محمد حافظ رجب - الذى تجشأ قشا..

أرسلت (المرأة) تستدعيه... طاعة الجبناء طاعته... نادت بنت شقيقها على (سلوى)...
قال لها: «أغلقى النافذة ـ ذات الكوات الكئيبة ـ وحضرى القفل..»
التفت إلى مخلوقات الحجرة النائية: «صباح الخير أيتها المرأة التى تثيرنى» .. الحلوف الصغير داخل دورة المياه يزوم،... يبتلع ملء وزنه ليرش أرض الله المحترقة تحتهم... يعرقل اطمئنانه فى كل اللحظات...
ـ «راهبة بوذية تحرق نفسها إحتجاجا على تزوير الانتخابات فى فيتنام الجنوبية».
خرج مثقل الخطى : الأغلال فى العنق والقدمين.. تسحب جثته طفلة ضريرة تسوقه إلى حيث الانتهاء...
.. قال للرجل المشارك له فى حوض المغسل والمشرب: «الصباح مبارك عليك يارب الأشقياء»
.. قالت زوجته: «مش تجيب الوليه»
فرت منه: من عالم الأسرار الرهيب... مقطوعة صلته بالسماء .. بلا رب يعيش .. يأكل لحمها فى الصباح والمساء... بلا موقد يطهيها : فرت بما بقى من لحم الجسد والروح...
.. قال لها: «يا ابنة سمنود... لن تعود .. دى فى أجازة خليها فى أجازتها أحسن»
.. تسربت من ثقب الباب.. إلى ابن خالتها مسعود .. تائه فى عالم حائر... يبحث هو و(سلوى) عن القفل.. لم يجده.. يبحثان وسط الزحام... فى كل الطرق والميادين .. حيث تنكسر علامات المرور... يخترقها كل صبى أرعن يملك عربة بها أبواب ونوافذ من سيراميك .. ياعين البشر هل شاهدتم قفل بابنا.. تائه عن عين البشر هو الآخر...
.. قال (لسلوى) : «روحى لها .. اسأليها عن قفل لم يأكله الصدأ.. بريقه يخطف عين القمر... اسأليها عنه فقد يكون فى يد فريق كرة القدم المنتصر»
عادت: «ملقتش»..قال لها: «اطلعى لسمية»
.. صعدت إلى السحاب المثقل بالهم... عادت: «قالت معنديش»
مد يده الملتاثة العقل.... دمر بنيانها .. جاس خلال لحمها وعظامها .. هكذا هو غول كل لحظاتهم...
.. قال لها: «خليكى هنا... ومترحيش المدرسة النهارده».. لا تملك سوى ماء العيون تذرفه آبارا وترعا وأنهارا أو بحارا .. وذهب إليها وجدها تمسح البلاط بالخيشة... قال باصقا لعنته على الفارة من عشهم القاتم : «بنت الإيه ضيعت القفل»
قالت: «لازم (سميرة) شايلاه... إنت لازم تاخد أجازة علشان تقعد فى البيت... وكمان أنت عيان» تصير أنت أم الدار.. بدلا من دخولك حوض النار»
.. غادر البيت رمادا.. مشى فوق جثمانه أهل (غربال) شيعوه فى جنازة منتفضة.. كل مشيعيه من العمى ومقطوعى السيقان والأذرع وأجساد بلا رءوس.
إشترى الأهرام... دخل يوقع فى الساعة الميقاتية بالديوان .. وجد (بهجت) مع (أحمد صالح): الرجل ونصفه... صافح الرجلين...
ـ ليه أجازة والا لأ... أنا عيان وأمى مش فى البيت .. قال (النصف رجل) : «أنا قلت كده برضه.. وأنت لك أجازة».. دخل عليهم السكرتارية وهو ساقط من أعلى السور داخل أعماقه المنهارة فى ساحة (مقابر المنارة)... هل سيغيرون معاملتهم له بعد زيارة الساعى (صلاح) والموظف (بسيونى طلبه).. وشاهدا عن قرب جثمانه المعلق فى السقف الخشبى المثقوب... قال يواجههم برعبه من ظهور احتقارهم له: « صبحين ياحلوة» وصافح الساعى (حسن) وعم (مصطفى) العجوز المرح... و(فخرى) القبطى... وجاء (صلاح) الساعى... فأخرج سيجارة وأعطاها له... يغريه على شاهده: سقف بيته المغروس بحبات البق والحشرات: سيجارة شعيراتها ملتفة حول عنقه يحس بالعار: سقف بيته يأوى المردة من حبات البق... يشعر بالعار أنه من أهل (غربال) .. قال (فخرى) القبطى راكبا عربة الموتى يشدها عدد من الخيل: أنا من (غربال) وحضر (بسيونى طلبه) بقميص جديد غالى الثمن... أول ما رآه أخرج له لسانه: أنا سيدك ياابن (غربال) أرتدى غالى الثمن وأعيش فى عمارة متخمة بالوجاهة والفرنجة كانت لمهاجرين من الأجانب.. زرتك أمس فى إصطبلك رأيت مأساتك الفتاكة مع الحمير... ترعى جرذانك.. حيطانك وسقف بيتك معششا بالبوم والحدآت ... أصبحت منذ الآن عبدا لى.. صرخ (الشحات) فى وجهه: «صبحين ياحلوة» .. بعيد هو عن مدد السماء..
..حضر (حمدى) ـ الملتصق به دائما ... كما البق ملتصق به ـ جلسا يثرثران: «اذهب .. قل لكبيرهم أن يتدخل .. فنحن بين فكى النجوم الصغيرة يمضغوننا متى أرادوا ويبصقوننا فوق أسفلت الطريق..» قال (حمدى) .. شاب كلية التجارة: «أود أنا وأنت أن ندرس الفرنسية معا... ربما تفيدنا فى الهجرة إلى الخارج».. بالأمس .. ظل سجينا فى سجن (الحضرة).. تناول حبتين نوفالچين... فاستولى عليه السلطان ... ولم ير نور الحياة إلا بعد أن جاء الصغير وسأل عنه... بعدها جاءت قريبته ونزلت... ونزلت (سمية) من الطابق الأعلى: «قابلت (عزيزة) و(سادات) ابنى سمع (فوزية) تقول: أنا ح أجره زى الخروف جوه» شخرت لهم. وقلت: «أنا ح أطلع دينكم» و(على السنطاوى يتظاهر بالنوم».. قالت قريبتهم: « البنت الدكتورة ـ ممرضة ـ راحت عند (إبراهيم فهمى) ابن خالتك وقالت لهم: أيوه إحنا حرقنا الجلابية وأنا سبق وضربت (أم الشحات) وجرجرتها على السلم.. إشمعنى المرة دى يعمل كده... أنا ماما برضه تركب عربة السجن... الحق عليها هى اللى سمعت كلام العسكرى لو كنت أنا موجودة كنت رحت مع العسكرى النقطة وشربت معاه جوزة .. أنا المرة دى اللى ح أقف له بمطوة وأضربه بيها» .. قالت (سمية) .. ساكنة الطابق الأعلى ..إنت لازم تعمل احتياطك.. آدينا اتفقنا معاه... يجيب السمتو وإن مجبش دول... لازم يبقى مخبيين حاجة»
..قالت قريبتهم: « ياللا قوم وانزل معايا»
... فى (المبالة) المواجهة لسينما (ستار) دخلت (فهيمة) (القريبة) لتتبول ... وتقدم هو من عسكرى المرور: «دخلت تتبول وأنا أدور باحثا عن القفل...لا أراه ولا يرانى... هل من العسير العثور عليه فى هذا العالم المحتشد بالأقفال».. فى الطريق قال لها: «تيجى نروحو للضابط اللى فى مديرية الأمن» .. واكتشفت فجأة أنه نسى اسمه: غاب فى الكهف والديناصور حارس الكهف يزأر... يقف أمامه بالمرصاد..آه لو اصطدته فى متاهات... متاهاته... ما كان يعيقنى أى شىء عن ملاقات الكبير لأشكو له ضراوة الصراع مع سكان الطابق الأرضى وأقاربهم المختفين فى فاه (شارع أخوان الصفا) ... وتذكره .. عندما غاب الوحش عن كهفه ليشرب كوب شاى وسيجارة.. قال لها: عارف من اسمه (رحمى) .. قالت زى بعضه .. نسألو عنه».
.. انتهى التحقيق مع (صلاح نصر) فى حادث انتحار (المشير عبد الحكيم عامر) .. أعلن اليوم الجنرال (إسحاق رابين) أن القوات المسلحة المصرية قد عوضت أسلحتها».
يعيشون هذه الأيام على علب اللحم المحفوظ القادم من الاتحاد السوفيتى كمعونة.. بالأمس تناولوا فى الغداء لحما دسما بــ 9 قروش أدخلوا ألسنتهم داخل العلبة بعد ما أكلوا ما فيها... لعقوها وجدوا فيها رجلا سوفيتيا يئن... أداروا ظهورهم إليه... «إحنا ناقصين نواح»... وضعوا على اللحم بقرش فول مدمس... عزق أرضه فلاح مصرى.. مزجوا الفول المصرى باللحم الروسى وصرخات الهلع تندفع من داخل العلبة والطبق... وقف (الشحات) وعائلته ينشدون : نحن الشعب المصرى.. طعامنا الآن اللحم المستورد من الإتحاد السوفيتى وعجوة العراق... رخيصة الثمن... الكيلو بأربعة قروش: «أبانا الذى فى السموات : الاتحاد السوفيتى: العطاء والمنح والجود والكرم والشبع... شبع البطون الجائعة... فليتقدس اسمك... آمين».
.. بالأمس ذهب الفأر الرابض فى جيب (الشحات) : (حنفى محمود) الطالب بكلية التجارة وآخر بكلية الفنون الجميلة إلى شركة بيع المصنوعات واشترى (الشحات) زوجين من الأحذية بــ 259 قرشا .. ومشوا فى الشوارع يقهقهون: اضحكوا يا أولاد من هذه الأيام الحافلة ـ قهقهوا... أمامكم طريق السد أغلقوه أمامكم.. سترون الدهشة والعجب فى باقى أيامكم القادمة... فى السكرتارية... قال (حنفى محمود) للشحات: فيه جوارب روسى فى (عمر افندى) الجورب بثمانية قروش ... وخرج (الشحات) مع (حنفى محمود) (والهبيان) ليشتروا الجوارب... قال النصف رجل (بهجت) شوف لى الثمن كام.... وأراد (أحمد حامد) أن يرقص فوق المتوازنين قال:
ـ هات لى جوز معاك نمرة 42 ووضع يده فى جيبه يتظاهر بإخراج النقود .. لكنهم انصرفوا وتركوه...
... فى (ميدان التحرير) عثروا على الترام الجديد.. الذاهب إلى القبارى يسير مزدهيا بفروته اللامعة: غير ملامح الميدان وشكله... ووجدوا (شركة بيع المصنوعات) مغلقة.. قال (حنفى محمود) : «تريدون سلخ فروة الترام... سأسلخها .. لكم .. المهم أتغدى عند واحد منكم» يعنى تناول الغداء عند (الشحات) .. قال (الشحات) فى نفسه: «يشاركنا فى تناول لقيمات عزيزة المنال.. لكن المكان يتسع له دائما».
.. وطوال الطريق راح (الشحات) يسأل (الهبيان) «هل تعرف كيف يخترق الرجل المرأة...» فكان «الهبيان» يتعلق بذراعه فى نشوة وجوع: «دى متين فولت .. دى تلتميه.. دى ربعميه وخمسين فولت»
ـ لو كان (للشحات) ذرة من إيمان بالسماء .. لتغير الحال غير الحال ـ (والهبيان) يغرق فى حمام بخار ساخن ويتشبث بيد (الشحات) ليحميه من سخرية (حنفى محمود).. لحق بهم (حسين جمعه) عند السنترال ... تعلق بالصارى الهائل .. قال (للشحات) : «أنا وأحمد قعدنا ننتظر (جودو) فى النادى ساعتين.. مشينا واحنا بنقول ملعون أبو جودو: وقح كعادته يدخل فى الواحد شمال.. لكن الشحات عامله بهدوء صادر من كثافة تجمع الإعياء فى بنيانه فى الطول والعرض... عند (محطة مصر) اعتذر (حنفى محمود) عن المشى معهم وتركهم يبحث عن وجبة غداء عند أحد من الآخرين... وسار (الشحات) و(حسين جمعه) و(الهبيان)... عند مدرسة (النهضة) النوبية تركهم (حسين جمعه)... فى سراديب الليل تناولوا عشاءهم بقايا اللحم الروسى الدسم والفول المدمس أبو منديل محلاوى... (سميحة) نامت بلا عشاء.. أصابتها لعنة الزكام وجز الصداع دائرة رأسها ومن أنفها يتعالى الشخير...
ـ قومى يابنتى ناكل اللحم الروسى المصنوع من لحم الناس السوفييت
ـ رفضت : «أنا شبعانة» أعطاها حبة نوفالچين ونامت ..وشعر بحاجته إلى النوم .. والتعب يسرى فى طول وعرض جسده.. قال: «لا مؤاخذة ياابنتى.. أنا ح أسيبك دلوقت» وسرت فى الليل أصوات قادمة من مهجر عائلة (ريحان) ورأى (الشحات) الضفادع النائمة على ضفتى (المحمودية) تنقنق .. قال: «بلاشك .. هى تشعر بالتألق والمحاورة رغم أنها نائمة فى أمان الله... لو كان ضفدعة.. وله صلة أو شعاع من السماء لكان الحال غير الحال.. لكنه وعائلته الصغيرة معرضون للفتك واللعنة بلا حارس يحرسهم وبلا قفل على الباب يطرد الطارقين..
.. وسمع (رئيسه) زوجة (حسب الله) «تقول ده بيرمى علينا قزايز ميه..» يتآمرون فى الظلمات .. لم يكفهم ذبح الجلباب وحرقه والجيات أكتر من الريحات (وغربال) يشهد مصرع بنيه...تموت الكلمات قبل أن تولد .. ماذا يقول والحريق التهم جلبابك ياصغيرتى بعد أن انتزعوه من فوق جسدك ودخانه يتسرب حاملا جرابه من تحت عقب الباب..»
.. لم ينم إلا بعد أن ابتلع حبة نوفالچين أخرى: « أيام المهدئات أيامنا..،. تحت طاسة الخضة تموت العوالم... وضى الشمس يلتهم كل المرئيات..»
..ونهض فى عمق سواد الليل... (وزينب عبد المقصود) شريكتهم فى الشقة تستحم : سرقت لحظة لذة من زوجها الإسكافى (محمد على عيسى) بعد أن نامت البنات ونام الصبيان.. مرصوصين رصا فى القبو المظلم .. يريد أن يستحم هو الآخر.. رأى نفسه يمارس عملية جنسية غريبة فى كوخ مثل صناديق سطح المهندس فى (العجوزة) والطرف الآخر فى العملية (إسماعيل العشماوى) ساعى المكتب .. وبحث عن القصرية ليتبول... لم يجدها،، تبول فى طبق فارغ وعاد إلى سريره....
(بسيونى طلبه) ساكن شقة الخواجات (بالأزاريطة) سلوكه تغير مع (الشحات ) بعد أن رأى جحافل البق تمرق من بين ضلفتيه وهى تترنح من حمل آلاف القناطير من الدماء..
قال (بسيونى طلبه) : « أنت بقة كما باقى البق المنهمر من دلايات السقف.. اسمح لى .. أن أعاملك بتحفظ فأنت سليل غجر (غربال)..»
حاول (الشحات) فتح سلة الدردشة معه... «السلال رفض مقابلة اللجنة الثلاثية»
استمع إلى كلامه ببرود قطعة ثلج تتصاعد منها الأبخرة الحادة... وجلس (بسيونى) على مكتبه بلا إقبال عليه... أما عدوه الملقاط (أحمد حامد) فإنه أدخل إبرة ماكينة الخياطة فى عضله : «سمعت إنك اشتريت إمبارح جزم» قال (الشحات) : «اشتريت جوزين بمتين وستين قرشا» قال (أحمد حامد) : « لابس جزمة منهم» قال : (الشحات) : لأ...
ـ أمال لابس إيه
ورأى الحذاء البلاستيك الأصغر فى قدميه..
.. استدار (الشحات) دخل حذاءه... إختبأ فيه صار جلده بلاستيك أصفر بعد دقيقتين..
.. عمال النظافة يحتشدون حول مبنى السكرتارية وسور ديوان المحافظة يطالبون بصرف أيام الجمع....
..الآن يعرون جثته الملقاة فى حذائه ... رخيص الثمن صار... لم يعودوا ينخدعون بشقشقة أحاديثه فى السياسةوحكام اليمن الجدد وانتحار المشير عبد الحكيم عامر والأحاديث اللامعة... قال (أحمد حامد) وهو يشده من تحت غطاء الحذاء: « مش عيب تلبس جزمة صفرا.. أنت حقك تلبس جزمة حريمى.. و،إلا تلبس فرده حريمى وفردة رجالى..»
وقهقه الجميع وهم سكارى من الانبساط والفرفشة... «الآن يشرب الوغد من دمه العكر.. من ماء حياته الموجعة الغضب فى داخله يقرضه كلب أجرب.. لم يجد ما يقوله سوى: «إنت ح تسكت وإلا أصبحك.. إنت بتحسب دمك خفيف... إنت دمك تقيل قوى كما البقة فى سقف بيتنا..
قال (أحمد حامد) : « أنا دمى تقيل وزى البق علشان اللى باكلمه دمه أتقل تلاتين مرة»
.. واستدار (الشحات) ـ وهوعار تماما ـ يطلب العون من النصف رجل رئيس المكتب (بهجت) : «والنبى خليه يبطل لأحسن هو فاكر إنه ظريف»
..قال (عم مصطفى) كبير السن المرح: «والنبى ده بيحبك» .. واقترب (أحمد حامد) من (الشحات) وقبل رأسه قال: «حقك على وأنا مش ح أتكلم معاك تانى» وأخرج العامل (صلاح) سجائره وأعطى (الشحات)سيجارة: «يمتطيه بطول جسده وعنقه... يمنحه العطف الذى به يزدريه»
«صرف السلف لتجار السويس فورا وتعويض المبانى التى أضرت بالعدوان»
«(على صبرى) يبحث مع وزيرى الصحة والخزانة إجراءات عاجلة لحل مشاكل العاملين فى السويس»
«(أم كلثوم) تفتح ثدييها لأخبار اليوم: ماهى أكبر خطيئة
ـ أن ترى الخطأ ولا تنبه إليه
..أحسن صديق
ـ شخص يشاركك فى ألمك
.. أحسن مكان
ـ حيث تنجح..
.. أقصر طريق للنجاح
ـ العمل..
.. أحسن عمل..
ـ الذى تحبه..
.. أكبر راحة...
ـ أن تؤدى عملك جيدا..
.. أكبر خطأ..
ـ اليأس
..أحقر شعور
ـ الحسد
.. أكبر لغز
ـ الحياة..
..أكبر أمل
ـ أن تعود فلسطين
.. أسمى فكرة
ـ الله..
.. أكبر عدو
ـ إسرائيل..
.. أول أمس .. هل يتذكره.. آه... جاء ابن قريبتهم فى الرابعة والنصف .. أيقظه وباقى مخلوقاته يغصن فى النوم... قال الصغير: «أمى وخالى حسين والعسكرى جارهم جيين ومعهم الأسمنت ليرشوا البلاط كى لا يخر الماء على عائلة (محمد ريحان) .. نهض .. واشترى له الصغير موسا ليحلق دقنه... حضرت قريبتهم وابنها والعسكرى..
.. عسكرى مارد يرتدى جلبابا اشتراه من جوار طنطا.. استعان به (محمد ريحان) لإجراء مفاوضات معه... جاءت به قريبتهم وهى حافلة بالرضاء عن نفسها... على وشك أن تضع مولودها .. أزال الشحات شعر ذقنه والعسكرى يربض فوق ظهر الكنبه والحمار ينهق من تحت ساقيه وعيناه لا ترى مخابئ البق
ـ لم يكن (الشحات) راغبا فى الحديث معه... ودخل دورة المياه المشتركة..وأزال رائحة الهم من داخل منحاريه وارتدى ملابسه يغطى نفسه الأمارة بالسوء... وتبادل مع العسكرى بضع كلمات: «فيه ناس بتحرق الهدوم» قال العسكرى: « وبيحرقوا اللى جوه الهدوم» وضحك وضحكت القريبة وابنها... لو التفت برهة من الزمن إلى السماء فوقه لرآه وعرفه ولم يكن وقتها قد حدث له كل ما حدث: السير فوق أبراج النار إلى الأبد...



محمد حافظ رجب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى