د. محمد الشرقاوي - يوم ڤالنتين وفلسفة الحبّ!

من حيثُ يدري البشر أو لا يدرون السببَ التاريخي، تكثر الورود والقلوب الحمراء وعلب الشوكولاته والبالونات المنفوخة وبقية أمارات التعبير عن الحب هذا اليوم. وهو تقليدٌ يعود تاريخيا إلى القديس جيلاسيوس الذي احتفى عام 496 قبل الميلاد بذكرى القديس ڤالنتين الذي توفي وهو رهن الاعتقال لدى الامبراطورية الرومانية، واعتبره البعض "شهيدا" عام 269 قبل الميلاد.
منذ منتصف القرن الثامن عشر، تحوّلت الذكرى لدى البريطانيين إلى مناسبة سنوية للتعبير عن الحب بإرسال بطاقات المعايدة والورود وهدايا الشوكولاته. ومنذ عام 1913، انكبت شركة هولمارك Hallmark في مدينة كنساس بولاية ميسوري الأمريكية على تصنيع الملايين من بطاقات المعايدة، ولم يعد الرابع عشر من فبراير كما كان من قبل.
واليوم، تكبر الاحتفالية وتغدو البطاقات وإهداء الورود والهدايا اختبارا على مدى صدق الحبيب في قيمة حبه. لكن ثمة مفارقتيْن رئيسيتيْن: أولهما، إذا كان الحبُّ قيمةَ القيم وأسمى ما يجمع الصلات الاجتماعية، فهل تكون العبرة بصفاء المشاعر والوفاء أم بتحويلها إلى شيء، أو تشيئتها من خلال معروضات وعلامات تجارية. ومن لا يجاري هذا المدّ التجاري الاستهلاكي، قد يُنظر إليه(ها) خارج ملّة المحبين. وهذا إجحافٌ وتعسفٌ ضد من لا يواكبون عادة اقتناء أدوات "العيد".
ثانيا، إذا سلّمنا جدلا أن الرابع عشر من كل فبراير هو يوم الحب بكل طقوسه ومغزاه، فإن المنطق الاستنتاجي يسأل: أين يكون الحب في بقية الأيام 364 من العام؟!
الحب كتلةٌ واحدةٌ تمتد في الزمان والمكان، وهو ما يمنح المغزى إلى الوجود الاجتماعي. لكنه يظل الموضوع الأقل فهما، وإن كان التعامل مع فلسفة الحب تتفرع بين مجموعة متنوعة من التخصصات الفرعية، بما فيها نظرية المعرفة والميتافيزيقيا والدين والطبيعة البشرية والسياسة والأخلاق.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى