ناصر النجار - الآن أراكِ..

الآن أراكِ
امرأة تهز شجرتين في مساحة ذاكرتي
تخلق من الرخام فراشاً يجاور البحر
تبني للكلام الفضي الوجنتين
غابة صنوبر
تمدُ يدها للمطر الذي ينتظر الصلاة
تفيضُ
وصوت عطرها رنة الناي
ينفتح باب في المرآة
كلما رتبت زوايا التأمل
ترفرف أجنحة الطيور
تصافح أياد ممتدة نحو الشمس
يا إمرأة التماعة الورق
كلما طالعتُ بعينيكِ
أرى مرفأً للسكون
أرى حصناً يقشر عن فناراتي غبار الصبر
امسحُ طرف البراعم التي تحرس الأهداب
أصبحُ خطوطاً متموجة متقاطعة
يداي تسكبانِ عاصفة ثلجية
تتحركان على مهل
تجرهما أحصنة هائجة
وأرى تجاويف عميقة من رمال زرقاء
واراني اكتمل
يا امرأة خُلقت من طين البساتين
وجلس العشب بين يديها يبيع للنهر بنفسج الضوء
يا مذاق الزنجبيل
وبيوت الجن
أيتها التي تحتفظُ بالنار
شعركِ إنهيار سقف الجنة
أخذتني منه الرغبة والرهبة
والجسد ضحكة فائرة
عاصفة المشاعل مكشوف للشمس والمطر والريح
حين يبتسمُ
يقوم الموتى من قبورهم
تصرخ البيارق
يال حرقة أصابع الحرير
حين تمدينَ يمناكِ
وينزلقُ الناصر فوق الرخام الأبيض
كأنكِ بيروت تفجرت بالموسيقى
يا هندُ
ادّعي منكِ الانفكاكَ
وانت زجاجة عرق خلف باب من الحجر
انهكني الصدر العالق في زحام الشظايا
الحافر وسمي
الصارخ كمياهٍ غزيرة يتوسل الميلاد
الان أراكِ
تخرجين من الورق
تحاصرينَ الماء واحتمالات القلق
وانا انتظر



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى