قررت أن اكتب سيناريو عن قصة حب بطلب من أحد المخرجين. في الواقع المحرومون وحدهم هم من يجيدون الكتابة عن قصص الحب، فالإنسان الذي أتخم من أكل الطعام لن يستطيع وصف لذته. وحده الجائع من يفعل ذلك باقتدار.
ترددت في اتخاذ قراري بكتابة سيناريو قصة حب استجابة لطلب هذا المخرج، الذي يبدو أنه يملك صوراً جمالية في خياله. ربما مشاهد قبلات باكية، أيادٍ تتلامس أطراف أناملها بشوق.. هجران.. فقدان وخسارة، ثم أحد احتمالين للنهاية: إما أن ينتصر الحب ليكون الفيلم مؤثراً في الجماهير، أو ينهزم الحب وهنا سيبعث الفيلم الكآبة في نفوس المتفرجين وربما نجاحًا باهراً.
اتصلت به وأخبرته:
- المسألة ليست سهلة يا صديقي..فلا يوجد موضوع في الدنيا نال من اهتمام الكتاب مثل ما ناله الحب، شعراً ومسرحاً ورواية وقصة، كل التصورات كُتب عنها بما فيها انتحار الحبيبين..الحب من طرف واحد.. الهجران..الخ. لذلك لا أعرف كيف ساكتب لك سيناريو لقصة حب غير تقليدية كما طلبت مني؟
قال بسرعة وهو يغلق الاتصال:
- أنت أهلٌ لها..
ويبدو أنه لم يصدق بأنني وافقت على كتابة قصة حب. لكنه عاد واتصل بي قائلاً:
- أكثِر من مشاهد الألم.. الدموع.. القبلات..
ثم أغلق الهاتف مرة أخرى.
كنت أدرك أنه يفكر بفصي دماغه.. الفن ثانياً والربح أولاً..
الفن ثانياً، إنه دائماً ثانياً، قلت في نفسي، وبدأت أبحث في مكتبتي عن قصص الحب في كتب المآثر، والتاريخ، والسياسة وغير ذلك. كانت كلها متقاربة، بعضها مبالغ فيه، أو هكذا تصورت..ففي المستطرف يشهق العاشق شهقة ويموت ثم تشهق العاشقة شهقة واحدة وتلحق بحبيبها؛ هذه مبالغة كما أعتقد. مع ذلك فكتابة قصة حب ليست سوى إطار جديد لمضمون واحد مكرر.. إنها قصة حب وكفى.
ولكن.. لقد خطرت ببالي فكرة جيدة.. وهي الكتابة عن اربعة أشخاص لا يعرفون بعضهم..أربعة أشخاص محرومون من الحب، يقررون الخروج يوم عيد الحب للإحتفال مع أنفسهم..شابان وفتاتان..يسير كل منهم وحيداً وهو يعاني من الوحدة والوحشة، وهو يحاول أن يجد مبرراً خارج ذاته ليعلق عليه فشله في الحصول على العاطفة التي ينشدها أغلب البشر كجزء من طبيعتهم الإنسانية. سنكتشف من خلال القصة أنهم تعرضوا -كما هو معتاد- لجرح كبريائهم في تجاربهم الأولى، فصنعوا دروعًا حول قلوبهم لصد أي تجارب أخرى جديدة. يمكن لمن يشاهد الفيلم أن يكتشف أن الكبرياء قد حرمه من خوض الكثير من التجارب السعيدة في حياته، وأنه سبب الفشل الأول ليس في الحب فقط..ولكن.. ولكن لا.. رفضت أن يفضي الفيلم إلى هذه النتيجة اللا اخلاقية.. نعم هي ليست أخلاقية..يجب أن يحتفظ الناس بكبريائهم مهما نتج عن ذلك من آلام.. دعني أبحث عن مبررات مختلفة لكل شخصية من الشخصيات الأربع. وحينئذٍ تلقيت اتصالاً من المخرج وهو يقول:
- لا تهتم بالأخلاقيات..
ثم أغلق الخط.
كما لو كان قد نفذ إلى داخل أعماقي. ومع ذلك فلن أستجيب له، سأحاول أن أوازن بين رغباته التجارية والقيم الأخلاقية.."دعه يعمل.. دعه يمر".. لا.. لن يكون ذلك..
كان الليل قد عمم السماء، فخرجت إلى المقهى على ناصية شارع مكسيم، وهو يبعد عن شقتي بمائة متر قطعتها مشياً وأنا أفكر كيف أبدأ القصة ومعالجتها. إن البداية هي أصعب شيء في الكتابة، رغم أنني لا أخافها، وفي الغالب لا أقوم بالإعداد لها قبل أن أشرع فيها، غير أنني شعرت الآن بأنني سأخوض غمار معركة صعبة.
في المقهى طلبت كوب كبتشينو. النادل سخيف كعادته، إنه يكرهني بلا مبرر. وسمعته يهمس لنفسه: جاء غريب الأطوار. فهمست بذات صوته المسموع: جاهل ومتخلف.
- ماذا تشرب؟
- كبتشينو..
عاد وألقى بالكوب على طاولتي كما يلقي خرقة ثوب.. لن تكون أكثر خبثاً مني، قلت لنفسي فناديته وقلت:
- أريد أن أستشيرك..
بدا قلقا قليلاً وهو يسألني:
- تستشيرني.. أنا؟
أخرجت علبة سجائري وقلت:
- نعم.. أنت..
ثم أضفت:
- إنها مسألة لا تتعلق بالشاي والقهوة بل بمسألة إنسانية محضة..
قال بحنق مكظوم:
- والشاي والقهوة مسألة إنسانية أيضاً..
قلت:
- هذا بحسب مفهومك للإنسانية..
ثم استدركت:
- ولكن دعنا من ذلك.. بما أنك تكرهني بلا مبرر فإنني أريد أن أسألك عن الحب.
قال:
- الحب؟
- نعم.. ومع ذلك إذا لم يكن وقتك يسمح فلا بأس أن تتجاهلني.. على الأقل لن يكون ذلك غريباً بالنسبة لي..
ضاقت عيناه، وبدا شاحباً كالموتى. ثم تركني ومضى ليجلس بعيداً في ركن المقهى.
احتسيت شرابي ببطء محاولاً البحث عن القصة المناسبة، لذلك لم أشعر به وهو يجلس قربي، لكنني انتبهت لوجوده حين قال:
- هل لي بسجارة؟
دفعت له بعلبة السجائر والقداحة، فالتقطها وسل منها لفافة ثم أشعلها بطريقة خبير، بعدها ظل صامتاً لبرهة وقال:
- توقفت عن التدخين منذ بضع سنين..
- وما الذي أعادك إليه..
- لم أعد إليه.. احتجته الآن فقط..
أدركت بأنه سيحكي لي قصة حبه الفاشلة، ثم كعادة من يحكونها لي ينتهي بهم الأمر إلى البكاء.. كان ذلك يزعجني في السابق، أما الآن فأنا أحتاج للاستماع ومشاهدة ردود أفعال العشاق المهزومين كي أنقلها إلى الورق..نعم لا زلت أكتب على الورق كما اعتدت منذ نعومة أظافري..ورأيت عيني الشاب محمرتين وهو يهمس:
- لن أحدثك عن الحب لأنك لن تفهمه.. أنت كائن مغرور ووضيع وغريب الأطوار..عليك أن تخوض التجربة لتفهمها وهذا ما لن يحدث لك أبداً..
قلت وأنا أثقبه بنظرة غاضبة:
- الحساب من فضلك..
دفعت الباب الزجاجي، وخرجت ثم دخنت ثلاث سجارات واحدة وراء الأخرى بسبب هذا النادل الحقود.
- أنا لن أفهم الحب أيها النادل التافه.. وماذا تعرف أنت عن الحب؟ ماذا تعرف؟ هة.. قل لي.. إن الفرق بيني وبينك هو أنني رجل أستطعت أن أصنع درعاً حول قلبي منذ سنين بعيدة.. منذ التجربة الأولى..منذ أن هجرتني ككلب..
درت على عقبي ودخلت إلى المقهى مرة أخرى، فتلقيته بلكمة عنيفة سقط على إثرها على الأرض ثم نهض وهو يغطي فمه بيده. نظر نحوي وبدا كفأر في مصيدة وهو يقول بفزع:
- ماذا تريد؟..
تقدم باقي العمال والزبائن في المقهى نحوي وقد توترت أعصابهم. حينها قلت:
- أنت من لا يعرف شيئاً عن الحب أيها النادل الوضيع..
ثم خرجت ولم يتبعني أحد.
لم أعد لشقتي، بل مشيت طويلاً حتى الجسر، وبدأت في صعوده بمشقة. ثم توقفت وأسندت مرفقي على إفريزه الفولاذي وبدأت أتأمل الماء الأسود.
كان هناك ضوء مصباح زيتي معلق فوق صاري مركب صغير. كان المركب يزحف ببطء وصمت على سطح الماء. إنها سنوات عديدة مضت.. ويجب أن لا أتذكرها.. هكذا وعدت نفسي، وإذا كنت لا أملك سوى خيار استعادة ذاكرتي لها وبين ترك مهنة كتابة السيناريوهات..فسوف أختار ترك كتابة السيناريورهات..
أدخلت يدي في جيب معطفي الدافئ وأخرجت هاتفي ثم قلت للمخرج:
- لن أكتب السيناريو..
جاءني صوته فزِعاً:
- ماذا تقول.. لاأثق في كاتب سواك..إنني جهزت ميزانية ال..
لكنني لم أسمع باقي حديثه، فقد ألقيت بالهاتف إلى النهر.. وأخذت أراقب ضوء المصباح الزيتي السابح فوق النهر الأسود، وكانت النجوم شاحبة مثل ضوئه.. كان كل شيء شاحباً في الكون فسيح الظلمة.
(تمت)
.
ترددت في اتخاذ قراري بكتابة سيناريو قصة حب استجابة لطلب هذا المخرج، الذي يبدو أنه يملك صوراً جمالية في خياله. ربما مشاهد قبلات باكية، أيادٍ تتلامس أطراف أناملها بشوق.. هجران.. فقدان وخسارة، ثم أحد احتمالين للنهاية: إما أن ينتصر الحب ليكون الفيلم مؤثراً في الجماهير، أو ينهزم الحب وهنا سيبعث الفيلم الكآبة في نفوس المتفرجين وربما نجاحًا باهراً.
اتصلت به وأخبرته:
- المسألة ليست سهلة يا صديقي..فلا يوجد موضوع في الدنيا نال من اهتمام الكتاب مثل ما ناله الحب، شعراً ومسرحاً ورواية وقصة، كل التصورات كُتب عنها بما فيها انتحار الحبيبين..الحب من طرف واحد.. الهجران..الخ. لذلك لا أعرف كيف ساكتب لك سيناريو لقصة حب غير تقليدية كما طلبت مني؟
قال بسرعة وهو يغلق الاتصال:
- أنت أهلٌ لها..
ويبدو أنه لم يصدق بأنني وافقت على كتابة قصة حب. لكنه عاد واتصل بي قائلاً:
- أكثِر من مشاهد الألم.. الدموع.. القبلات..
ثم أغلق الهاتف مرة أخرى.
كنت أدرك أنه يفكر بفصي دماغه.. الفن ثانياً والربح أولاً..
الفن ثانياً، إنه دائماً ثانياً، قلت في نفسي، وبدأت أبحث في مكتبتي عن قصص الحب في كتب المآثر، والتاريخ، والسياسة وغير ذلك. كانت كلها متقاربة، بعضها مبالغ فيه، أو هكذا تصورت..ففي المستطرف يشهق العاشق شهقة ويموت ثم تشهق العاشقة شهقة واحدة وتلحق بحبيبها؛ هذه مبالغة كما أعتقد. مع ذلك فكتابة قصة حب ليست سوى إطار جديد لمضمون واحد مكرر.. إنها قصة حب وكفى.
ولكن.. لقد خطرت ببالي فكرة جيدة.. وهي الكتابة عن اربعة أشخاص لا يعرفون بعضهم..أربعة أشخاص محرومون من الحب، يقررون الخروج يوم عيد الحب للإحتفال مع أنفسهم..شابان وفتاتان..يسير كل منهم وحيداً وهو يعاني من الوحدة والوحشة، وهو يحاول أن يجد مبرراً خارج ذاته ليعلق عليه فشله في الحصول على العاطفة التي ينشدها أغلب البشر كجزء من طبيعتهم الإنسانية. سنكتشف من خلال القصة أنهم تعرضوا -كما هو معتاد- لجرح كبريائهم في تجاربهم الأولى، فصنعوا دروعًا حول قلوبهم لصد أي تجارب أخرى جديدة. يمكن لمن يشاهد الفيلم أن يكتشف أن الكبرياء قد حرمه من خوض الكثير من التجارب السعيدة في حياته، وأنه سبب الفشل الأول ليس في الحب فقط..ولكن.. ولكن لا.. رفضت أن يفضي الفيلم إلى هذه النتيجة اللا اخلاقية.. نعم هي ليست أخلاقية..يجب أن يحتفظ الناس بكبريائهم مهما نتج عن ذلك من آلام.. دعني أبحث عن مبررات مختلفة لكل شخصية من الشخصيات الأربع. وحينئذٍ تلقيت اتصالاً من المخرج وهو يقول:
- لا تهتم بالأخلاقيات..
ثم أغلق الخط.
كما لو كان قد نفذ إلى داخل أعماقي. ومع ذلك فلن أستجيب له، سأحاول أن أوازن بين رغباته التجارية والقيم الأخلاقية.."دعه يعمل.. دعه يمر".. لا.. لن يكون ذلك..
كان الليل قد عمم السماء، فخرجت إلى المقهى على ناصية شارع مكسيم، وهو يبعد عن شقتي بمائة متر قطعتها مشياً وأنا أفكر كيف أبدأ القصة ومعالجتها. إن البداية هي أصعب شيء في الكتابة، رغم أنني لا أخافها، وفي الغالب لا أقوم بالإعداد لها قبل أن أشرع فيها، غير أنني شعرت الآن بأنني سأخوض غمار معركة صعبة.
في المقهى طلبت كوب كبتشينو. النادل سخيف كعادته، إنه يكرهني بلا مبرر. وسمعته يهمس لنفسه: جاء غريب الأطوار. فهمست بذات صوته المسموع: جاهل ومتخلف.
- ماذا تشرب؟
- كبتشينو..
عاد وألقى بالكوب على طاولتي كما يلقي خرقة ثوب.. لن تكون أكثر خبثاً مني، قلت لنفسي فناديته وقلت:
- أريد أن أستشيرك..
بدا قلقا قليلاً وهو يسألني:
- تستشيرني.. أنا؟
أخرجت علبة سجائري وقلت:
- نعم.. أنت..
ثم أضفت:
- إنها مسألة لا تتعلق بالشاي والقهوة بل بمسألة إنسانية محضة..
قال بحنق مكظوم:
- والشاي والقهوة مسألة إنسانية أيضاً..
قلت:
- هذا بحسب مفهومك للإنسانية..
ثم استدركت:
- ولكن دعنا من ذلك.. بما أنك تكرهني بلا مبرر فإنني أريد أن أسألك عن الحب.
قال:
- الحب؟
- نعم.. ومع ذلك إذا لم يكن وقتك يسمح فلا بأس أن تتجاهلني.. على الأقل لن يكون ذلك غريباً بالنسبة لي..
ضاقت عيناه، وبدا شاحباً كالموتى. ثم تركني ومضى ليجلس بعيداً في ركن المقهى.
احتسيت شرابي ببطء محاولاً البحث عن القصة المناسبة، لذلك لم أشعر به وهو يجلس قربي، لكنني انتبهت لوجوده حين قال:
- هل لي بسجارة؟
دفعت له بعلبة السجائر والقداحة، فالتقطها وسل منها لفافة ثم أشعلها بطريقة خبير، بعدها ظل صامتاً لبرهة وقال:
- توقفت عن التدخين منذ بضع سنين..
- وما الذي أعادك إليه..
- لم أعد إليه.. احتجته الآن فقط..
أدركت بأنه سيحكي لي قصة حبه الفاشلة، ثم كعادة من يحكونها لي ينتهي بهم الأمر إلى البكاء.. كان ذلك يزعجني في السابق، أما الآن فأنا أحتاج للاستماع ومشاهدة ردود أفعال العشاق المهزومين كي أنقلها إلى الورق..نعم لا زلت أكتب على الورق كما اعتدت منذ نعومة أظافري..ورأيت عيني الشاب محمرتين وهو يهمس:
- لن أحدثك عن الحب لأنك لن تفهمه.. أنت كائن مغرور ووضيع وغريب الأطوار..عليك أن تخوض التجربة لتفهمها وهذا ما لن يحدث لك أبداً..
قلت وأنا أثقبه بنظرة غاضبة:
- الحساب من فضلك..
دفعت الباب الزجاجي، وخرجت ثم دخنت ثلاث سجارات واحدة وراء الأخرى بسبب هذا النادل الحقود.
- أنا لن أفهم الحب أيها النادل التافه.. وماذا تعرف أنت عن الحب؟ ماذا تعرف؟ هة.. قل لي.. إن الفرق بيني وبينك هو أنني رجل أستطعت أن أصنع درعاً حول قلبي منذ سنين بعيدة.. منذ التجربة الأولى..منذ أن هجرتني ككلب..
درت على عقبي ودخلت إلى المقهى مرة أخرى، فتلقيته بلكمة عنيفة سقط على إثرها على الأرض ثم نهض وهو يغطي فمه بيده. نظر نحوي وبدا كفأر في مصيدة وهو يقول بفزع:
- ماذا تريد؟..
تقدم باقي العمال والزبائن في المقهى نحوي وقد توترت أعصابهم. حينها قلت:
- أنت من لا يعرف شيئاً عن الحب أيها النادل الوضيع..
ثم خرجت ولم يتبعني أحد.
لم أعد لشقتي، بل مشيت طويلاً حتى الجسر، وبدأت في صعوده بمشقة. ثم توقفت وأسندت مرفقي على إفريزه الفولاذي وبدأت أتأمل الماء الأسود.
كان هناك ضوء مصباح زيتي معلق فوق صاري مركب صغير. كان المركب يزحف ببطء وصمت على سطح الماء. إنها سنوات عديدة مضت.. ويجب أن لا أتذكرها.. هكذا وعدت نفسي، وإذا كنت لا أملك سوى خيار استعادة ذاكرتي لها وبين ترك مهنة كتابة السيناريوهات..فسوف أختار ترك كتابة السيناريورهات..
أدخلت يدي في جيب معطفي الدافئ وأخرجت هاتفي ثم قلت للمخرج:
- لن أكتب السيناريو..
جاءني صوته فزِعاً:
- ماذا تقول.. لاأثق في كاتب سواك..إنني جهزت ميزانية ال..
لكنني لم أسمع باقي حديثه، فقد ألقيت بالهاتف إلى النهر.. وأخذت أراقب ضوء المصباح الزيتي السابح فوق النهر الأسود، وكانت النجوم شاحبة مثل ضوئه.. كان كل شيء شاحباً في الكون فسيح الظلمة.
(تمت)
.