محمد مصطفى العمراني - الشرف

مقيل الشيخ يمتلئ على آخره ، الشيخ يشعر بنشوة وهو يمضغ القات ويتحدث والكل منصت ، وفجأة أقتحم أحد مرافقي الشيخ المجلس وقد اجتاحه الهلع صارخا :

ـ إلحق يا شيخ

سأله الشيخ بلهفة :

ـ ما حصل تكلم ؟

ـ بنت علي محمود

ـ مالها ؟

ـ جاءت تشتكي تقول ....

ـ ايش تقول ؟

ارتبك المرافق ولم يستطع النطق فصاح به الشيخ :

ـ ايش تقول تكلم ؟!

بلع ريقه ونكس رأسه :

ـ في شاب اعتدى عليها

صرخ الشيخ كمن لدغته حية وضرب على صدره :

ـ ايش تقول ؟! يا عيباه أبوك يا علي

تماسك المرافق وهو يشير إلى الباب.

أدرك الشيخ أن الفتاة تقف خلف الباب فناداها :

ـ تكلمي يا بنتي ماذا حدث ؟

أجهشت البنت بالبكاء ثم تماسكت وبدأت تروي :

ـ كنت عائدة من بئر الماء بالوادي وفجأة هجم علي ففزعت وسقطت الدبة وانسكب الماء .. قاطعها الشيخ وهو يزفر :

ـ الماء أمره بسيط ايش حدث بعدها ؟!

عادت الفتاة للبكاء ثم تماسكت وواصلت حديثها :

ـ سحبني بقوة إلى بين الزرع و ...

لم تستطع اكمال حديثها فقد عادت للبكاء بينما خيمت على الحاضرين بالمجلس حالة من الذهول والصدمة .

تغير وجه الشيخ وقام من مجلسه وقد علاه الغضب مهدداً :

ـ والله ما ينجو هذا الكلب

ـ يا عيباه يا غارتاه قامت القيامة

ـ شاب قليل أدب لكن سنربي أبوه

وجه الشيخ حديثه للفتاة :

ـ لا تخافي يا بنتي ، لا تخافي أنا بمقام أبوك

واصلت الفتاة بكاءها بينما ناداها الشيخ :

ـ هل مزق ثيابك ؟

ـ مزق شرفي يا شيخ

ثم انهارت الفتاة ببكاء حاد فوجه الشيخ حديثه للحاضرين :

ـ اشهدوا يا حاضرين هذا الكلب ابن الكلب ارتكب العيب الأسود ولابد من تأديبه ، يقدم أهله أربعة رؤوس بقر هجر لعلي محمود ونحضر كلنا غدا على الغداء والمقيل ببيت علي محمود والكلب يصلح غلطته ويتزوج البنت ويتحمل كل شروط أهلها .

هز الجميع رؤوسهم ووافقوا على ما قاله الشيخ بينما كانت البنت تواصل البكاء ..

الشيخ ما يزال واقفا ومن في المجلس صامتون ينظرون إليه ..

سعل الشيخ ثم نادى الفتاة :

ـ هل تعرفي هذا الكلب الذي ما عرف أبوه يربيه ؟

ـ نعم أعرفه

اندهش الشيخ وسألها :

ـ من هو ؟ ابن من ؟

صمتت الفتاة قليلا ثم قالت :

ـ ابنك علي

نكس الحاضرون رؤوسهم بينما ارتبك الشيخ بعد أن صدمه جوابها ، تغير وجهه كأنه قطعة فحم ، أمسك على صدره فقد شعر بأن قلبه يكاد يتوقف .

وجه حديثه لشقيقه :

ـ ابني لطمني بحذاء وسود بوجهي أمام الناس ليته قتلني ولا فعلها .

أسرع شقيقه يصب له الماء ويقبل رأسه وهو يبكي :

ـ لا تقتل نفسك من الزعل يا أخي ، هو شاب طائش وغلط وسيصلح غلطته رغم أنفه .

قال الشيخ موجها حديثه للفتاة :

ـ خلاص يا بنتي أرجعي البيت وأرسلي أبوك نتفاهم على عرسك .

مضت الفتاة وعندما ابتعدت عن بيت الشيخ أخرجت هاتفها واتصلت وهي تضحك بفرح :

ـ خلاص يا علي نجحت الخطة .!



******

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى