مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - القرآن ليس كتاب كيمياء

مقتطف من كتاب رحلة إلى شاطئ النار و النور
الجزء الثاني
الفتنة

إن التعامل مع القرآن الكريم لابد أن يتم في إطار كونه كتاب هدى كريم، فلا يتم التعامل معه على أنه كتاب علوم دنيا كمثل الفيزياء أو الكيمياء!!

أنت تتعامل مع كتاب مقدس يعلمك كيف تحيا وكيف تموت وكيف تبعث...

يعلمك أن تكون إنسانا راقيا محترما، و يخبرك بأمور فيها صلاحك ومنفعتك، يملأ حياتك جسدا وروحا بقيم تمنحك السكينة والرضا...

يأخذ بيديك ويدفعك دوما للبحث والتعلم...

يدفعك للقراءة والتدبر، يطلب منك أن تحيا بجد، أن تكون قويا ورحيما في الآن ذاته، تعلم وحاول أن تصل إلى أقصى درجات العلم ولكن لا تنس أنك في النهاية إنسان محكوم بمشيئة الله وإرادته، وقوانينه الدقيقة جدا...

(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا) (لا تنفذون إلا بسلطان )

فلا يمكن اختراق السماء أو تحقيق أي نصر علمي أو اكتشاف مذهل إلا بسلطان الله...

يا أيها الإنسان كن أكثر أدبا مع الله خالقك الذي لا يريد منك أي شيء إلا لمصلحتك وسعادتك، فهو قد كرمك ونفخ فيك من روحه، وهل يوجد تكريم أعظم من أن يكون فيك من روح الله؟!

أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)




نحن نحرث الأرض وهذا أقصى ما نستطيع فعله، ولكن الذي ينبت الحب ويخرج الزرع هو الله....

عليك أن تسعى وتبذل كل الجهد، ولكن من يأتيك بالزرع والحصاد هو الله.

النتيجة النهائية عند الله وأنت فقط عليك أن تأخذ بالأسباب

علينا أن نسعى وليس علينا أن ندرك النجاح...

أنت تريد وأنا أريد ولكن الله يفعل ما يريد.

إن القرآن ليس هو كتاب العلوم الذي تدرسه في المدرسة أو الجامعة،وأكبر خطأ أن يتم التعامل معه كذلك، ومع ذلك فإن القرآن لم يذكر قاعدة أو حقيقة علمية، أو تاريخية خطأ أو تتعارض مع ما توصل إليه العلم بعد مئات السنين من نزول الوحي ...

هو كتاب رغم أن غرضه الأساسي ليس إخبارك بالعلوم والتكنولوجيا، والتاريخ، غير أنه حين يذكر حقيقة علمية أو معلومة تاريخية فإنها تأتي بدقة مذهلة، وفي تحدي من الخالق سبحانه وتعالى أن يأتي أي شخص في العالم كله بكتاب ، أو حتى بأية واحدة مثله، وفي كل عصر يظهر القرآن الكريم بعض مما خفي به من معجزات مذهلة تتناسب وطبيعة هذا الزمان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى