السيد أبو قزازة، هو سكران حيران كما يقولون بالعامية، رغم أنه قد تجاوز منتصف الخمسين، وهو رغم ذلك نحيل البنية، ذو شعر يبدأ من منتصف نافوخه وينحدر للخلف، شعر ناعم ولكنه متشابك الخصل. وجهه يبدو كجمجمة مسحت بالقليل من اللحم وألصقت عليها عينان وشفتان وأذنان. هكذا فحسب. لا يملك أبو قزازة -واسمه الحقيقي فخري الحاج الناير- لا يملك عملاً سوى التسكع هنا وهناك، مع عمليات نصب صغيرة ومكشوفة يلجأ إليها لتوفير قيمة زجاجة الخمر، ولذلك ألقوا عليه اسم أبو قزازة. لا يخرج من منطقة سوق الإسبيرات كثيراً إلا مختلفاً إلى عواطف بائعة الخمر، وهي امرأة شابة سوداء البشرة وذات ملامح أنثوية رقيقة جميلة، كما أنها ذات قوام نحيل جميل لكتها مخمورة طوال الوقت. كان أبو قزازة ينام معها في بعض الليالي مقابل زجاجة خمر مجانية، لأن عواطف تحب الجنس. وهذا ما عرَّض أبو قزازة لمتاعب كثيرة مع الحبرتجي، والحبرتجي هو صالح الذي يعمل شقيقه في قسم الشرطة الشعبية، فيستخدم سلطة أخيه لإيقاع الأذى بعواطف التي ترفض منحه نفسها باستمرار. وهكذا نشب في قلبه حقد تجاه أبو قزازة قبل عواطف نفسها، فاستغل سلطة أخيه للقبض على أبو قزازة وجلده بأحكام إيجازية وسريعة كل بضعة أسابيع. مع ذلك ما كان أبو قزازة يستفيق من سكره حتى ينسى آلام الجلد. وحين يجلس مع الباقر صاحب محلات بيع إطارات السيارات بغرض إقناعه بتسليفه بعض المال، كان يقص قصته قائلاً:
- هل تتذكر ثابت البطل؟
- نعم اتذكره يا ابو قزازة.. أنا مشغول الآن..
- اسمع قصتي فقط.. لا تكن قاسياً..
فيترك الباقر دفتر الحسابات من يده ويقول:
- أعرف قصتك جيداً وأحفظها عن ظهر قلب.
فيبدو الغضب الفزِع على وجه أبو قزازة ويقول:
- ماذا تعرف؟
فيقول الباقر:
- خمسة وخمسون عاماً ولم تخض قصة حب واحدة، ولم تعمل في أي وظيفة، ولم تمتهن أي مهنة منذ وفاة جميع أسرتك في حادث مروري وهم في طريقهم إلى المناقل..
فيصيح أبو قزازة:
- لا لا.. هذه ليست القصة..
- أنت مخمور..
- لست مخموراً ولا أعرف من أين أتيت بهذه القصة الخيالية..
- حسنٌ..وما هي القصة..
- القصة كالآتي..
ثم يرفع يديه أمام وجهه ويشبك أصابعه النحيلة في بعضها البعض:
- القصة أن عمري الآن خمس وخمسون سنة.. لم أخض قصة حب واحدة..ولم أعمل في أي وظيفة ولم أمتهن أي مهنة منذ وفاة أسرتي كلهم -وأقول كلهم- في حادث مروري وهم في طريقهم إلى المناقل..
فيتعجب الباقر:
- ولكنها نفس القصة التي قلتها أنا؟
- لا .. أنت لم تقل ذلك..
- بل قلت ذلك..
- أنت لم تقل بأنني الإنسان الوحيد الذي لم يكن له قدر منذ خمسة وثلاثين عاماً.. هة.. هل فهمت.. لم يَكتب الله لي قدراً منذ خمسة وثلاثين عاماً..في لحظة ما وأنا في العشرين من عمري.. توقف قدري تماماً.. أصبحت عاجزاً.. أصبحت أهيم كلا شيء في هذا العالم..
فيخرج الباقر كيس السعوط ويضع منه على شفته السفلى:
- أعرف.. لقد أخبرتني بذات الكلام هذا من قبل..
- جيب سفة..
فيمد له الباقر الكيس.
- خذ والآن ماذا تريد يا أبو قزازة..
فيقول أبو قزازة غاضباً:
- اولاً..لا تنادني ب(أبو قزازة).. نادني فخري... اسمي فخري.. وفخري هذا لا أتنازل عنه أبداً..
- وباي شيء تفتخر؟
- أفتخر بأنني لا أملك ما أفتخر به..
فيضحك الباقر ويفتح درج مكتبه ثم يخرج منها ورقتين ماليتين ويمدهما لأبو قزازة الذي يعدهما مرارًا وتكرارًا ويقول:
- ما هذا؟!! ورقتان فقط.. أنت أكبر بائع إطارات في السوق وتعطني ورقتين فقط؟!..
فيمد الباقر يده نحو المال مغاضباً غير أن أبو قزازة أبعد يده كالملسوع.
- هات يا أبو قزازة..
- عيب يا سيد التجار..
- لا تتعبني معك..
- لا تذلني بسبب سلفة ساعيدها لك فور أن أجد وظيفة؟
- أي وظيفة؟
- التي أبحث عنها منذ خمس وثلاثين سنة.
ثم يفر من المحل، ويتجه فوراً إلى عواطف التي لا يجدها بل يخبره ابن شقيقتها بأن البوليس قد قبض عليها بعد تفتيش سقيفة القش حيث وجدوا ثلاث زجاجات خمر.
غضب أبو قزازة وأدرك بأن هذا من فعل صالح غير الصالح.
وفي القسم وجد عواطف تلصق وجهها بقضبان باب الزنزانة، والتي ما أن رأته حتى صاحت:
- أستاذ فخري..أستاذ فخري..
اقترب منها وهمس:
- من تقصدين؟
قالت هامسة:
- أقصدك أنت.. سيتم تحويلي للمحكمة بعد قليل.. حاول أن تدافع عني لأخرج من الورطة..
قال وعيناه تتسعان:
- وماذا أفهم أنا في هذا؟
قالت:
- اخبرهم أنك محامٍ فقط وهم سيصدقون بأنك تفهم في كل شيء..
- بملابسي هذي؟
- تحجج بأي شيء..
وقبل أن يغادرها همست:
- أنا أحبك يا أبو قزازة..
فقال باسماً:
- بماذا تعدينني؟
قالت بجدية وبسرعة:
- بزجاجة مجانية كل أسبوع..
قال:
- ولماذا لا نتزوج وتكون الزجاجة كل يوم..
قالت بنفاد صبر:
- سأفكر في الأمر..الآن هيا هيا..اذهب وحاول ارتداء ربطة عنق..
وحين وصل أبو قزازة إلى المحكمة ورأى عواطف في قفص الاتهام قال للقاضي:
- سيدي القاضي.. موكلتي تعيش في أمدرمان وليس هنا.. فلماذا جاءوا بها إلى هذه المحكمة؟.
التفت القاضي وقال لعواطف:
- هل تسكنين في هذه المنطقة..فأنكرت عواطف وقالت بأنها تقطن في أم درمان. حينها وجه السؤال للشرطي:
- أين تقطن هذه الفتاة؟
تلجلج الشرطي ثم اجاب:
- هنا..
فتدخل ابو قزازة:
- أين منزلها؟..
قال الشرطي:
- إنها لا تسكن في منزل..
قال ابو قزازة:
- فهل تسكن في الشارع؟..
قال الشرطي:
- ربما..
قال القاضي:
- وكيف تقول بأنك ضبطت زجاجات خمر في منزلها؟
فحار الشرطي جواباً أما القاضي فضرب بيده على الطاولة وقال بأن القضية لا يمكن أن تحاكم إيجازياً ثم قضى بشطب الدعوى.
وهكذا خرجت عواطف من المحكمة، وضمن ابو قزازة زجاجة خمر مجانية كل أسبوع. وهذا جل ما يتمناه. غير أن فكرة الزواج بعواطف اختمرت في عقله، رغم تمنع عواطف التي قالت متحججة:
- لو تزوجتني سيكون لك قدر وهكذا ستفقد القصة التي تحكيها لمن يعطونك المال بسببها.
فنظر إليها لبرهة وقال:
- صدقتِ.. ولكن من أخبرك بأنني أحكيها للناس..
قالت وهي تناوله الكوب:
- أنت حكيتها لطوب الأرض..
قال:
- حسنٌ.. ولكن.. ولكن يا عواطف.. ألا تريدين الزواج..
قالت وهي تجرع من الكوب:
- تزوجت قبل هذا وكانت تجربة قاسية..
قال بدهشة:
- تزوجتِ؟!
- نعم.. تزوجت إرهابياً..
فشرحت له بأنها تزوجت أحد الأجانب ثم تبينت أنه تزوجها كمتعة مؤقتة حتى ينهي تدريبه ويغادر للجهاد. فتركها وترك طفلتها لها.
قال أبو قزازة:
- ولديك طفلة؟
قالت:
- نعم..
ثم سبحت بذاكرتها في الأفق:
- هي الآن في الرابعة عشر من عمرها..
- وأين هي؟..
- لا أعرف.. اختفت ولم أبحث عنها..
- يا إلهي..
أضافت:
- كانت جميلة مثل والدها.. لها أنف طويل مستقيم وعينان واسعتان برموش كثة.. ولونه خلاسي كعسل النحل.
بعد أن قضى الليلة معها تنادمًا ومسامرةً، عاد في الصباح إلى السوق، ودار بين المحلات التجارية لالتقاط بعض ما يلقى له من طعام ونقود. وبدا له أن حلم زواجه بعواطف قد تبخر.
- كنت سأرتاح من التسول يا خليفة.
وخليفة هو صاحب المطعم الشعبي، وهو رجل له كرش كبير وأصابع مكتنزة ويبدو أحمقاً لكنه ليس كذلك.
- وجبة إفطارك عندي سواء تزوجت أم لم تتزوج..
- آه لو أكملت جميلك بورقة أو ورقتين..
- لا تكن طماعًا يا أبو قزازة..
- أنت لا تعرف ما أعاني منه.. هل تعرف ثابت البطل؟
- لم أكن أعرفه لولا أنك قصصت عليَّ قصتك مئات المرات..
يقترب أبو قزازة برأسه من خليفة ويقول:
- لا لا لا .. هذه قصة مختلفة..وأقسم أنها تبدلت البارحة..
فينصت خليفة باهتمام لقصة أبو قزازة الذي يقول:
- القصة أن عمري الآن خمسة وخمسون سنة.. لم أخض قصة حب واحدة..ولم أعمل في أي وظيفة ولم أمتهن أي مهنة منذ وفاة أسرتي كلهم -وأقول كلهم- في حادث مروري وهم في طريقهم إلى المناقل..
(تمت)
- هل تتذكر ثابت البطل؟
- نعم اتذكره يا ابو قزازة.. أنا مشغول الآن..
- اسمع قصتي فقط.. لا تكن قاسياً..
فيترك الباقر دفتر الحسابات من يده ويقول:
- أعرف قصتك جيداً وأحفظها عن ظهر قلب.
فيبدو الغضب الفزِع على وجه أبو قزازة ويقول:
- ماذا تعرف؟
فيقول الباقر:
- خمسة وخمسون عاماً ولم تخض قصة حب واحدة، ولم تعمل في أي وظيفة، ولم تمتهن أي مهنة منذ وفاة جميع أسرتك في حادث مروري وهم في طريقهم إلى المناقل..
فيصيح أبو قزازة:
- لا لا.. هذه ليست القصة..
- أنت مخمور..
- لست مخموراً ولا أعرف من أين أتيت بهذه القصة الخيالية..
- حسنٌ..وما هي القصة..
- القصة كالآتي..
ثم يرفع يديه أمام وجهه ويشبك أصابعه النحيلة في بعضها البعض:
- القصة أن عمري الآن خمس وخمسون سنة.. لم أخض قصة حب واحدة..ولم أعمل في أي وظيفة ولم أمتهن أي مهنة منذ وفاة أسرتي كلهم -وأقول كلهم- في حادث مروري وهم في طريقهم إلى المناقل..
فيتعجب الباقر:
- ولكنها نفس القصة التي قلتها أنا؟
- لا .. أنت لم تقل ذلك..
- بل قلت ذلك..
- أنت لم تقل بأنني الإنسان الوحيد الذي لم يكن له قدر منذ خمسة وثلاثين عاماً.. هة.. هل فهمت.. لم يَكتب الله لي قدراً منذ خمسة وثلاثين عاماً..في لحظة ما وأنا في العشرين من عمري.. توقف قدري تماماً.. أصبحت عاجزاً.. أصبحت أهيم كلا شيء في هذا العالم..
فيخرج الباقر كيس السعوط ويضع منه على شفته السفلى:
- أعرف.. لقد أخبرتني بذات الكلام هذا من قبل..
- جيب سفة..
فيمد له الباقر الكيس.
- خذ والآن ماذا تريد يا أبو قزازة..
فيقول أبو قزازة غاضباً:
- اولاً..لا تنادني ب(أبو قزازة).. نادني فخري... اسمي فخري.. وفخري هذا لا أتنازل عنه أبداً..
- وباي شيء تفتخر؟
- أفتخر بأنني لا أملك ما أفتخر به..
فيضحك الباقر ويفتح درج مكتبه ثم يخرج منها ورقتين ماليتين ويمدهما لأبو قزازة الذي يعدهما مرارًا وتكرارًا ويقول:
- ما هذا؟!! ورقتان فقط.. أنت أكبر بائع إطارات في السوق وتعطني ورقتين فقط؟!..
فيمد الباقر يده نحو المال مغاضباً غير أن أبو قزازة أبعد يده كالملسوع.
- هات يا أبو قزازة..
- عيب يا سيد التجار..
- لا تتعبني معك..
- لا تذلني بسبب سلفة ساعيدها لك فور أن أجد وظيفة؟
- أي وظيفة؟
- التي أبحث عنها منذ خمس وثلاثين سنة.
ثم يفر من المحل، ويتجه فوراً إلى عواطف التي لا يجدها بل يخبره ابن شقيقتها بأن البوليس قد قبض عليها بعد تفتيش سقيفة القش حيث وجدوا ثلاث زجاجات خمر.
غضب أبو قزازة وأدرك بأن هذا من فعل صالح غير الصالح.
وفي القسم وجد عواطف تلصق وجهها بقضبان باب الزنزانة، والتي ما أن رأته حتى صاحت:
- أستاذ فخري..أستاذ فخري..
اقترب منها وهمس:
- من تقصدين؟
قالت هامسة:
- أقصدك أنت.. سيتم تحويلي للمحكمة بعد قليل.. حاول أن تدافع عني لأخرج من الورطة..
قال وعيناه تتسعان:
- وماذا أفهم أنا في هذا؟
قالت:
- اخبرهم أنك محامٍ فقط وهم سيصدقون بأنك تفهم في كل شيء..
- بملابسي هذي؟
- تحجج بأي شيء..
وقبل أن يغادرها همست:
- أنا أحبك يا أبو قزازة..
فقال باسماً:
- بماذا تعدينني؟
قالت بجدية وبسرعة:
- بزجاجة مجانية كل أسبوع..
قال:
- ولماذا لا نتزوج وتكون الزجاجة كل يوم..
قالت بنفاد صبر:
- سأفكر في الأمر..الآن هيا هيا..اذهب وحاول ارتداء ربطة عنق..
وحين وصل أبو قزازة إلى المحكمة ورأى عواطف في قفص الاتهام قال للقاضي:
- سيدي القاضي.. موكلتي تعيش في أمدرمان وليس هنا.. فلماذا جاءوا بها إلى هذه المحكمة؟.
التفت القاضي وقال لعواطف:
- هل تسكنين في هذه المنطقة..فأنكرت عواطف وقالت بأنها تقطن في أم درمان. حينها وجه السؤال للشرطي:
- أين تقطن هذه الفتاة؟
تلجلج الشرطي ثم اجاب:
- هنا..
فتدخل ابو قزازة:
- أين منزلها؟..
قال الشرطي:
- إنها لا تسكن في منزل..
قال ابو قزازة:
- فهل تسكن في الشارع؟..
قال الشرطي:
- ربما..
قال القاضي:
- وكيف تقول بأنك ضبطت زجاجات خمر في منزلها؟
فحار الشرطي جواباً أما القاضي فضرب بيده على الطاولة وقال بأن القضية لا يمكن أن تحاكم إيجازياً ثم قضى بشطب الدعوى.
وهكذا خرجت عواطف من المحكمة، وضمن ابو قزازة زجاجة خمر مجانية كل أسبوع. وهذا جل ما يتمناه. غير أن فكرة الزواج بعواطف اختمرت في عقله، رغم تمنع عواطف التي قالت متحججة:
- لو تزوجتني سيكون لك قدر وهكذا ستفقد القصة التي تحكيها لمن يعطونك المال بسببها.
فنظر إليها لبرهة وقال:
- صدقتِ.. ولكن من أخبرك بأنني أحكيها للناس..
قالت وهي تناوله الكوب:
- أنت حكيتها لطوب الأرض..
قال:
- حسنٌ.. ولكن.. ولكن يا عواطف.. ألا تريدين الزواج..
قالت وهي تجرع من الكوب:
- تزوجت قبل هذا وكانت تجربة قاسية..
قال بدهشة:
- تزوجتِ؟!
- نعم.. تزوجت إرهابياً..
فشرحت له بأنها تزوجت أحد الأجانب ثم تبينت أنه تزوجها كمتعة مؤقتة حتى ينهي تدريبه ويغادر للجهاد. فتركها وترك طفلتها لها.
قال أبو قزازة:
- ولديك طفلة؟
قالت:
- نعم..
ثم سبحت بذاكرتها في الأفق:
- هي الآن في الرابعة عشر من عمرها..
- وأين هي؟..
- لا أعرف.. اختفت ولم أبحث عنها..
- يا إلهي..
أضافت:
- كانت جميلة مثل والدها.. لها أنف طويل مستقيم وعينان واسعتان برموش كثة.. ولونه خلاسي كعسل النحل.
بعد أن قضى الليلة معها تنادمًا ومسامرةً، عاد في الصباح إلى السوق، ودار بين المحلات التجارية لالتقاط بعض ما يلقى له من طعام ونقود. وبدا له أن حلم زواجه بعواطف قد تبخر.
- كنت سأرتاح من التسول يا خليفة.
وخليفة هو صاحب المطعم الشعبي، وهو رجل له كرش كبير وأصابع مكتنزة ويبدو أحمقاً لكنه ليس كذلك.
- وجبة إفطارك عندي سواء تزوجت أم لم تتزوج..
- آه لو أكملت جميلك بورقة أو ورقتين..
- لا تكن طماعًا يا أبو قزازة..
- أنت لا تعرف ما أعاني منه.. هل تعرف ثابت البطل؟
- لم أكن أعرفه لولا أنك قصصت عليَّ قصتك مئات المرات..
يقترب أبو قزازة برأسه من خليفة ويقول:
- لا لا لا .. هذه قصة مختلفة..وأقسم أنها تبدلت البارحة..
فينصت خليفة باهتمام لقصة أبو قزازة الذي يقول:
- القصة أن عمري الآن خمسة وخمسون سنة.. لم أخض قصة حب واحدة..ولم أعمل في أي وظيفة ولم أمتهن أي مهنة منذ وفاة أسرتي كلهم -وأقول كلهم- في حادث مروري وهم في طريقهم إلى المناقل..
(تمت)