أمل الكردفاني - الكائنان.. قصة قصيرة

مد سبابته ولمس السلسلة الفقارية، فأنطلقت صرخة حادة فزعة. فتراجعت سبابته بسرعة، وقال الضابط:
- ماذا به؟
أجابه الشرطي:
- لقد تعرض لتعذيب شديد حتى أن كل لمسة تثير فزعه..
- اكشف عن وجهه..
قال الشرطي:
- لا انصحك برؤية ذلك..لقد فعلوا به كل شيء تقريباً من سلخ جلد وجهه حياً لحرقه لاغتصابه لفرم أصابعه وقليها بالزيت لمدة ثلاث سنوات، حتى أصبح مسخاً أو كلباً..
- لماذا لم تفكوا قيوده من يده؟
- لا نعرف كيف ستكون ردة فعله، سيحضر طبيب التخدير بعد قليل..
نزع الضابط كيس القماش من وجه الشاب، ثم تراجع للخلف وهو يغطي أنفه..واطلق الشاب صرخة من فم بلا شفاه..
- بشع..بشع..
أخذ ينظر للشاب المتكوم في ركن الزنزانة.
- أي حقد هذا الذي دفعهم لتدمير هذا الإنسان لهذه الدرجة..
قال الشرطي:
- من الجيد أنه لا أحد منا وقع في مثل حظ هذا الفتى التعِس..
نزع الضابط مسدسه من جرابه وصوبه على جمجمة الشاب مطلقاً رصاصة واحدة، فهمد جسد هذا الأخير بعينين جاحظتين.
صاح الشرطي:
- سيدي.. ماذا فعلت؟
الضابط:
- كان لا بد أن انهي كل عذابه هذا..
قال الشرطي:
- هذا غير قانوني.. سيتم شنقك بلا أدنى شفقة فهذا قتل عمد..
دفع الضابط بمسدسه إلى الشرطي وقال:
- أعلم ذلك فلا اعتبار للدوافع في القانون.. لكنني فعلت كإنسان ما يتجاوز تجريدية القانون..
ثم مدَّ يديه:
- قيدني..وانجز عملك..

(تمت)
  • Like
التفاعلات: سالم عقراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى