساخنة ولمسات أنامله، التي نحتتها وأعادت تشكيل جسدها من جديد أما هو فكان منشغلا يغسل روحه المعذبة في نبعها الرائق. يذيبها نزقه وتثيره تأوهاتها فيطعنها بلا هوادة فتصرخ من النشوي ثم تنظر اليه بعين متوسلة الأ يتوقف ابدا.
.
Lyrique - élan du cavalier
Vassily Kandinsky