غيفارا معو - شاهد على الجريمة... قصة قصيرة

في ريفنا السوري المتشسع بالعادات والتقاليد البالية في الدروب المظلمة التي لا يصلها الضوء كانت هنالك أرواح تزهق دون سبب سوى طغيان روح تلك العادات التي كانت تسفك دم المرأة دون رادع أخلاقي أو إنساني تماما كما تفعل داعش ولكن الأخير تفعل ذلك علناً .
أحمد كان طفلاً لا يتجاوزالسنتان عندما قام والده بقتل أمه بدم بادرة أمام عينيه وهو غارق في البكاء ووالده منهمكاً في حفر قبر أمه في أرض الديار تحت شجرة التوت العملاقة ولم يعرف أحد حقيقة أختفاء أم أحمد لا أهلها ولا الجيران والأقرباء ومضى المجرم يمارس حياته ويتزوج بأخرى
كبر أحمد وهو دوما يرى الكوابيس في منامه ويفزع خائفاً باكياً
دخل أحمد في السادسة من عمره إلى المدرسة الأبتدائية كان مجتهداً ولكنه حزين وباكي دوما حتى وصل إلى الصف الثالث جاءتهم استاذة خريجة علم النفس وكان لديها أسلوب بسبر نفسية الأطفال من خلال الرسم والألوان وما أن تلاحظ أمراً غريباً حتى تبلغ الإدارة لدعوة الأهل ومعرفة معاناة الطفل ..
وفي أحدى الحصص كان نصيب شعبة أحمد فقامت المعلمة بتوزيع أوراق بيضاء على التلاميذ مع أقلام التلوين وطلبت من التلاميذ رسم ما يخطر على بالهم من رسوم وأمهاتهم ساعة كاملة لإنجاز الوظيفة وبعدها قامت بجمع رسوم التلاميذ وهي تقلب الصفحات لمحت صورة بيت فيه شجرة عملاقة وتحتها شاهدة قبر اندهشت وتلبكت كثيراً....ّ!؟
واستدعت أحمد على الفوراً ليشرح لها لماذا رسم البيت شاهدة القبر تحت الشجرة العملاقة فلم يرد الطفل عليها حاولت كثيراً دون فائدة
قالت له طيب هل تعرف هذا البيت ..؟
فقال نعم إنه بيتنا ....
تركته المعلمة في الصف وذهب الى الإدارة وأخبرت المدير إن هنالك جريمة يجب عليهم إخطار الجهات المسؤولة .
أتصل المدير بالجنائية فجاءت دورية وأخذت الطفل والمعلمة والمدير إلى ذلك البيت الأب لم يكن في البيت كانت زوجة الأب التي لاتعرف شيئاً عن الجريمة
فطلب رئيس الدورية من أحمد أن يؤشر على مكان الشاهدة في رسمه فذهب أحمد الى المكان الذي كان يبكي فيه دوماً دون أن يعرف أحداً سبب بكائه هنالك حتى الأب المجرم ...
فقامت الدورية بنبش المكان والعثور على هيكل عظمي وتأكدوا إن أحمد كان محقاً وبعد إلقاء القبض على الأب المجرم أعترف بقتل زوجته ودفنها تحت الشجرة مدعيا أنها لاذت بالفرار مع عشيق لها
كم أم أحمد دفنت في ظلام العادات والتقاليد التي تلاحق المرأة في كل زمان ومكان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى