أنَا فِي الزُّجَاجَةِ أَمْلَأُهَا
بِفَرَاغِي إلَى النِّصْفْ
الزُّجَاجَةُ فِي حَانَةٍ فَرَغَتْ
بِامْتِلَائِي وَمَا عُدْتُ وَحْدِيَ حِينَ
مَدَدْتُ يَدَيَّ وأدْنَيْتُ
مِنِّي المَدَى ..
الحَانَةُ الصَّدَفِيَّةُ فِي
قَعْرِ بَحْرٍ عَلَى حَافَّةِ
الشَّارِعِ المُتَآكِلِ بِالمِلْحِ، وَالبَحْرُ
أَيْنَهُ..كَانَ هُنَا يَتَرَاقصُ
فِي الضَّوْءِ بَيْنَ
الغُيُومِ، تُرَانِي شَرِبْتُهُ
فِي غَفْلَةٍ مَعَ كَأْسِي
الأخِيرَةِ، مَا عُدْتُ
أُبْصِرُ غَيْرِي هُنَا وَهُنَالِكَ
أنْتِ عَلَى بُعْدِ حَرْفْ
كَأَنَّ مُحَيَّاكِ حِينَ دَلَفْتِ
مِنَ البَابِ مِشْكَاةُ
قَلْبِي المُعَلَّقِ فِي السَّقْفْ
هَلِ الغَيْمُ مَا جَلَّلَ الآنَ
عَيْنَيَّ أَمْ أتوهَّمُ طَيْفاً يَشُقُّ
طَرِيقَهُ بَيْنَ دُخَانِ السَّجَائِرِ، يَا
لَجَمَالِ الحَقِيقَةِ حِينَ تَنَامُ
مَعَ الحُلْمِ عَارِيَةً فَوْقَ
نَفْسِ السَّرِيرِ،
وَيَا لِيَ أرْفَعُ رَأْسِي
كَمَا لَوْ رَفَعْتُهُ فَوْقَ يَدَيْهَا
عَلَى سَيْفْ
أنَا هَا هُنَا فِي
الزُّجَاجَةِ: صِحتُ.. الزُّجَاجَةُ
فِي حَانَةٍ.. الحَانَةُ الصَّدَفِيَّةُ فِي قَعْرِ
بَحْرٍ يَطُوِّحُنِي بَيَنَ مَدٍّ
وَجَزْرٍ.. أنَا هَا هُنَاكَ أُقَاوِمُ
مَا يَتَجَرَّعُنِي مِثْلَ مَوْتٍ
بَطِيءْ يَنْتَشِي بِالمَرَارَةِ، أنْتِ
هُنَاكَ عَلَى هَيْئَةِ الطَّيْفِ، كَيْفَ
المَسَافَةُ قَدْ شَسَعَتْ بَيْنَ
كَأْسَيْنِ فِي رُقْعَةٍ ضَيِّقَةْ؟
هَلْ أُلوِّحُ حِينَ تَلُوحْ
وَأرْفَعُ رَأْسِي لِتَصْدِمَنِي
نَجْمَةٌ فِي جَبِينِي،
وَأَعْزُو الضِّيَاءَ الَّذِي شَعَّ
فِي وَجْهِهَا لِهَذِي
الجُرُوحْ
أنَا هَا هُنَالِكَ حَيْثُ
تَطَايَرْتُ مُنْكَسِراً كَبَقَايَا
الزُّجَاجَةِ، أشْعُرُ
أنِّيَ لَسْتُ بِسُكْرٍ،
المَدَى لَا يُحَرِّكُ
أيَّ أُفُقْ
رُبَّمَا مَالَتِ الأرْضُ أكْثَرَ
مِمَّا أمِيلُ فَأَسْقَطَتِ
المَائِدَةْ
رُبَّمَا أُوقِفُ الرِّيحَ كَيْ
لَا يُبَعْثِرَنِي فِي المَدَائِنِ
شَعرُكِ، أوْ رُبَّمَا وَهْيَ
لِي عَائِدةْ
تُطْبِقُ الشَّفَتَيْنِ عَلَى
شَفَتَيَّ كَمَا تَنْطَوِي وَرْدَةٌ
عَلَى رَغَبَاتِ الفَرَاشَةِ، ثُمَّ تُعَلِّمُنِي
كَيْفَ أُكَرِّرُ مِنْ قُبْلَةٍ نَشْأَةَ
الكَوْنِ لِي وَلَهَا وَحْدَنَا،
وَأُعَلِّمُهَا: انْفَجِرِي
دَائِماً بِاتِّجَاهِي.. فَإنَّ كَوَاكِبَ
أُخْرَى سَتُولَدُ حِينَ شَظَايَاكِ
تَسْقُطُ فِي جَسَدِي !
..............................................
* قصيدة جديدة افتتاحيةً لملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 13 يناير 2022.
بِفَرَاغِي إلَى النِّصْفْ
الزُّجَاجَةُ فِي حَانَةٍ فَرَغَتْ
بِامْتِلَائِي وَمَا عُدْتُ وَحْدِيَ حِينَ
مَدَدْتُ يَدَيَّ وأدْنَيْتُ
مِنِّي المَدَى ..
الحَانَةُ الصَّدَفِيَّةُ فِي
قَعْرِ بَحْرٍ عَلَى حَافَّةِ
الشَّارِعِ المُتَآكِلِ بِالمِلْحِ، وَالبَحْرُ
أَيْنَهُ..كَانَ هُنَا يَتَرَاقصُ
فِي الضَّوْءِ بَيْنَ
الغُيُومِ، تُرَانِي شَرِبْتُهُ
فِي غَفْلَةٍ مَعَ كَأْسِي
الأخِيرَةِ، مَا عُدْتُ
أُبْصِرُ غَيْرِي هُنَا وَهُنَالِكَ
أنْتِ عَلَى بُعْدِ حَرْفْ
كَأَنَّ مُحَيَّاكِ حِينَ دَلَفْتِ
مِنَ البَابِ مِشْكَاةُ
قَلْبِي المُعَلَّقِ فِي السَّقْفْ
هَلِ الغَيْمُ مَا جَلَّلَ الآنَ
عَيْنَيَّ أَمْ أتوهَّمُ طَيْفاً يَشُقُّ
طَرِيقَهُ بَيْنَ دُخَانِ السَّجَائِرِ، يَا
لَجَمَالِ الحَقِيقَةِ حِينَ تَنَامُ
مَعَ الحُلْمِ عَارِيَةً فَوْقَ
نَفْسِ السَّرِيرِ،
وَيَا لِيَ أرْفَعُ رَأْسِي
كَمَا لَوْ رَفَعْتُهُ فَوْقَ يَدَيْهَا
عَلَى سَيْفْ
أنَا هَا هُنَا فِي
الزُّجَاجَةِ: صِحتُ.. الزُّجَاجَةُ
فِي حَانَةٍ.. الحَانَةُ الصَّدَفِيَّةُ فِي قَعْرِ
بَحْرٍ يَطُوِّحُنِي بَيَنَ مَدٍّ
وَجَزْرٍ.. أنَا هَا هُنَاكَ أُقَاوِمُ
مَا يَتَجَرَّعُنِي مِثْلَ مَوْتٍ
بَطِيءْ يَنْتَشِي بِالمَرَارَةِ، أنْتِ
هُنَاكَ عَلَى هَيْئَةِ الطَّيْفِ، كَيْفَ
المَسَافَةُ قَدْ شَسَعَتْ بَيْنَ
كَأْسَيْنِ فِي رُقْعَةٍ ضَيِّقَةْ؟
هَلْ أُلوِّحُ حِينَ تَلُوحْ
وَأرْفَعُ رَأْسِي لِتَصْدِمَنِي
نَجْمَةٌ فِي جَبِينِي،
وَأَعْزُو الضِّيَاءَ الَّذِي شَعَّ
فِي وَجْهِهَا لِهَذِي
الجُرُوحْ
أنَا هَا هُنَالِكَ حَيْثُ
تَطَايَرْتُ مُنْكَسِراً كَبَقَايَا
الزُّجَاجَةِ، أشْعُرُ
أنِّيَ لَسْتُ بِسُكْرٍ،
المَدَى لَا يُحَرِّكُ
أيَّ أُفُقْ
رُبَّمَا مَالَتِ الأرْضُ أكْثَرَ
مِمَّا أمِيلُ فَأَسْقَطَتِ
المَائِدَةْ
رُبَّمَا أُوقِفُ الرِّيحَ كَيْ
لَا يُبَعْثِرَنِي فِي المَدَائِنِ
شَعرُكِ، أوْ رُبَّمَا وَهْيَ
لِي عَائِدةْ
تُطْبِقُ الشَّفَتَيْنِ عَلَى
شَفَتَيَّ كَمَا تَنْطَوِي وَرْدَةٌ
عَلَى رَغَبَاتِ الفَرَاشَةِ، ثُمَّ تُعَلِّمُنِي
كَيْفَ أُكَرِّرُ مِنْ قُبْلَةٍ نَشْأَةَ
الكَوْنِ لِي وَلَهَا وَحْدَنَا،
وَأُعَلِّمُهَا: انْفَجِرِي
دَائِماً بِاتِّجَاهِي.. فَإنَّ كَوَاكِبَ
أُخْرَى سَتُولَدُ حِينَ شَظَايَاكِ
تَسْقُطُ فِي جَسَدِي !
..............................................
* قصيدة جديدة افتتاحيةً لملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 13 يناير 2022.