أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور: الزفرة الأخيرة!!

- لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة : الزفرة الأخيرة !!
يصور سامي الكيالي اليوم الأخير في مملكة غرناطة الإسلامية ، وهي محاصرة بقوات ملك قشتالة ، إلى أن هرب أمير غرناطة موسى بن أبي الغسان ، فيقول :
" كان المسلمون قد بعثوا بالرسل يستنجدون بسلطان مصر (الأشرف قيتباي) وبسلطان الروم (بيزيد الثاني بن محمد الفاتح) غير أن مدة الإنذار كانت قد مضت دون أن يلبي أحدهم داعي الغوث ، وفي الشهر الثالث من كانون الثاني سنة 1492 ميلادية ، استولى ملك قشتالة على غرناطة، فكانت لحظة استبدال الصليب بالهلال على قلعة غرناطة من أهول الساعات التي مرت على المسلمين " .
2- المحــارة :
-لقد كُتبت صفحات كثيرة عن أيام الإسلام، والعرب في مملكة غرناطة – آخر مساحة للحكم الإسلامي في إسبانيا – فتداخلت أسماء الأعلام من بني الأحمر ، وغيرهم من قادة المرحلة ، ونسبت أقوال إلى غير من وجهت إليهم ، مثل تلك العبارة الشائعة ، من الأم إلى ابنها الأمير ، حين رأته يبكي ، وهو يلقي على غرناطة نظرته الأخيرة: " لا تبك كما تبكي النساء على مُلك لم تدافع عنه دفاع الرجال" !! .
-وكذلك كُتبت أعمال أدبية حديثة تتناول هذا المشهد الدرامي الموجع ، فقد كتب سلمان رشدي [الباكستاني – البريطاني الجنسية] رواية بعنوان :" زفرة العربي الأخيرة " (1995م )، كما كتب الأديب الأردني إبراهيم الحسيني مسرحية بعنوان " زفرة العربي الأخيرة " (2009) وأسقط تلك الأحداث (الأندلسية) على واقع ما كان يجري في قطاع غزة ، بما يحمل من مؤشرات المقاومة ، ورفض الاستسلام تجنباً لتلك اللحظة الحزينة .. لحظة الزفرة الأخيرة ، وهناك قصة قصيرة نشرت بمجلة البيان الكويتية ، تحت عنوان " زفرة العربي الأخيرة " تأليف : وليد عبد الماجد كساب – عام 2018.
- كما أن هناك لوحات عالمية ، وإبداعات موسيقية حاولت تجسيد حالة الأمير العربي أبي محمد الصغير الذي تنسب إليه هذه الزفرة الأخيرة !!
- لقد زرت مدينة غرناطة ، وقصر الحمراء ، وجنة العريف ، حين كنت ضمن وفد "مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين" التي عقدت دورتها التاسعة قي "قرطبة" عام 2004 ، وكانت منعقدة تحت عنوان : " ابن زيدون" .
- ربما تبتعد "غرناطة" عن قرطبة – مقر الندوة – أكثر من 150 كيلومتر ، غير أنني صممت على رؤية " غرناطة" ولو لبضع ساعات .
-قطعت الحافلة بنا أكثر من 150 كيلومتر على طريق ممهد رائع، يشق مساحات من الجبال المزروعة بالزيتون، إلى أن بلغنا المدينة والقصر والقلعة، فكانت (حسرة) لم أعانِ مثلها في حياتي، فقد كان فوق المسجد جرس ضخم ، يدق دون توقف طوال الساعات الأربع التي قضيتها ، ودمعي ينهمر .
-لله الأمر .. من قبل ومن بعد !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب : " في الربوع الأندلسية " – تأليف : سامي الكيالي – دار إشراقة – 2021 – ص82 .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى