صديقتي الوثنية أصلاً والتي تنحدر من أسرة بوذية،تنحني وتصلي لتمثال بوذا،ولكنها لا تؤمن به كخالق،فهم يعبدون بوذا كإله هنا ولكن هذا الإله ليس بخالق،فهم يأخذون العالم كمعطى ويبقون السؤال معلقاً ويتجاهلونه في حياتهم تماماً،ولكن صديقتي هذه بحكم دراستها في المدارس المسيحية الإنكليزية منذ الصفوف الأولى و التي ينتسب إليها أبناء الأثرياء هنا،غيرت نظرتها للعالم،واقتنعت قناعة راسخة بفكرة الخالق والمخلوق،واستحوذت عليها الفكرة لدرجة أنها حين وقعت في حبي كان أول ما قالته لي وهي تقبض على كفّي وترفع عينيها إلي بنظرة والهة:لقدخلقك الله لي،وعلى الهيأة التي أحبها!
كانت تحفظ مقاطع من العهدين القديم والجديد،حتى أنها أغرتني بقراءتهما،ولكن طبيعتي الساخرة،وغواية توظيف ما أقرؤه باتجاه الفكاهة جعلتني أسقط النصوص على الأحداث لأدفعها إلى الضحك،لأني كنت أحب أن أثير ضحكها،وأستمتع بضحكاتها،فقد كان لرنة ضحكاتها وقع لذيذ على مسمعي،وكانت قسمات وجهها ترتسم بطريقة مفعمة بالجاذبية،لدرجةتجعلني أندفع فأحتضن وجهها وأقبلها،وكانت تتضرّج خجلاً ولكنها لا تقاوم،ما دامت الأمور ستقف عند هذا الحد،فالعفة معيار سائد هنا،وليس من السهل التفريط به،وخاصة من فتاة تنتمي لأسرة محافظة،تقدس علاقة الزواج وتتسامح ربما بالعلاقة البريئة باعتبار أنها هي الطريق إلى النهاية السعيدة،الزواج.
وكان يسعدني على وجه الخصوص،تحويل المواقف الجادة إلى مواقف ساخرة،فحين كانت تقدمني إلى أحد أعمامها أو عماتها أو أقاربها المتجهمين،والذين تتراقص في عيونهم أشباح الشك بمجرد أن يعرفوا أنني مسلم،فما إن يغيبوا عن المشهد،حتى أستشهد بنص التوراة الذي توقفت عنده وحفظته"بعد أن خلق الله الإنسان وتأمل ما خلق امتلأ قلبه بالأسف وندم بشدة على ما فعل"
كنت أقولها بالإنجليزية طبعاً:
and it repented god what he did ,and it grieved him at his heart".
وكنت أعقّب أن هذا ربما كان شعور الله حين خلق أقاربك هؤلاء.
ولم تكن تشعر بالإهانة بل كانت تضحك حتى الدموع وهي توبخني بعبارات رقيقة لا بل أقرب إلى الدلال مثل:
- أرجوك لا تقل هذا عن أقاربي،لا بل لا تقله عن أي أحد فكلنا أبناء الله.
وبيني وبين نفسي كنت أشعر بالذنب،وظلت الأمور تحيك في نفسي حتى أنني شرحت لها فيما بعد لأريح ضميري المثقل، أن الله لا يندم على ما فعل وأنه خالق على درجة الكمال المطلق،وهذا ما نعتقده نحن المسلمون
أعجبتها الفكرة لدرجة أنها قالت:
- نعم ينبغي للخالق أن يكون هكذا!
فلا يمكن أن يندم الله على أنه خلق رجلا مثلك وقدّر لنا أن نلتقي وأن نعيش قصة حبنا الجميل!
قصة حبي هذه قُدّر لها أن تنتهي نهاية طارئة بلا إنذار مسبق،حين قاطعها القدر مقاطعة حادة،فقد تعرض والدي لحادث أصابه بالشلل واضطررت للسفر على عجل،وهكذا رسمت يد القدر النهاية وكتبت لها أنني مضطر للبقاء في الوطن وأنها حرة نفسها وعليها أن تقرر حياتها بعيداً عن وجودي فيها،وختمت أن قصص الحب الخالدة غالباً ما تنتهي لمثل هذه النهاية،وكنت أريد أن اقول أننا ربما انتهينا إلى كراهية بعضنا لو قدّر لنا أن نعيش معاً لزمنٍ طويل،ولكنني في الحقيقة لم أفعل واكتفيت بالقول أنها لحكمة خافية أرادها الله ولكننا لا ندرك أبعادها.
نزار حسين راشد
كانت تحفظ مقاطع من العهدين القديم والجديد،حتى أنها أغرتني بقراءتهما،ولكن طبيعتي الساخرة،وغواية توظيف ما أقرؤه باتجاه الفكاهة جعلتني أسقط النصوص على الأحداث لأدفعها إلى الضحك،لأني كنت أحب أن أثير ضحكها،وأستمتع بضحكاتها،فقد كان لرنة ضحكاتها وقع لذيذ على مسمعي،وكانت قسمات وجهها ترتسم بطريقة مفعمة بالجاذبية،لدرجةتجعلني أندفع فأحتضن وجهها وأقبلها،وكانت تتضرّج خجلاً ولكنها لا تقاوم،ما دامت الأمور ستقف عند هذا الحد،فالعفة معيار سائد هنا،وليس من السهل التفريط به،وخاصة من فتاة تنتمي لأسرة محافظة،تقدس علاقة الزواج وتتسامح ربما بالعلاقة البريئة باعتبار أنها هي الطريق إلى النهاية السعيدة،الزواج.
وكان يسعدني على وجه الخصوص،تحويل المواقف الجادة إلى مواقف ساخرة،فحين كانت تقدمني إلى أحد أعمامها أو عماتها أو أقاربها المتجهمين،والذين تتراقص في عيونهم أشباح الشك بمجرد أن يعرفوا أنني مسلم،فما إن يغيبوا عن المشهد،حتى أستشهد بنص التوراة الذي توقفت عنده وحفظته"بعد أن خلق الله الإنسان وتأمل ما خلق امتلأ قلبه بالأسف وندم بشدة على ما فعل"
كنت أقولها بالإنجليزية طبعاً:
and it repented god what he did ,and it grieved him at his heart".
وكنت أعقّب أن هذا ربما كان شعور الله حين خلق أقاربك هؤلاء.
ولم تكن تشعر بالإهانة بل كانت تضحك حتى الدموع وهي توبخني بعبارات رقيقة لا بل أقرب إلى الدلال مثل:
- أرجوك لا تقل هذا عن أقاربي،لا بل لا تقله عن أي أحد فكلنا أبناء الله.
وبيني وبين نفسي كنت أشعر بالذنب،وظلت الأمور تحيك في نفسي حتى أنني شرحت لها فيما بعد لأريح ضميري المثقل، أن الله لا يندم على ما فعل وأنه خالق على درجة الكمال المطلق،وهذا ما نعتقده نحن المسلمون
أعجبتها الفكرة لدرجة أنها قالت:
- نعم ينبغي للخالق أن يكون هكذا!
فلا يمكن أن يندم الله على أنه خلق رجلا مثلك وقدّر لنا أن نلتقي وأن نعيش قصة حبنا الجميل!
قصة حبي هذه قُدّر لها أن تنتهي نهاية طارئة بلا إنذار مسبق،حين قاطعها القدر مقاطعة حادة،فقد تعرض والدي لحادث أصابه بالشلل واضطررت للسفر على عجل،وهكذا رسمت يد القدر النهاية وكتبت لها أنني مضطر للبقاء في الوطن وأنها حرة نفسها وعليها أن تقرر حياتها بعيداً عن وجودي فيها،وختمت أن قصص الحب الخالدة غالباً ما تنتهي لمثل هذه النهاية،وكنت أريد أن اقول أننا ربما انتهينا إلى كراهية بعضنا لو قدّر لنا أن نعيش معاً لزمنٍ طويل،ولكنني في الحقيقة لم أفعل واكتفيت بالقول أنها لحكمة خافية أرادها الله ولكننا لا ندرك أبعادها.
نزار حسين راشد