جلست تتأمله، أطالت النظر إليه ، تتفحص ملامحه ، علها تجد تفسيرأ لبعده عنها، فتور مشاعره أفقدها هدوءها، جعل قلبها يتجرع مرارة ويئن وجعاً.
تريد سبباً مقنعاً يهدئ من روعها.
-سألته ماذا أصابك؟! لماذا كل هذا الفتور ؟! لما كل هذا البعد؟ إنني أفتقدك. أشاح بوجهه -بعيداً معللاً أنا موجود ، لم أبتعد، أجلس معك .
-قالت مستنكرة أين ؟ شهر كامل لم أسمع صوتك ، تليفوناتك مغلقة، اليوم أتيت متأخراً عن موعدك نصف ساعة. أين من كان يأتيني مهرولاً ، من كان يحادثني طوال اليوم؟ من كانت عيونه تتأملني ، تفيض حباً يغمرني،
يسعدني ، لا أرى إلاّ فتوراً يقتلني ، إن تجاهلك لي مزق كبريائي، ذبح كرامتي، ممكن تفسير؟!. أصاب وجهه العبوس، نظر إليهانظرات باهتة جامدة، -قال معللاً إن أبي لا يوافق على هذا الارتباط . -سألته لماذا؟ -قال معللاً المستوى والفارق الاجتماعي . -سألته وأين أنت؟
- أجاب أنا مقتنع برأي أبى .
تحجرت الدموع فى مقلها ،
-سألته كنت تعلم هذا الفارق! أما سألت والدك قبل هرولتك ورائي؟ أجاب -فى برود نعم أعلم . ولكن أبى أصر أن أرتبط بأخرى من مستواى. -استنكرت إجابته معللة فى تحد صارخ لو أنك اثقلتنى ذهباً لن أرتبط بك ، وأعلم جيداً من لم يضعنى تاجاً على رأسه لا أضعه حذاء فى قدمى ضحك مستهزئا -لا أنا مسافر
بعد يومين لقضاء شهر العسل وقام من ثباته ، انصرف دون كلمة . وضعت راحتيها على وجهها ، أرادت أن تدارى تعبيرات وجهها المتقد بالحمرة من هول المقابلة ، لقد مزق كبرياءها، وأهان كرامتها التى كانت دوماً شاهرة سيفا لمن يحاول النيل منها ، لملمت كرامتها المذبوحة داخل رواق الحب، كبرياءها الذى أصابته جروح غائرة ، سجحات تملأ مشاعرها ، تنزف الدماء ،حسرة ، وتركت سيف الغدر مغروساً فى قلبها. وأقسمت على عدم نزعه من قلبها ، إلا إذا ثأرت لهذا القلب المذبوح، وعزمت الدموع أن تظل متحجره إلى أن تسترد كرامتها، المذبوحة على أعتاب الحب . خطفت حقيبة يدها ، غادرت فى خطوات متثاقلة ، تعاتب نفسها فى حدة ، تنهر قلبها تعنفه. ومضى كل منهما فى طريق آخر.
ومرت السنون، وانخرط كل منهما فى حياته ، انخرط فى أعمال والده ، وذات يوم ذهب إلى الشركة التى تصدر لهم المواد الخام ، من أجل زيادة حصتهم، جلس عند السكرتيرة فى أنتظار رئيس محلس الإدارة ، وجلس بجانبه مدير إحدى الشركات المنافسة له ، والتى تعد من أكبر الشركات سلم عليه -معاتباً لقد أردت مقابلتك ، ولم أحظ بهذا الشرف!
-فرد عليه عذرا فمشاغلي كثيرة فقط. -سأله لماذا أنت هنا؟
-أجاب صاحب الشركة الكبرى هو نفس سبب مجيئك .
‐قال كان راسخا فى ذهنى أن شركاتك هى من تستورد هذه المواد ! هنا قاطع حوارهما صوت -السكرتيرة تفضل حضرتك أستاذنا.
دخل مكتب رئيس مجلس الإداره ولم يحظ بهذا الشرف من قبل، فكان مرتبكاً، أشار إليه من يجلس خلف المكتب يقرأ دوسيه فى يده وباليد الأخرى أشار إليه بالجلوس. ظل يفرك انامله إلى أن سمع صوتاً ناعماً رقيقا -معاك يا فندم .
نظر هاله ما راى وتساؤلات عدة تنطلق من عينيه ؟ نظرت إليه فى ثقة ، تحدٍ ، هل تذكرتني ؟ سوف أجيب على أسئلتك التى أقرؤها فى عينيك ، لقد تقدم لى صاحب هذه الشركات، أنت تعرفه زميلنا فى الدراسة (فهمى).
-قاطعها متلعثماً وقبل أن ينطق. -قاطعته أعلم سؤالك إنه كان يمتلك مصنعاً صغيرا، ولكن وقفت بجانبه كرست مجهودي له ، تعبنا وخدمتنا رسالتي فى عملنا، فتقدمنا معاً، هكذا وبكل بساطة . -سألته ما حاجتك عندي؟ -قال فى توتر أريد زيادة حصتنا من المواد الخام .
-نظرت إليه فى ثبات، ثقه لك ما أردت. ووقعت على الإذن الذى فى يده، ثم أهلت مدامعها بسخاء.
-سألها عن السبب؟ -أجابت وهى تمسحها بيمناها وبيسراها ترن الجرس للسكرتيرة، لقد تحجرت دموعى فى اّخر لقاء لي معك، ولم أرها سوى الأن ، لأن اليوم قدخلعت سيف جرحك الذى غرزته فى قلب كرامتي منذ عشرين عاماً ، فنزلت دموعي الآن مهنئة.
دخلت السكرتيرة فاشارت إليها -وصلى الأستاذ لقسم السجلات .
فاطمه مندى
تريد سبباً مقنعاً يهدئ من روعها.
-سألته ماذا أصابك؟! لماذا كل هذا الفتور ؟! لما كل هذا البعد؟ إنني أفتقدك. أشاح بوجهه -بعيداً معللاً أنا موجود ، لم أبتعد، أجلس معك .
-قالت مستنكرة أين ؟ شهر كامل لم أسمع صوتك ، تليفوناتك مغلقة، اليوم أتيت متأخراً عن موعدك نصف ساعة. أين من كان يأتيني مهرولاً ، من كان يحادثني طوال اليوم؟ من كانت عيونه تتأملني ، تفيض حباً يغمرني،
يسعدني ، لا أرى إلاّ فتوراً يقتلني ، إن تجاهلك لي مزق كبريائي، ذبح كرامتي، ممكن تفسير؟!. أصاب وجهه العبوس، نظر إليهانظرات باهتة جامدة، -قال معللاً إن أبي لا يوافق على هذا الارتباط . -سألته لماذا؟ -قال معللاً المستوى والفارق الاجتماعي . -سألته وأين أنت؟
- أجاب أنا مقتنع برأي أبى .
تحجرت الدموع فى مقلها ،
-سألته كنت تعلم هذا الفارق! أما سألت والدك قبل هرولتك ورائي؟ أجاب -فى برود نعم أعلم . ولكن أبى أصر أن أرتبط بأخرى من مستواى. -استنكرت إجابته معللة فى تحد صارخ لو أنك اثقلتنى ذهباً لن أرتبط بك ، وأعلم جيداً من لم يضعنى تاجاً على رأسه لا أضعه حذاء فى قدمى ضحك مستهزئا -لا أنا مسافر
بعد يومين لقضاء شهر العسل وقام من ثباته ، انصرف دون كلمة . وضعت راحتيها على وجهها ، أرادت أن تدارى تعبيرات وجهها المتقد بالحمرة من هول المقابلة ، لقد مزق كبرياءها، وأهان كرامتها التى كانت دوماً شاهرة سيفا لمن يحاول النيل منها ، لملمت كرامتها المذبوحة داخل رواق الحب، كبرياءها الذى أصابته جروح غائرة ، سجحات تملأ مشاعرها ، تنزف الدماء ،حسرة ، وتركت سيف الغدر مغروساً فى قلبها. وأقسمت على عدم نزعه من قلبها ، إلا إذا ثأرت لهذا القلب المذبوح، وعزمت الدموع أن تظل متحجره إلى أن تسترد كرامتها، المذبوحة على أعتاب الحب . خطفت حقيبة يدها ، غادرت فى خطوات متثاقلة ، تعاتب نفسها فى حدة ، تنهر قلبها تعنفه. ومضى كل منهما فى طريق آخر.
ومرت السنون، وانخرط كل منهما فى حياته ، انخرط فى أعمال والده ، وذات يوم ذهب إلى الشركة التى تصدر لهم المواد الخام ، من أجل زيادة حصتهم، جلس عند السكرتيرة فى أنتظار رئيس محلس الإدارة ، وجلس بجانبه مدير إحدى الشركات المنافسة له ، والتى تعد من أكبر الشركات سلم عليه -معاتباً لقد أردت مقابلتك ، ولم أحظ بهذا الشرف!
-فرد عليه عذرا فمشاغلي كثيرة فقط. -سأله لماذا أنت هنا؟
-أجاب صاحب الشركة الكبرى هو نفس سبب مجيئك .
‐قال كان راسخا فى ذهنى أن شركاتك هى من تستورد هذه المواد ! هنا قاطع حوارهما صوت -السكرتيرة تفضل حضرتك أستاذنا.
دخل مكتب رئيس مجلس الإداره ولم يحظ بهذا الشرف من قبل، فكان مرتبكاً، أشار إليه من يجلس خلف المكتب يقرأ دوسيه فى يده وباليد الأخرى أشار إليه بالجلوس. ظل يفرك انامله إلى أن سمع صوتاً ناعماً رقيقا -معاك يا فندم .
نظر هاله ما راى وتساؤلات عدة تنطلق من عينيه ؟ نظرت إليه فى ثقة ، تحدٍ ، هل تذكرتني ؟ سوف أجيب على أسئلتك التى أقرؤها فى عينيك ، لقد تقدم لى صاحب هذه الشركات، أنت تعرفه زميلنا فى الدراسة (فهمى).
-قاطعها متلعثماً وقبل أن ينطق. -قاطعته أعلم سؤالك إنه كان يمتلك مصنعاً صغيرا، ولكن وقفت بجانبه كرست مجهودي له ، تعبنا وخدمتنا رسالتي فى عملنا، فتقدمنا معاً، هكذا وبكل بساطة . -سألته ما حاجتك عندي؟ -قال فى توتر أريد زيادة حصتنا من المواد الخام .
-نظرت إليه فى ثبات، ثقه لك ما أردت. ووقعت على الإذن الذى فى يده، ثم أهلت مدامعها بسخاء.
-سألها عن السبب؟ -أجابت وهى تمسحها بيمناها وبيسراها ترن الجرس للسكرتيرة، لقد تحجرت دموعى فى اّخر لقاء لي معك، ولم أرها سوى الأن ، لأن اليوم قدخلعت سيف جرحك الذى غرزته فى قلب كرامتي منذ عشرين عاماً ، فنزلت دموعي الآن مهنئة.
دخلت السكرتيرة فاشارت إليها -وصلى الأستاذ لقسم السجلات .
فاطمه مندى