- ألا تعرف نزاروف؟
- لا .. من هو نزاروف؟
- حقاً لا تعرف نزاروف؟!
- قلت لا أعرفه..وهل هذا ضروري؟
- يا إلهي يا إلهي.. نزاروف العالمي.. أفضل من يقود الركشة في العالم..
- حقاً؟
- حقاً.. أنت لا تعرف نزاروف.. لقد نال جائزة افضل سائق ركشة في الهند وتايلاند..رغم أنه من هنا. من عندنا..
- يا له من عبقري..
- اطلقوا عليه نزاروف لأنه دخل في رهان مع قائد ركشة روسي..وبالتاكيد سحقه.. لقد سجد الروسي تحت قدمي نزاروف واعترف بالهزيمة..
- عجيب عجيب..
- لا أحد يعرف من درب نزاروف على سواقة الركشة.. قال البعض أنها جنية أحبته.. ولكنني لا اصدق هذه الأساطير..
- لماذا؟
- لا أعرف..
- أتمنى أن ألتقي بنزاروف..
وهكذا غادر الركشة تاركاً الصبي الذي يقودها وقد ترقرقت عيناه من النشوة.
كان عليه أن يمر بطبيب الأسنان لحشو ضرسه، ففعل. وحين جلس في كرسي الفزع الأكبر قال الطبيب:
- آه.. إن الحشوة الأولى سقطت أليس كذلك؟
- نعم..
- أنت لا تحتاج لحشوة فقط إن فمك هذا يبدو كما لو تعرض لحادث قطار.. صالح نفسه لن يستطيع إصلاحه..
- صالح؟
- اوه ألا تعرف دكتور صالح..
- طبيب أسنان؟
- حقاً لا تعرف دكتور صالح عبد العليم؟
- لا للأسف؟
- يا إلهي كم من جاهل في هذا العالم يا ربي..
- مؤسف..
- إنه ليس طبيب أسنان عادي.. لقد حصل على جوائز كبيرة في بريطانيا وأمريكا وكندا..وغيَّر كل طب الأسنان في العالم..
- يا له من عبقري..
وحين خرج من طبيب الأسنان وفمه متورم تذكر أن عليه تسديد حسابه للجزار، فاتجه إليه:
- كم حسابك يا جمعة..
- حساب ثقيل..
- لماذا ثقيل؟
- لأن سعر اللحوم ارتفع؟
- منذ متى يا جمعة؟
- منذ أسبوع يا جمعة..
- ولكنني لم أشتر منك لحمة منذ أسبوعين..
- وهل ستسدد لي اليوم بأسعار كانت قبل أسبوعين..هل تريدني أن أخسر لأنني كنت طيباً واقرضتك بعض اللحم طوال ثلاثة أشهر بثمن مؤجل؟
- ولكن يا سيد جمعة..
- لا يوجد لكن.. سدد ما عليك بالأسعار الجديدة.. فأنا مجرد جزار صغير ولست الدومة..
- ماذا؟
- ماذا ماذا؟
- الدومة؟
- ألا تعرف الدومة شيخ الجزارين؟
- لا..
- يا إلهي يا إلهي.. إنك لست موظفاً مفلساً ولا رجاء منك فقط..إنك جاهل أيضاً..
- لماذا يا جمعة؟
- من لا يعرف الدومة شيخ الجزارين فهو جاهل لا محالة..
- ولكنني لست جزاراً..
- وهل بالضرورة أن تكون جزاراً لتعرف الشخصيات العالمية؟
- الدومة شخصية عالمية..
- بالتأكيد.. أنت لا تعرف أن الدومة دخل كل المسابقات العالمية في فن تقطيع اللحوم ونال الجائزة الأولى في كل المسابقات..
- حقاً؟
- أقول لك نال الجائزة الاولى في كل المسابقات وتسألني حقاً؟
- يا له من عبقري..
أضطر لتسديد ديونه بالأسعار الحالية وذهب إلى منزله وجيبه خالي الوفاض.. هناك وجد زوجته تنتظره على الباب:
- لم تتزوجني لتقتلني بالجوع..
- الجوع؟!
- النسوة كلهم يتسربلن بالذهب أما أنا فقد تقشف جلدي من الجوع..
- لماذا؟
- أين الطعام.. أين الخضروات..أين اللحم الذي لا نذقه سوى مرة واحدة في الشهر..
- آه... يجب أن أحاول زيادة دخلي بعمل آخر..
- هذا ما تردده باستمرار ثم لا تفعل شيئاً..
- لكنني لا أجيد شيئاً سوى وظيفتي كباش كاتب..
- وهل هذا عمل؟
- لا أعرف..
- ولكن يا عزيزي يجب أن تحاول امتلاك مهارة أخرى.. إنك قبل ستة أشهر طبخت طبيخاً جيداً.. أنت تمتلك مهارة الطبخ وعليك أن تكون مثل عادل سمور..
- من؟
- عادل سمور!! الا تعرفه..
- أوه.. لا..
- لا- تعرف- عادل- سمووور؟!!
- أبداً..
- من المفترض أن يكون الباش كاتب مثقفاً قليلاً..
- كيف ذلك؟
- يجب على الأقل أن تعرف الشخصيات العالمية حتى لا تبدو جاهلاً أثناء حديثك مع المثقفين..
- صحيح..
- إنه طباخ عالمي.. عالمي هل تعرف ماذا أقصد؟
- أعرف طبعاً..
- يا إلهي.. لقد نال كل جوائز الطبخ العالمية.. ولديه عشرات الكتب عن الطبخ..
- حقاً؟
- حقاً.. البارحة فقط طبخت لكم من خلال الاستماع لوصفته في التلفزيون..
- هل طبختِ البارحة؟
- ألم تتذوق طبخة المشومينكو البربادوسية؟
- ماذا؟
- أوووف..أتأكل دون أن تتذوق ما تأكل؟
- أتذكر أنني أكلت شيئاً طيباً..
- طبعاً إنه طيب.. أليس أحد وصفات عادل سمور..
- حسنٌ.. وهل بقى من الطبخة هذه شيء لليوم؟..
- لا.. ولكنني طبقت وصفة جديدة اليوم.. وكنت أتمنى لو ان هناك لحماً لطبخ وصفة أخرى من وصفاته العجيبة..
- ولكن هل أنتِ متأكدة أن وصفة اليوم طيبة المذاق؟
- ماذا تقول؟ أو تشك في طبيخي؟
- لا أعرف..
- سأجهز الغداء بسرعة..
- بسرعة أرجوك..سأشاهد التلفزيون حتى يجهز الطعام..
- حسن..
جلس إلى الكرسي وأدار التلفزيون؛ كان هناك ضجيج كبير، ثم جاء صوت المذيع:
- حادث مأساوي للفتاة الذهبية..
سأل نفسه:
- الفتاة الذهبية؟
فقال المذيع:
- ألا تعرف الفتاة الذهبية؟ حقاً لا تعرف الفتاة الذهبية؟.. يا لك من جاهل أيها الباش كاتب العتيق..
(النهاية)
- لا .. من هو نزاروف؟
- حقاً لا تعرف نزاروف؟!
- قلت لا أعرفه..وهل هذا ضروري؟
- يا إلهي يا إلهي.. نزاروف العالمي.. أفضل من يقود الركشة في العالم..
- حقاً؟
- حقاً.. أنت لا تعرف نزاروف.. لقد نال جائزة افضل سائق ركشة في الهند وتايلاند..رغم أنه من هنا. من عندنا..
- يا له من عبقري..
- اطلقوا عليه نزاروف لأنه دخل في رهان مع قائد ركشة روسي..وبالتاكيد سحقه.. لقد سجد الروسي تحت قدمي نزاروف واعترف بالهزيمة..
- عجيب عجيب..
- لا أحد يعرف من درب نزاروف على سواقة الركشة.. قال البعض أنها جنية أحبته.. ولكنني لا اصدق هذه الأساطير..
- لماذا؟
- لا أعرف..
- أتمنى أن ألتقي بنزاروف..
وهكذا غادر الركشة تاركاً الصبي الذي يقودها وقد ترقرقت عيناه من النشوة.
كان عليه أن يمر بطبيب الأسنان لحشو ضرسه، ففعل. وحين جلس في كرسي الفزع الأكبر قال الطبيب:
- آه.. إن الحشوة الأولى سقطت أليس كذلك؟
- نعم..
- أنت لا تحتاج لحشوة فقط إن فمك هذا يبدو كما لو تعرض لحادث قطار.. صالح نفسه لن يستطيع إصلاحه..
- صالح؟
- اوه ألا تعرف دكتور صالح..
- طبيب أسنان؟
- حقاً لا تعرف دكتور صالح عبد العليم؟
- لا للأسف؟
- يا إلهي كم من جاهل في هذا العالم يا ربي..
- مؤسف..
- إنه ليس طبيب أسنان عادي.. لقد حصل على جوائز كبيرة في بريطانيا وأمريكا وكندا..وغيَّر كل طب الأسنان في العالم..
- يا له من عبقري..
وحين خرج من طبيب الأسنان وفمه متورم تذكر أن عليه تسديد حسابه للجزار، فاتجه إليه:
- كم حسابك يا جمعة..
- حساب ثقيل..
- لماذا ثقيل؟
- لأن سعر اللحوم ارتفع؟
- منذ متى يا جمعة؟
- منذ أسبوع يا جمعة..
- ولكنني لم أشتر منك لحمة منذ أسبوعين..
- وهل ستسدد لي اليوم بأسعار كانت قبل أسبوعين..هل تريدني أن أخسر لأنني كنت طيباً واقرضتك بعض اللحم طوال ثلاثة أشهر بثمن مؤجل؟
- ولكن يا سيد جمعة..
- لا يوجد لكن.. سدد ما عليك بالأسعار الجديدة.. فأنا مجرد جزار صغير ولست الدومة..
- ماذا؟
- ماذا ماذا؟
- الدومة؟
- ألا تعرف الدومة شيخ الجزارين؟
- لا..
- يا إلهي يا إلهي.. إنك لست موظفاً مفلساً ولا رجاء منك فقط..إنك جاهل أيضاً..
- لماذا يا جمعة؟
- من لا يعرف الدومة شيخ الجزارين فهو جاهل لا محالة..
- ولكنني لست جزاراً..
- وهل بالضرورة أن تكون جزاراً لتعرف الشخصيات العالمية؟
- الدومة شخصية عالمية..
- بالتأكيد.. أنت لا تعرف أن الدومة دخل كل المسابقات العالمية في فن تقطيع اللحوم ونال الجائزة الأولى في كل المسابقات..
- حقاً؟
- أقول لك نال الجائزة الاولى في كل المسابقات وتسألني حقاً؟
- يا له من عبقري..
أضطر لتسديد ديونه بالأسعار الحالية وذهب إلى منزله وجيبه خالي الوفاض.. هناك وجد زوجته تنتظره على الباب:
- لم تتزوجني لتقتلني بالجوع..
- الجوع؟!
- النسوة كلهم يتسربلن بالذهب أما أنا فقد تقشف جلدي من الجوع..
- لماذا؟
- أين الطعام.. أين الخضروات..أين اللحم الذي لا نذقه سوى مرة واحدة في الشهر..
- آه... يجب أن أحاول زيادة دخلي بعمل آخر..
- هذا ما تردده باستمرار ثم لا تفعل شيئاً..
- لكنني لا أجيد شيئاً سوى وظيفتي كباش كاتب..
- وهل هذا عمل؟
- لا أعرف..
- ولكن يا عزيزي يجب أن تحاول امتلاك مهارة أخرى.. إنك قبل ستة أشهر طبخت طبيخاً جيداً.. أنت تمتلك مهارة الطبخ وعليك أن تكون مثل عادل سمور..
- من؟
- عادل سمور!! الا تعرفه..
- أوه.. لا..
- لا- تعرف- عادل- سمووور؟!!
- أبداً..
- من المفترض أن يكون الباش كاتب مثقفاً قليلاً..
- كيف ذلك؟
- يجب على الأقل أن تعرف الشخصيات العالمية حتى لا تبدو جاهلاً أثناء حديثك مع المثقفين..
- صحيح..
- إنه طباخ عالمي.. عالمي هل تعرف ماذا أقصد؟
- أعرف طبعاً..
- يا إلهي.. لقد نال كل جوائز الطبخ العالمية.. ولديه عشرات الكتب عن الطبخ..
- حقاً؟
- حقاً.. البارحة فقط طبخت لكم من خلال الاستماع لوصفته في التلفزيون..
- هل طبختِ البارحة؟
- ألم تتذوق طبخة المشومينكو البربادوسية؟
- ماذا؟
- أوووف..أتأكل دون أن تتذوق ما تأكل؟
- أتذكر أنني أكلت شيئاً طيباً..
- طبعاً إنه طيب.. أليس أحد وصفات عادل سمور..
- حسنٌ.. وهل بقى من الطبخة هذه شيء لليوم؟..
- لا.. ولكنني طبقت وصفة جديدة اليوم.. وكنت أتمنى لو ان هناك لحماً لطبخ وصفة أخرى من وصفاته العجيبة..
- ولكن هل أنتِ متأكدة أن وصفة اليوم طيبة المذاق؟
- ماذا تقول؟ أو تشك في طبيخي؟
- لا أعرف..
- سأجهز الغداء بسرعة..
- بسرعة أرجوك..سأشاهد التلفزيون حتى يجهز الطعام..
- حسن..
جلس إلى الكرسي وأدار التلفزيون؛ كان هناك ضجيج كبير، ثم جاء صوت المذيع:
- حادث مأساوي للفتاة الذهبية..
سأل نفسه:
- الفتاة الذهبية؟
فقال المذيع:
- ألا تعرف الفتاة الذهبية؟ حقاً لا تعرف الفتاة الذهبية؟.. يا لك من جاهل أيها الباش كاتب العتيق..
(النهاية)