رائد الجحافي - بوح التشظي الأخير

اتكأ الكون على اريكة روح التثاؤب، تقادمت نظريات ذات ثائر ولم تعد ايقونة الشراع الممزق فوق قارب الصياد العجوز تومىء للقراصنة ان "آرنست همنجواي" تعثر فوق تباريح الفصل الأخير لروايته.
الفصل شتاء والرياح القادمة من روح الانكسار تمضي بتعرج لا يفضي إلى مرمى آخر له سوى تلك الغيمة المتسكعة التي أظلت سمائها حين عبور جنود "ريتشارد قلب الاسد"، وعلى الباب الخلفي لكنيسة "المهد" عزف الكهنة ايقاع سليماني جديد من انتاج شبكة "هرتزل"، وبينما داومت المساءآت محاكاة البوح بهمس سيلكوني الهيئة، اخذت "شجرة الدر" آخر عكاز عباسي واومأت نحو "الشام" تاركة لـ"بغداد" بقايا سيمفونية اضاعها الأمويون ذات تسلل ومحاولة كسر حاجز "كربلاء" اثر نعوش الحزن التي ردد النهران اصداءها.
جداريات المدينة تحمل ملامح "المسيح" اذ غاص صليبه في الجداول الحسينية الحمراء، ومكث الدم والسيف يتأرجحان على ضفاق "دجلة"، وعندما حاول "الأكاديين" اعادة ذات ملحمة الدم لم يقبل عنق "دمشق" عبور شفرة سكين "البغدادي" لذلك تصدع الحصار، واطل "المارد" من جبين الشمس يعلن الانتصار ولتزغرد "امل عرفة" بـ "صباحياتها" بصوت نشيد الصمود، ولحن الحب، وشقاوة الجمال، وتكتمل الصورة أخيراً بكرات زعفرانية نثرتها "سوريا" فوق روح المجد..

رائد الجحافي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى