شطيرة البيض المسلوق مع الطماطم والزيتون إلى جانبها فنجان شاي ساخن جدًا جدًا هو فطوري المفضل .. لكن ذهاب زوجتي في زيارة لبيت والديها هداني لفكرة تناول الفطور في أحد المطاعم لاسيما أن التغيير من وقت لآخر بالنسبة لي أصبح حاجة ماسة.
ارتديت ملابسي وخرجت متجهًا صوب مطعم يقع عند ناصية شارعنا .. حينما انتهيت من تصفح قائمة الطلبات .. وجدت أنواع كثيرة من الوجبات في القائمة إلا طلبي .. ماذا أفعل لمعدتي التي تحفزت للأكل فبدأ صداع الجوع يلف رأسي؟
نظرات النادل المصوبة نحوي جعلتني أسرع بطلب شيئًا ما .. الجلوس في هذا الدفء ودرجة الحرارة في الخارج قاربت ستة تحت الصفر له ثمنه .. قلت له بعد أن اقترب مني بناءً على إشارتي:
- أريد شايًا ساخنًا جدًا جدًا.
وأنا أسلمه القائمة عرف أنني لن أطلب شيئًا آخر.
بدأت ذرات الثلج تسقط بغزارة ومؤشر درجة الحرارة سجل انخفاض ثلاث درجات أخرى .. فوجدت في ذلك دافعًا جديدًا للمكوث.
وأنا ارتشف الشاي الساخن جدًا بدأت بالأنصات إلى صوت الموسيقى الهادئة المنبعثة من إحدى زوايا المطعم أما الأنوار الخافتة والهدوء الذي عم المكان أغروني بالاسترخاء قليلًا والاستمتاع بما حولي قبل أن تُفتح باب المطعم ليدخل أربعة أفراد من الشرطة يتقدمهم ضابط .. بدأوا يتفرسون في وجوه زبائن المطعم الذين لا يتعدى عددهم الستة وأنا سابعهم .. لحظات وحضر مدير الصالة ليتحدث معهم بعدها راحت نظراتهم تتجه نحوي .. تقدم الضابط وطلب مني ما يؤكد هويتي بينما بقية الأفراد التفوا حولي .. وهو يعيد لي هويتي قال لي بعد أن قلبها بين يديه:
- تفضل معنا.
تقدم شرطي وكان أطولهم ليضع الأصفاد في يدي وسط ذهولي فسألتهم بصوت كأنه ليس لي:
- إلى أين .. هل هناك شيء؟
كنت كمن يحدث نفسه.
كانت هذه هي المرة الأولى التي أركب فيها سيارة للشرطة .. سألت الرجل الذي جلس على يميني:
- ما الذي فعلته .. وإلى أين تذهبون بي ؟
نظر إليّ نظرة كانت كافية لإسكاتي طوال الطريق حتى طلبوا مني نزول السيارة.
في المخفر.. أمروا شرطيًا بوضعي في غرفة التوقيف لحين حضور الضابط المعني بالتحقيق معي.
وأنا أسير بجانب الشرطي الذي أحكم مسك يدي .. أوهمت نفسي أن هذا حلم ليس إلا وسأستيقظ منه .. وقد أكدت لنفسي ذلك حينما وجدت نفسي وسط مجموعة من الرجال داخل غرفة ضيقة ومظلمة وكأنني أتفرج على مشهد سينمائي .. لكن الدقائق التي مرت أعادت لي بعضا من اتزاني فبدأت أقول بيني وبين نفسي أن هي إلا ساعات وأخرج .. أكيد حصل خطأ ما .. ربما في الأسماء .. نعم لابد من ذلك .. حديث النفس قطعه عليّ رؤية أحدهم .. تفرست في وجهه .. أنه مديري في العمل .. لطالما سرق جهودي ونسبها لنفسه .. لكن ماذا يفعل هنا ؟ .. لم ينتبه لي إذ كان منهمكًا في الحديث مع شخص كأني أعرفه .. إنه خطيب زوجتي السابق الوسيم الذي كان يثير غيرتي وحسدي .. الآن أنا أحسده أكثر من قبل لسبب لا أتمكن من البوح به .. إن كان تواجدهما في هذا المكان صدفة فما الذي يفعله بقال حارتنا ؟ .. صحيح أنه رجل جشع لكن هذه ليست نقطة الخلاف الآن بل كنت احتاج لتفسير مقنع في اجتماع هؤلاء الثلاثة معهم جاري الأعور الذي لم أجد سببًا لكرهه أقنع فيه نفسي سوى أنني اتشاءم من رؤيته.
ما الذي يحدث ؟؟ وقفت وسط غرفة الحجز أتطلع في وجوههم .. كنت أبحث عن وجه لا أعرفه .. لم أعثر .. سألتهم:
- ما الذي يحدث .. لماذا نحن هنا ؟
أجابني رجل لا أتذكر أين رأيته من قبل:
- ليتك تخبرنا أنت .. ألست آخر القادمين ؟
صاح أحدهم لم أتمكن من رؤيته لأنه يجلس في زاوية مظلمة:
- قصة كل يوم.
أنشغل الجميع عني فوجدت نفسي أعود لمكاني أحلم بشطائر البيض المسلوق بالطماطم والزيتون وإلى جانبها شاي لا يهم إن كان ساخن جدًا جدًا .. أو بارد جدًا جدًا.
ارتديت ملابسي وخرجت متجهًا صوب مطعم يقع عند ناصية شارعنا .. حينما انتهيت من تصفح قائمة الطلبات .. وجدت أنواع كثيرة من الوجبات في القائمة إلا طلبي .. ماذا أفعل لمعدتي التي تحفزت للأكل فبدأ صداع الجوع يلف رأسي؟
نظرات النادل المصوبة نحوي جعلتني أسرع بطلب شيئًا ما .. الجلوس في هذا الدفء ودرجة الحرارة في الخارج قاربت ستة تحت الصفر له ثمنه .. قلت له بعد أن اقترب مني بناءً على إشارتي:
- أريد شايًا ساخنًا جدًا جدًا.
وأنا أسلمه القائمة عرف أنني لن أطلب شيئًا آخر.
بدأت ذرات الثلج تسقط بغزارة ومؤشر درجة الحرارة سجل انخفاض ثلاث درجات أخرى .. فوجدت في ذلك دافعًا جديدًا للمكوث.
وأنا ارتشف الشاي الساخن جدًا بدأت بالأنصات إلى صوت الموسيقى الهادئة المنبعثة من إحدى زوايا المطعم أما الأنوار الخافتة والهدوء الذي عم المكان أغروني بالاسترخاء قليلًا والاستمتاع بما حولي قبل أن تُفتح باب المطعم ليدخل أربعة أفراد من الشرطة يتقدمهم ضابط .. بدأوا يتفرسون في وجوه زبائن المطعم الذين لا يتعدى عددهم الستة وأنا سابعهم .. لحظات وحضر مدير الصالة ليتحدث معهم بعدها راحت نظراتهم تتجه نحوي .. تقدم الضابط وطلب مني ما يؤكد هويتي بينما بقية الأفراد التفوا حولي .. وهو يعيد لي هويتي قال لي بعد أن قلبها بين يديه:
- تفضل معنا.
تقدم شرطي وكان أطولهم ليضع الأصفاد في يدي وسط ذهولي فسألتهم بصوت كأنه ليس لي:
- إلى أين .. هل هناك شيء؟
كنت كمن يحدث نفسه.
كانت هذه هي المرة الأولى التي أركب فيها سيارة للشرطة .. سألت الرجل الذي جلس على يميني:
- ما الذي فعلته .. وإلى أين تذهبون بي ؟
نظر إليّ نظرة كانت كافية لإسكاتي طوال الطريق حتى طلبوا مني نزول السيارة.
في المخفر.. أمروا شرطيًا بوضعي في غرفة التوقيف لحين حضور الضابط المعني بالتحقيق معي.
وأنا أسير بجانب الشرطي الذي أحكم مسك يدي .. أوهمت نفسي أن هذا حلم ليس إلا وسأستيقظ منه .. وقد أكدت لنفسي ذلك حينما وجدت نفسي وسط مجموعة من الرجال داخل غرفة ضيقة ومظلمة وكأنني أتفرج على مشهد سينمائي .. لكن الدقائق التي مرت أعادت لي بعضا من اتزاني فبدأت أقول بيني وبين نفسي أن هي إلا ساعات وأخرج .. أكيد حصل خطأ ما .. ربما في الأسماء .. نعم لابد من ذلك .. حديث النفس قطعه عليّ رؤية أحدهم .. تفرست في وجهه .. أنه مديري في العمل .. لطالما سرق جهودي ونسبها لنفسه .. لكن ماذا يفعل هنا ؟ .. لم ينتبه لي إذ كان منهمكًا في الحديث مع شخص كأني أعرفه .. إنه خطيب زوجتي السابق الوسيم الذي كان يثير غيرتي وحسدي .. الآن أنا أحسده أكثر من قبل لسبب لا أتمكن من البوح به .. إن كان تواجدهما في هذا المكان صدفة فما الذي يفعله بقال حارتنا ؟ .. صحيح أنه رجل جشع لكن هذه ليست نقطة الخلاف الآن بل كنت احتاج لتفسير مقنع في اجتماع هؤلاء الثلاثة معهم جاري الأعور الذي لم أجد سببًا لكرهه أقنع فيه نفسي سوى أنني اتشاءم من رؤيته.
ما الذي يحدث ؟؟ وقفت وسط غرفة الحجز أتطلع في وجوههم .. كنت أبحث عن وجه لا أعرفه .. لم أعثر .. سألتهم:
- ما الذي يحدث .. لماذا نحن هنا ؟
أجابني رجل لا أتذكر أين رأيته من قبل:
- ليتك تخبرنا أنت .. ألست آخر القادمين ؟
صاح أحدهم لم أتمكن من رؤيته لأنه يجلس في زاوية مظلمة:
- قصة كل يوم.
أنشغل الجميع عني فوجدت نفسي أعود لمكاني أحلم بشطائر البيض المسلوق بالطماطم والزيتون وإلى جانبها شاي لا يهم إن كان ساخن جدًا جدًا .. أو بارد جدًا جدًا.
فوز حمزة
فوز حمزة is on Facebook. Join Facebook to connect with فوز حمزة and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com