قصة ايروتيكة لنا عبد الرحمن - رعشة

تحلم البنت وهي تجلس أمام الشباك أنها ستنزل للشارع ذات يوم و تسير مع احد ما، ربما تكون مع شاب وسيم يشتري لها الأيس كريم ، ويأخذها بعيدا عن هذا الشارع.البنت وهي تتأمل عابري الطريق تحس بدغدغة خفية وخيالات كسولة لا يضاهيها كسلا الا خروج والدتها من غرفة النوم ليلا ،بجسدها المنفوش الذي يغطيه قميص نوم من الساتان الرخيص يصلح حجمه ليكون غطاء لمائدة الطعام.تدخل امها الى الحمام لتستحم، يدهشها هذا الحمام الليلي الذي يتكرر مرتين أسبوعيا.
منذ تركت المدرسة قبل عامين عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها وهي لا تغادر البيت الا برفقة أمها لزيارة جدتها البعيدة او لاصطحاب أحد أخوتها الصغار الى الطبيب، اعتادت البنت على غسيل الثياب كل اسبوع،وتنظيف أواني الطعام بعد كل وجبة، ومسح أرضية الحجرات بعد ذهاب اخوتها الى المدرسة. تجلس الام برفقة الجارات تعد هي لهن القهوة، يهمسن بنكات وأحاديث سرية، ما أن يشاهدنها تقترب حتى يتغامزن أشارة للصمت، ما الذي كن يبحن به لبعضهن؟ تحكي احداهن عن تأثير وصفة العسل بالجوز وأتيانها بالنتائج الفعالة، فيما تصف أخرى مفعول قميص النوم البرتقالي على قلب الرجل، اما امها فكانت ترفع صدرها الى الامام وهي تهز خصرها الممتلئ لتقسم ان زوجها لا ينام الليل إن لم تكن في احضانه ، وانه لا يقدر على زعلها ساعة واحدة، تتبارى كل امراة في الحديث عن هدايا الزوج وعطاياه السخية، فيما امراة اخرى تشكك بالكلام فتذكر الاولى انها حكت لهم هذه الحكاية الاسبوع الماضي .

تتركهن البنت غارقات في أكاذيبهن ، يفلفشن في الذاكرة عن أيام هوى راحل قبل أن تسمن الاجساد، تتغضن الوجوه، وتمتلئ الأرحام بالاطفال. تسرع هي الى الشباك العريض، تجلس على حافته، يبان الجزء العلوي من جسدها الممشوق، صدرها بارز، كتفيها مشدوديين، شعرها مربوط الى الخلف على شكل ذيل حصان، عيناها تتسعان اكثر لمراقبة كل من في الشارع.
البنت تحفظ مواعيد العشاق، ومواقيت قدومهم لرؤية محبوباتهم، تربط الوجوه بالايام، هناك عاشق يأتي كل يوم اثنين يتمشى مدة خمس دقائق قبل أن تنزل ابنة الجيران، ليسير خلفها كما لو أنهما لا يعرفان بعضهما، فيما آخر يأتي الخميس بسيارة بيضاء يعبر الشارع مطلقا زمورا صاخبا، قبل ان تطل صاحبة الشعر الاشقر من الشرفة المجاورة، لتوافيه الى الشارع بعد دقائق قليلة.
وجه أسمر يراقبها ، يبتسم لها ، يشيح بيديه كلما رآها تجلس على الشباك، تبتسم له، تتلهى عن مراقبة العشاق لتنتظر وجهه البرونزي وعيناه الخضراوان،يومئ لها أن تنزل، تهز رأسها بالنفي، تعلوه أمارات الغضب لكنه يعود في اليوم الثاني ليبتسم لها ويلوح بيديه يدعوها للنزول......... يسير نحو المبنى الذي تسكن فيه، يدخل من البوابة، تخاف ان يفتضح أمرها، أن يدق عليهم الباب،و يسأل عنها، تسرع البنت بالنزول عبر السلالم، تراه امامها على الادراج المعتمة، لاول مرة وجها لوجه، تقلصت كتفاها ، رغبة في الهرب تداهمها، يمسكها من كتفيها، يقبلها سريعا على وجهها ووجنتيها ، ثلا ث قبل متلاحقة وسريعة، تميد بها رعشة غريبة، رعشة ما عرفتها قبلا، تشعل كل ما فيها، نشوة سرية تفوق حلاوتها كل القصص التي تراها عبر الشباك، تعبر دغدغاتها اوهام النساء وحكاياهن المتخيلة، تفلت من يده، تصعد الى فوق، تحاول الجلوس في الشباك ،لكنه صار مملا،وهو لا يأتي، لم يعد يأتي منذ منحها تلك الرعشة، وهي لم تعد تطيق صبرا ، تريد مزيدا من الرعشات، لكنه لا يأتي لا ياتي أبدا.
تدرك البنت انها لن تحصل بسهولة على تلك الرعشة، عرفت ايضا انها ان تزوجت سيكون من نصيبها ربما آلاف الرعشات ، هذا ما فهمته عندما استرقت السمع لاحاديث النسوة.
عندما طرق بابها اول طارق، وافقت بفرح،لم تكن تعرفه،ولم يكن يعرفها، وافقت لانهم قالوا ان هذه هي الطريق الوحيد للرعشة المسموحة ،لكن البنت بعد انتقالها للحياة هناك، وبعد أيام واعوام، مازالت تجلس قرب شباك آخر ،تنظر الى الشارع، وتتساءل لماذا لم تحصل على تلك الرعشة مرة أخرى؟



.

صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى