موضوع
قائمة الصحف
بطاقة (ذكية) جديدة!! لقد سئم الشعب السوداني مشروعات زيادة (الإيرادات) المتتالية على حسابه عبد الله مسار:خسائرنا خلال فترة العقوبات (500) مليار دولار (60%) منها في مجال الصناعة.. (50%) من رفع العقوبات سببها الحوار الوطني بنك السودان يوجِّه بصرف التحويلات الواردة من الخارج بالنقد الأجنبي بوتن ينفجر ضحكا بسبب خطأ لوزيره مقتل شاب تدخل لفض مشاجرة بين صديقين بالحاج يوسف قيادي جنوبي يدعو للضغط على سلفاكير ومشار لإيقاف النزاعات الدموية المريخ يؤمن على استمرار “المهندس” مدرباً الزكاة تحقق نسبة تحصيل 107% خلال 9 أشهر وفاة نزيل في ظروف غامضة بسجن الهدى سجن شابين هددا فتاة بالساطور أثناء نهب حقيبتها ب”أم درمان” مصادرة (200) ألف دولار من شركة أخلّت بمواصفات الكتاب المدرسي الهلال يضع آخر اللمسات تأهباً لنزال الوادي المريخ يستأنف تحضيراته صباح اليوم استعداداً لمواجهة الأسود الأولمبية تؤمن على إقامة أسبوع الشباب والناشئين برعاية رئيس الجمهورية انخفاض ملحوظ في أسعار السكر والزيت واستقرار في الأسواق "أبوقردة": اتصالات ومشاورات للاستفادة من رفع الحظر الاقتصادي "عوض الجاز" يكشف عن دخول الصين في تطوير مشروع الرهد عبر شراكات مع المزارعين توقيف شبكة متخصصة في كسر زجاج السيارات بشارع النيل الضغوط النفسية في مكان العمل خطر يهدد الموظف "أحمد سعد عمر" يشرع في فتح بلاغات ضد مروجي شائعة تدخله في ضمان رجل الأعمال الهارب مسألة مستعجلة وزير الدولة بالصناعة يعلن قيام ملتقى تشغيل المصانع المتوقفة مطالبة بمعالجة التقاطعات في الأراضي بين المركز والولايات التحويلات المصرفية .. هل تؤثر على سعر الصرف؟ احتجاجات بأم درمان وإمهال الوالي (4) أيام تلميذات بمدرسة الاساس يتعاطين (الخرشة) أحلام وأوهام! أزمة المهاجرين تهيمن على الانتخابات العامة في النمسا العالم يحتفل بغسل اليدين رئيسُنا الذَليل! سفارة العراق: إقرار دولي بعدم شرعية استفتاء كردستان العدل الأميركية تشتكي من التشفير العصي لأجهزة المستخدمين الحكومة تتمسك بإنشاء محطة النفايات بأمدرمان والسكان يناهضون حرب أكتوبر.. ذكريات للإبداع .. بقلم: د. أحمد الخميسي مصطفي سعيد لعنة الله عليك .. بقلم: حسن محمد صالح عام حزني بموت ديجتي الصغرى سماح .. بقلم: علي الكنزي إذاعة سودانية بنمط غربي تجذب ملايين المستمعين .. رفع العقوبات أعاد التفاؤل والشباب أصبحوا أكثر انفتاحاً من يحتاج لقانون جديد للصحافة؟ .. بقلم: نبيل أديب عبدالله/المحامي اليونسكو.. السياسة تقهر الثقافة .... بقلم: د. ياسر محجوب الحسين أوسكار حلّ الغروب، منذ بعض الوقت، بألوانه النارية الخامدة، على منطقة عمارات "الميريلاند"، في "مصر الجديدة". والسبب الوحيد، الذي دفع، بحامد عثمان، إلى رؤية نفسه، وهو يسبح، على حين غرة، في نهر عسل الخيال ذاك، بوصفه قائما، هذه المرة، كوزير رفيع ولا بد، على تصريف شؤون قطاع "النقل والمواصلات"، في مصر؛ أن مترو الأنفاق اللعين لا يمر، "حتى الآن"، بتلك المنطقة.
فأي إهمال إذن!
كان حامد عثمان يقف وقتها مثقلا بطموحه الكبير ووسائله المحدودة وسط مجموعة صغيرة بائسة من المصريين والإعياء يشمله في انتظار أن يصل "الأتوبيس"، كي يقلّه لقاء "بريزة" إلى نواحي ميدان "الألف مسكن"، حيث يمكنه شراء حصته، ما سمح ظرف المنفى المعاكس أحيانا، من خمر "بلدية" مُرة المذاق تدعى "العرقي"، ما أن تدفع بها أنت، وتدلقها دفعة واحدة داخل فمك، حتى تتقلّص حالا عضلات وجهك مجتمعة، وتحسّ تاليا، بمجرد مرورها ذاك الأكثر عسرا ومشقة ومرارة عبر الحلق، أن شيئا ما يتقطّع، كما بفعلِ سكين، هناك عميقا في الأسفل داخل بطنك، إلى درجة أن عددا من رفاق حامد عثمان اللعين ظلّ يبحث، في كل مرة، عمّن يمكنه أن يتناول عوضا عنه تلك الكأس الأولى من العرقي، ولا أقول "دونما جدوى".
في وقفته المتصلبة تلك، بدأ حامد عثمان يشعر، والغسق يغير خفيفا ولكن باضطراد من معالم الناس والأشياء، وكأن قدماه تخذلانه، أو كما لو أن الأرض الصلبة الأليفة المستقرة تميد تحته. وقد وجد نفسه أخيرا، وهو يميل، كبناء ينهار، بجسده كله، إلى عمود النور القريب. بالضبط حدث ذلك لحظة أن أشاح بوجهه عن اتجاه ميدان "روكسي"، الذي ظلّ يتوقع قدوم الأتوبيس منه، ووقعت عيناه فجأة على الضفة الأخرى من الشارع ذي الاتجاهين العريض، حيث رأى هناك مها الخاتم، وهي تسير خارجة للتو، فيما بدا "كامل زينتها"، من مطعم لبناني يقع قبالته مباشرة، وفي صحبتها كادر الخطابة الجماهيري ذلك المدعو باسم "جمال جعفر"، وكان اللعين طافيا بدوره في "كامل أناقته".
أخذ يتابعهما، بعينيه الذاهلتين، وهما يعرجان يسارا، ثم يتابعان المشيء، بأقدام تكاد تتشابك، على الرصيف، أسفل أشجار البونسيانا المتتابعة، في اتجاه ميدان المحكمة القريب. أي غبي صغير في هذا العالم إذا رآهما على تلك الحال لأدرك أنّهما عاشقان. وحتما أن اللعنة كانت ستلاحق الشيطان حتى نهار اليوم التالي، إذا ما تراءى لحامد عثمان في تلك اللحظة بوجهه القميء، وأخذ يمازحه قائلا: "ثم ما الذي يمكنك فعله الآن، يا وزير"؟
وهو يراهما معا، كذلك لأول مرة، وقد استفاق من هزّة وقع الصدمة قليلا، أخذ حامد عثمان يتمنّى، على الله، في ذروة عجزه وهوانه ذاك، أن تقع عليهما وقع الصاعقة على حقل أخضر، عينا أحد أولئك الأوغاد المتطرفين، ليعلما من بعد علقة ساخنة كيف يمكن للمرء أن يسير "محترما"، في مثل "هذه البلاد". لم يكن الأتوبيس اللعين قد لاح في الأفق بعد. وإذا قمت أنت نفسك، يا " صديقنا شكر الأقرع"، بوضع صورة جمال جعفر اللعين هذا داخل أي قاموس لغويّ في العالم، من غير أن تقوم حتى بوضع كلمة تعريفية إلى جانبه. وقتها، وأنا متأكد من هذا تمام التأكد، أن الأعمى نفسه، سيشير إليه، قائلا:
"وغد".
أو كما لو أن الكون لا يحوي أحدا آخر سواهما.
كانت مها الخاتم تسند رأسها باطمئنان إلى كتف جمال جعفر، واضعة يدها حول وسطه في تراخ، مداعبة شعرها الطليق بيدها الخالية من آن لآن، قبل أن تبعد رأسها، وتعاود النظر إليه، من ذلك القرب، بذات الإيماءة المستغرقة الحالمة لوضع رأسها المائل باتجاه رأسه هو. وهو، لعنة الله عليه، أينما حلّ أو طاف أو غادر، ظلّ يطوّق بيده اليمنى المشعرة خصرها النحيل، غارقا مثل أي ممثل آخر سخيف في دور العاشق، ممسكا بزمام مشاعرها، بينما يتكلم. ويتكلم. لا يتوقف أبدا عن الكلام. "وغد حقيقي"، فكر حامد عثمان، وتابع وهو يحسّ بقسوة عمود النور وحياده الفولاذي الجارح على كتفه، قائلا: "لا بد أنّ الوغد الغبي يغازلها الآن، بمثل ذلك الغثاء المعتمد لدى غالبية الرفاق"، من شاكلة ذلك الهراء القائل:
"خصركِ أضيق من أُفق برجوازيٍّ صغير".
الشيطان وحده يعلم ما هذا.
كذلك، اندلعت نار الغيرة في دواخل حامد عثمان. بدأت بالمصران الغليظ. ثم قضت على الحالب الأيسر. إلى أن توقفت مشتعلة في القلب. وقد تابع حامد عثمان تفكيره ذاك، قائلا: "لو أنّ مها الخاتم تدرك بحدس أنثوي لا يخيب أنها تنصت، "الآن" ولا بد، إلى الشيطان الرجيم نفسه"!
بعد مرور نحو العامين، أخبرته مها الخاتم نفسها، في أثناء إحدى الاستراحات، التي تتخلل سلسلة ممارساتهما المستعرة تلك للحبّ، أنها كانت تسير في الطريق وقتها، وخلاياها تضج مجتمعة بمعانٍ "سامية" للثورة، إلى أن تمنح جمال جعفر اللعين هذا شرفَ فضّ غشاء بكارتها. حامد عثمان، وهو يقبض، بلطف مكلل بأسى هامد، على نهدها الأيسر العاري، فكر: "من المؤسف حقا، إدراك المرء أنه ظلّ ينصت، طوال الوقت، إلى الشيطان، بعد وقوع الكارثة". وذلك صوت غابريال غارسيا ماركيز: "الحكمة تأتينا في الوقت الذي لا تعود به ذات نفع".
قائمة الصحف
بطاقة (ذكية) جديدة!! لقد سئم الشعب السوداني مشروعات زيادة (الإيرادات) المتتالية على حسابه عبد الله مسار:خسائرنا خلال فترة العقوبات (500) مليار دولار (60%) منها في مجال الصناعة.. (50%) من رفع العقوبات سببها الحوار الوطني بنك السودان يوجِّه بصرف التحويلات الواردة من الخارج بالنقد الأجنبي بوتن ينفجر ضحكا بسبب خطأ لوزيره مقتل شاب تدخل لفض مشاجرة بين صديقين بالحاج يوسف قيادي جنوبي يدعو للضغط على سلفاكير ومشار لإيقاف النزاعات الدموية المريخ يؤمن على استمرار “المهندس” مدرباً الزكاة تحقق نسبة تحصيل 107% خلال 9 أشهر وفاة نزيل في ظروف غامضة بسجن الهدى سجن شابين هددا فتاة بالساطور أثناء نهب حقيبتها ب”أم درمان” مصادرة (200) ألف دولار من شركة أخلّت بمواصفات الكتاب المدرسي الهلال يضع آخر اللمسات تأهباً لنزال الوادي المريخ يستأنف تحضيراته صباح اليوم استعداداً لمواجهة الأسود الأولمبية تؤمن على إقامة أسبوع الشباب والناشئين برعاية رئيس الجمهورية انخفاض ملحوظ في أسعار السكر والزيت واستقرار في الأسواق "أبوقردة": اتصالات ومشاورات للاستفادة من رفع الحظر الاقتصادي "عوض الجاز" يكشف عن دخول الصين في تطوير مشروع الرهد عبر شراكات مع المزارعين توقيف شبكة متخصصة في كسر زجاج السيارات بشارع النيل الضغوط النفسية في مكان العمل خطر يهدد الموظف "أحمد سعد عمر" يشرع في فتح بلاغات ضد مروجي شائعة تدخله في ضمان رجل الأعمال الهارب مسألة مستعجلة وزير الدولة بالصناعة يعلن قيام ملتقى تشغيل المصانع المتوقفة مطالبة بمعالجة التقاطعات في الأراضي بين المركز والولايات التحويلات المصرفية .. هل تؤثر على سعر الصرف؟ احتجاجات بأم درمان وإمهال الوالي (4) أيام تلميذات بمدرسة الاساس يتعاطين (الخرشة) أحلام وأوهام! أزمة المهاجرين تهيمن على الانتخابات العامة في النمسا العالم يحتفل بغسل اليدين رئيسُنا الذَليل! سفارة العراق: إقرار دولي بعدم شرعية استفتاء كردستان العدل الأميركية تشتكي من التشفير العصي لأجهزة المستخدمين الحكومة تتمسك بإنشاء محطة النفايات بأمدرمان والسكان يناهضون حرب أكتوبر.. ذكريات للإبداع .. بقلم: د. أحمد الخميسي مصطفي سعيد لعنة الله عليك .. بقلم: حسن محمد صالح عام حزني بموت ديجتي الصغرى سماح .. بقلم: علي الكنزي إذاعة سودانية بنمط غربي تجذب ملايين المستمعين .. رفع العقوبات أعاد التفاؤل والشباب أصبحوا أكثر انفتاحاً من يحتاج لقانون جديد للصحافة؟ .. بقلم: نبيل أديب عبدالله/المحامي اليونسكو.. السياسة تقهر الثقافة .... بقلم: د. ياسر محجوب الحسين أوسكار حلّ الغروب، منذ بعض الوقت، بألوانه النارية الخامدة، على منطقة عمارات "الميريلاند"، في "مصر الجديدة". والسبب الوحيد، الذي دفع، بحامد عثمان، إلى رؤية نفسه، وهو يسبح، على حين غرة، في نهر عسل الخيال ذاك، بوصفه قائما، هذه المرة، كوزير رفيع ولا بد، على تصريف شؤون قطاع "النقل والمواصلات"، في مصر؛ أن مترو الأنفاق اللعين لا يمر، "حتى الآن"، بتلك المنطقة.
فأي إهمال إذن!
كان حامد عثمان يقف وقتها مثقلا بطموحه الكبير ووسائله المحدودة وسط مجموعة صغيرة بائسة من المصريين والإعياء يشمله في انتظار أن يصل "الأتوبيس"، كي يقلّه لقاء "بريزة" إلى نواحي ميدان "الألف مسكن"، حيث يمكنه شراء حصته، ما سمح ظرف المنفى المعاكس أحيانا، من خمر "بلدية" مُرة المذاق تدعى "العرقي"، ما أن تدفع بها أنت، وتدلقها دفعة واحدة داخل فمك، حتى تتقلّص حالا عضلات وجهك مجتمعة، وتحسّ تاليا، بمجرد مرورها ذاك الأكثر عسرا ومشقة ومرارة عبر الحلق، أن شيئا ما يتقطّع، كما بفعلِ سكين، هناك عميقا في الأسفل داخل بطنك، إلى درجة أن عددا من رفاق حامد عثمان اللعين ظلّ يبحث، في كل مرة، عمّن يمكنه أن يتناول عوضا عنه تلك الكأس الأولى من العرقي، ولا أقول "دونما جدوى".
في وقفته المتصلبة تلك، بدأ حامد عثمان يشعر، والغسق يغير خفيفا ولكن باضطراد من معالم الناس والأشياء، وكأن قدماه تخذلانه، أو كما لو أن الأرض الصلبة الأليفة المستقرة تميد تحته. وقد وجد نفسه أخيرا، وهو يميل، كبناء ينهار، بجسده كله، إلى عمود النور القريب. بالضبط حدث ذلك لحظة أن أشاح بوجهه عن اتجاه ميدان "روكسي"، الذي ظلّ يتوقع قدوم الأتوبيس منه، ووقعت عيناه فجأة على الضفة الأخرى من الشارع ذي الاتجاهين العريض، حيث رأى هناك مها الخاتم، وهي تسير خارجة للتو، فيما بدا "كامل زينتها"، من مطعم لبناني يقع قبالته مباشرة، وفي صحبتها كادر الخطابة الجماهيري ذلك المدعو باسم "جمال جعفر"، وكان اللعين طافيا بدوره في "كامل أناقته".
أخذ يتابعهما، بعينيه الذاهلتين، وهما يعرجان يسارا، ثم يتابعان المشيء، بأقدام تكاد تتشابك، على الرصيف، أسفل أشجار البونسيانا المتتابعة، في اتجاه ميدان المحكمة القريب. أي غبي صغير في هذا العالم إذا رآهما على تلك الحال لأدرك أنّهما عاشقان. وحتما أن اللعنة كانت ستلاحق الشيطان حتى نهار اليوم التالي، إذا ما تراءى لحامد عثمان في تلك اللحظة بوجهه القميء، وأخذ يمازحه قائلا: "ثم ما الذي يمكنك فعله الآن، يا وزير"؟
وهو يراهما معا، كذلك لأول مرة، وقد استفاق من هزّة وقع الصدمة قليلا، أخذ حامد عثمان يتمنّى، على الله، في ذروة عجزه وهوانه ذاك، أن تقع عليهما وقع الصاعقة على حقل أخضر، عينا أحد أولئك الأوغاد المتطرفين، ليعلما من بعد علقة ساخنة كيف يمكن للمرء أن يسير "محترما"، في مثل "هذه البلاد". لم يكن الأتوبيس اللعين قد لاح في الأفق بعد. وإذا قمت أنت نفسك، يا " صديقنا شكر الأقرع"، بوضع صورة جمال جعفر اللعين هذا داخل أي قاموس لغويّ في العالم، من غير أن تقوم حتى بوضع كلمة تعريفية إلى جانبه. وقتها، وأنا متأكد من هذا تمام التأكد، أن الأعمى نفسه، سيشير إليه، قائلا:
"وغد".
أو كما لو أن الكون لا يحوي أحدا آخر سواهما.
كانت مها الخاتم تسند رأسها باطمئنان إلى كتف جمال جعفر، واضعة يدها حول وسطه في تراخ، مداعبة شعرها الطليق بيدها الخالية من آن لآن، قبل أن تبعد رأسها، وتعاود النظر إليه، من ذلك القرب، بذات الإيماءة المستغرقة الحالمة لوضع رأسها المائل باتجاه رأسه هو. وهو، لعنة الله عليه، أينما حلّ أو طاف أو غادر، ظلّ يطوّق بيده اليمنى المشعرة خصرها النحيل، غارقا مثل أي ممثل آخر سخيف في دور العاشق، ممسكا بزمام مشاعرها، بينما يتكلم. ويتكلم. لا يتوقف أبدا عن الكلام. "وغد حقيقي"، فكر حامد عثمان، وتابع وهو يحسّ بقسوة عمود النور وحياده الفولاذي الجارح على كتفه، قائلا: "لا بد أنّ الوغد الغبي يغازلها الآن، بمثل ذلك الغثاء المعتمد لدى غالبية الرفاق"، من شاكلة ذلك الهراء القائل:
"خصركِ أضيق من أُفق برجوازيٍّ صغير".
الشيطان وحده يعلم ما هذا.
كذلك، اندلعت نار الغيرة في دواخل حامد عثمان. بدأت بالمصران الغليظ. ثم قضت على الحالب الأيسر. إلى أن توقفت مشتعلة في القلب. وقد تابع حامد عثمان تفكيره ذاك، قائلا: "لو أنّ مها الخاتم تدرك بحدس أنثوي لا يخيب أنها تنصت، "الآن" ولا بد، إلى الشيطان الرجيم نفسه"!
بعد مرور نحو العامين، أخبرته مها الخاتم نفسها، في أثناء إحدى الاستراحات، التي تتخلل سلسلة ممارساتهما المستعرة تلك للحبّ، أنها كانت تسير في الطريق وقتها، وخلاياها تضج مجتمعة بمعانٍ "سامية" للثورة، إلى أن تمنح جمال جعفر اللعين هذا شرفَ فضّ غشاء بكارتها. حامد عثمان، وهو يقبض، بلطف مكلل بأسى هامد، على نهدها الأيسر العاري، فكر: "من المؤسف حقا، إدراك المرء أنه ظلّ ينصت، طوال الوقت، إلى الشيطان، بعد وقوع الكارثة". وذلك صوت غابريال غارسيا ماركيز: "الحكمة تأتينا في الوقت الذي لا تعود به ذات نفع".