مقتطف شريف محيي الدين إبراهيم - حليم العرب

مقتطف من كتاب رحلة إلى شاطئ النار و النور
الجزء الثاني
الفتنة



إن أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.....

يمكنني أن أرضي الناس كلهم إلا حاسد نعمة , فإنه لا يرضيه إلا زوالها......

يا بني إذا خدعك أحد فانخدعت له فقد خدعته......

معاوية بن أبي سفيان

أحد كتّاب الوحي.

سادس الخلفاء في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأوّل خلفائها.

ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، وأسلم قبل فتح مكة.

ولما استُخلف أبو بكر الصدّيق ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان

، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت

ولما استُخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه)

ثم ولّاه عثمان بن عفان الديار الشامية كلها وجعل ولاة أمصارها تابعين له.

أشتهر بالحكمة والحلم، وهو القائل :

يا بُنيّ، من عفا ساد، ومن حلُم عظُم، ومن تجاوز استمال إليه القلوب.

المروءات أربع : العفاف ، وإصلاح الحال ، وحفظ الإخوان ، وإعانة الجيران.

الغريب من لا أدب له.

آفة العلم النسيان ، وآفة النسيان الكذب.

اجعلوا الشعر أكبر همكم وأكثر دأبكم.

إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.

قيل لمعاوية أيّ الناس أحبّ إليك قال : أشدّهم لي تحبيبا إلى الناس.

إنّي لأرفع نفسي من أن يكون ذنب أعظم من عفوي وجهل أكبر من حلمي وعورة لا أواريها بستري وإساءة أكثر من إحساني‏.


هو ابن أبو سفيان بن حرب، أول خليفة للدولة الأموية.

حكم بلاد الشام خلال خلافة سيدنا عثمان بن عفان.

اسمه الكامل :معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي.

والده كان أحد رؤساء وسادة قريش قبل الإسلام.


والدته هي السيدة هند بنت عتبة، من نبلاء مكة .



أول من قهر قيصر بجيش إسلامي، و أول من رتب حملات الصوائف والشواتي.

شهد له العديد من الصحابة، بأنه أفضل زعيم مسلم في المعارك بعد النبي صلى الله عليه وسلم.



ولأن جسد معاوية كان قوياً للغاية ومعروفًا بطوله ووجهه الأبيض المهيب، أطلق عليه سيدنا عمر بن الخطاب لقب كسرة العرب.



قال عنه عبد الله بن العباس: “لم أر رجلاً أخلاقيًا للملك أكثر من معاوية”

، وقال عنه سيدناعبد الله بن عمر: “لم أر أحدًا بعد رسول الله الذي كان أسودًا ، أي أكثر سيادية من معاوية “.

أخذ معاوية رضي الله عنه من مصاحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقها وعلماً وتربية.

عن ابن أبي مليكة قال: قيل لابن عباس رضي الله عنهما: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؛ فإنّه ما أوتر إلا بواحدة؟


قال: أصاب؛ إنه فقيه.



كما لقبه ابن عباس رضي الله عنهما ايضا بأنه من أفضل الصحابة، ولقبه بالبحر لسعة مداركه وعلمه، واتصف ايضا بأنه حبر الأمة، وترجمان القرآن، حيث دعا له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالحمة والعلم والتأويل، فاستجاب الله له.

.




كان معاوية رضي الله عنه يحرص على تعليم المسلمين، فعن أبي أمامة سهل بن حنيف قال:

سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر حين أذن المؤذن قال:

الله أكبر الله أكبر.

قال معاوية: الله أكبر الله أكبر.

قال: أشهد أن لا إله إلا الله.

فقال معاوية: وأنا.

فقال: أشهد أن محمداً رسول الله.

فقال معاوية: وأنا.

فلما قضي التأذين قال:

يا أيها الناس ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المجلس ـ حين أذن المؤذن ـ يقول ما سمعتم مني من مقالتي.





اشتهر بكونه حليمًا، فكان له القدرة على التحكم في غضبه والتسامح مع الناس، مع الدهاء والحنكة.

نجح معاوية في تنظيم وتدريب جيش قبلي عربي ضخم كان مخلصًا له خلال فترة حكمه لسوريا التي استمرت 20 عامًا، ونتيجة لذلك ،أسس لخلافاته في سوريا، على أن تكون دمشق العاصمة الإسلامية.




بسبب هذه الإصلاحات الإدارية، بالإضافة إلى اتباع التقاليد القبلية، أنكر المؤرخون في وقت لاحق لمعاوية اللقب الديني للخليفة وبدلاً من ذلك أشاروا إليه بالملك، فكان أول من لقب بهذا اللقب في الاسلام، كدليل على التوجه المختلف المتزايد للخلافة، والذي اشتق جزئياً من الغرب، وقد عمل معاوية على نيل ولاء القبائل لخلافة ابنه يزيد، وبالتالي كان أيضا أول من أسس تقليد الملكية الوراثية في الإسلام.

بعد استعادة السلام والوحدة داخل الأراضي الإسلامية، تجددت الغزوات العربية، على يد معاوية في البر والبحر، وفي الشمال والشرق والغرب، مع نجاح باهر.




في الشرق، أرسل معاوية رحلة استكشافية إلى خراسان، المقاطعة الشمالية الشرقية لبلاد فارس، وفي الغرب، أرسل حاكم معاوية في مصر حملة استكشافية ضد شمال إفريقيا بقيادة عقبة بن نافع، والتي اخترقت معاقل البيزنطيين في أقصى غرب الجزائر،

بالإضافة إلى الغارات السنوية على الأراضي البيزنطية الحدودية في آسيا الصغرى، والتي عملت على إبقاء الجيوش القبلية في حالة قتالية، كما شن معاوية هجومين فاشلين على القسطنطينية نفسها: الأولى بقيادة ابنه يزيد، والثانية، كانت حملة بحرية استمرت سبع سنوات (674-680).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى