أدب السيرة الذاتية أ. د. عادل الأسطة - ذكريات ألمانية 3 : (كافتيريا الجامعة)

3
( كافتيريا الجامعة )

أمس سألت الطلاب إن كانوا أنجزوا ما طلبته منهم . كنت يوم اﻷحد طلبت منهم أن يقارنوا بين قصيدة ابن الرومي في رثاء البصرة وقصيدة ابن المجاور في رثاء القدس ، وبالطبع لم ينجز أي منهم ما طلب منه .
قلت لهم :
- لو واحد أنجز المطلوب ليخزق عين الشيطان/اﻷستاذ ، ولكن الطلاب حريصون على سلامة عين الشيطان . إنهم لا يريدون آيذاءه .
في ساعة الفراغ سرت باتجاه مكتبة النجوم لطباعة بعض مقالاتي ، ولاحظت ( الكافتيريات ) ( ؟ ) والمقاهي المحيطة بالجامعة ، فرأيت الاكتظاظ . ربما أراد الطلاب أن يكتسبوا فيتامين د . من أشعة الشمس .
المقاهي والكافتريات حول الجامعة مكتظة ، وحين تعطل الجامعة يحزن أصحاب هذه المحلات كما يغضب السائقون ويشكو كثيرون من أصحاب المحلات في البلد ، ومن لا يشكو هم أصحاب المكتبات .
- لماذا ؟
- ﻷن هؤلاء في الحالتين ؛ دوام الجامعة وعدم دوامها ، يظلون غالبا بلا زبائن ، وأظن أن موظفي مكتبة جامعة النجاح لا يتأثرون في الحالتين .
هل يختلف اﻷمر في ألمانيا ؟
حول الجامعة التي درست فيها كانت هناك مقاه مكتظة وفي أيام الدوام الجامعي كان هناك طلاب في المكتبة ، خلافا ﻷيام العطل والعطل الجامعية . أحيانا كان عدد الموجودين أربعة خمسة وكنت واحدا منهم ، ﻷنني كنت أنجز رسالة الدكتوراه .
أنا نادرا ، الآن ، ما أدخل مكتبة الجامعة . غدوت مثل طلاب الجامعة،ولكني أستعيض عن عدم الذهاب باشتراء الكتب ، وأعتمد على مكتبتي الخاصة . وأحيانا أقول :
- ربما لا يذهب الطلاب إلى المكتبة ﻷن لهم مكتباتهم الخاصة أو ﻷنهم يقرؤون ألكترونيا . ربما ! ولكن ...
لكن لماذا لم ينجز أي من الطلاب الوظيفة ؟
لماذا لم يقارن بين القصيدتين ؟
ربما بسبب شواء الكستناء !
لا أدري ما هي أوضاع المكتبات ، الآن ، في ألمانيا ؟ وأعني مكتبات بيع الكتب . في 1987-1991 /وفي 1996 كانت تبيع وكان روادها كثرا .
وماذا بعد ؟
الكل يشكو من سوء التعليم ، ومع ذلك فلست متشائما . وسيكتب الطلاب الواجب وسيحضرونه يوم الخميس وسيخضعون لصرامتي ، آجلا أم عاجلا .
صباح الخير .
خربشات
10 / 2 / 2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى