كنت قد كتبتُ هذه القصة في شرخ الفتوة الفَتون، واليوم ذكرتني بها قصة للكاتب الصيني (لين يوتانغ) بعنوان تمثال الخلود.
ثم أن قصة جزيرة الحب ضاعت مع ما ضاع خلال أكثر من سبعة وعشرين عاماً مضى من بعد كتابتها، فهي لم تكن بأكثر ما خسرته: وقد قال الشاعر:
عبثاً تقفو خطى الماضي الذي
خلت أن البحر واراه ابتلاعا
فدع الليلة تمضي إنها لم تكن
أول ما ولى وضاعا
وبالتالي فإنني إذ حاولت إعادة كتابتها، أدركت بأن الماضي لا يعود، لأن إعادة كتابتها سيفقدها ألق انبلاجها الأوَّل بذات الروح العاطفة والقلب الذي كان لا يزال يحياً في ذلك الزمان، حتى أن اللغة نفسها ما عادت هي اللغة التي كنت أنمقها مكترثاً لبليغ عباراتها وموزون ودقيق وصفها، لقد ولى ذلك العهد. لذلك قررت فقط أن أصفها وصفاً عاما.
والقصة يا سادتي تحكي عن مجموعة من الشاعرات والشعراء، من بلدين متحاربين، وقد جمعهم حب الشعر، ولما قست الحرب على قلوبهم الرقيقة ومشاعرهم المرهفة قرروا أن يرحلوا جميعهم إلى جزيرة خاصة بهم، فيديروها بدستور الحب، معتزلين العالم الفاسد الذي لا رقة ولا شيء فيه سوى الشر.
وقد تكونت المجموعة الطوباوية المتمردة من ثلاث شاعرات وسبعة شعراء، فتخيروا جزيرة معزولة بنوا عليها حصنهم، ورفعوا رايتهم وعليها رمز القلب، وعاشوا شهوراً من السعادة والهناءة والسلام. ثم أنّ الطبيعة الإنسانية قد غلبت عليهم بحب التملك والقِياد، وكان أول النزاع بين الشعراء من الذكور بسبب إحدى أجمل النساء الثلاث، غير أن الفتاة لما أحست بأنها سبب الإقتتال في جزيرة الحب، مضت في البحر لا تلوي على شيء حتى غرقت. ولم يعرفوا إن كانت بذلك قد انتحرت أم جرفها الموج أثناء إبدائها لحزنها على ما جرى من قتال بين الشعراء. ومن بعد ذلك لم تعد جزيرة الحب كما كانت وما لاح فيها بصيص ضوء أن تعود إلى ما كانت عليه، حتى إذا ما زاد التشاحن والبغضاء بين ساكنيها، أعلنوا فشل مشروعهم واتخذ كل واحد منهم سبيله في البحر سربا.
ولا شك؛ أنني وأنا في السابعة عشر من العمر لم أكن أقف ضد تلك التصورات المثالية، ولكنني كنت أطرح الإنسان كحقيقة، وربما كان ذلك مني إسقاطاً نفسياً لتلك الفترة التي تكون فيها المشاعر متأججة فإن لم تجد ما تصبو إليه كفرت به، ولكنني متأكد اليوم بأنه ورغماً عن ذلك كانت قصة فيها من لطائف التعابير وحسن الصياغة ما أحوجني افتقاري للصبر عليه إليه اليوم.
ثم أن قصة جزيرة الحب ضاعت مع ما ضاع خلال أكثر من سبعة وعشرين عاماً مضى من بعد كتابتها، فهي لم تكن بأكثر ما خسرته: وقد قال الشاعر:
عبثاً تقفو خطى الماضي الذي
خلت أن البحر واراه ابتلاعا
فدع الليلة تمضي إنها لم تكن
أول ما ولى وضاعا
وبالتالي فإنني إذ حاولت إعادة كتابتها، أدركت بأن الماضي لا يعود، لأن إعادة كتابتها سيفقدها ألق انبلاجها الأوَّل بذات الروح العاطفة والقلب الذي كان لا يزال يحياً في ذلك الزمان، حتى أن اللغة نفسها ما عادت هي اللغة التي كنت أنمقها مكترثاً لبليغ عباراتها وموزون ودقيق وصفها، لقد ولى ذلك العهد. لذلك قررت فقط أن أصفها وصفاً عاما.
والقصة يا سادتي تحكي عن مجموعة من الشاعرات والشعراء، من بلدين متحاربين، وقد جمعهم حب الشعر، ولما قست الحرب على قلوبهم الرقيقة ومشاعرهم المرهفة قرروا أن يرحلوا جميعهم إلى جزيرة خاصة بهم، فيديروها بدستور الحب، معتزلين العالم الفاسد الذي لا رقة ولا شيء فيه سوى الشر.
وقد تكونت المجموعة الطوباوية المتمردة من ثلاث شاعرات وسبعة شعراء، فتخيروا جزيرة معزولة بنوا عليها حصنهم، ورفعوا رايتهم وعليها رمز القلب، وعاشوا شهوراً من السعادة والهناءة والسلام. ثم أنّ الطبيعة الإنسانية قد غلبت عليهم بحب التملك والقِياد، وكان أول النزاع بين الشعراء من الذكور بسبب إحدى أجمل النساء الثلاث، غير أن الفتاة لما أحست بأنها سبب الإقتتال في جزيرة الحب، مضت في البحر لا تلوي على شيء حتى غرقت. ولم يعرفوا إن كانت بذلك قد انتحرت أم جرفها الموج أثناء إبدائها لحزنها على ما جرى من قتال بين الشعراء. ومن بعد ذلك لم تعد جزيرة الحب كما كانت وما لاح فيها بصيص ضوء أن تعود إلى ما كانت عليه، حتى إذا ما زاد التشاحن والبغضاء بين ساكنيها، أعلنوا فشل مشروعهم واتخذ كل واحد منهم سبيله في البحر سربا.
ولا شك؛ أنني وأنا في السابعة عشر من العمر لم أكن أقف ضد تلك التصورات المثالية، ولكنني كنت أطرح الإنسان كحقيقة، وربما كان ذلك مني إسقاطاً نفسياً لتلك الفترة التي تكون فيها المشاعر متأججة فإن لم تجد ما تصبو إليه كفرت به، ولكنني متأكد اليوم بأنه ورغماً عن ذلك كانت قصة فيها من لطائف التعابير وحسن الصياغة ما أحوجني افتقاري للصبر عليه إليه اليوم.