د. عبدالله عوبل منذوق - مدينة تصعد بطقوسها الى الجبل

هذا الصباح الغائم
ظننته تذكرة عودة
الى تجاويف أيام خضراء
كانت تخفي
العصافير من شبق الغراب
أسابق الشمس لكي أرتوي من النسائم المسرعة
التي جردتني من نعاسي المزمن
وأوحت لي إن أهات متزاحمة خرجت
توا من شقوق في الشوارع العتيقة
ان بركان ارضي وآخر في الجبل
غيرا معالم الشرفات والطرقات
سارية العلم توقفت عن تحية المارة
دور السينما المهجورة، واشارات
المرور التي أختفت و....كلهن
أسقطت عنهن المدينة امومتها
المدينة انتحت بحزنها الى زاوية في الجبل،
تركت بقايا من تضاريسها المتكلسة للصدأ
أما أسمالها فقد صارت حصيرا
للغراب
الجراد الذي ضيق شوارعها
واشعل سمواتها بالهدير ، أستقر في الأجواء يوزع العتمة على فصول السنة
الشوارع التي أدمنت ارصفتها
جوالي الملابس البالية
ودموع الأرامل التي تزين
بسطات الخضار
وترسم على وحوههن ملامح
يابسة
كل منهن تزين بسطتها شبه الفارغة بصورة الوطن الشهيد
المدينة التي ملّت حضورها
الملبد بالغبار
وهي تنام على عصافير بطنها
اصيبت بالضنك
الشارع الذي غرق في طفح القصائد
مازال يتكتم على الخبر
ويدفن اطرافه في غفلة من الناس

عبدالله عوبل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى