أحماد بوتالوحت - رَدَهات الجَحِيم..

كانُوا مَوْتَى مَبْعوثِين
هَارِبِين من رَدَهات الجَحِيم ، أهَّلَتْهم لَها مَوازِين القَدِير.
وأنَّه لَيَقينٌ أنَّ السِّجِلَّات المُخْتبِئَة تَحْت مَعاطِفِهم والَّتي فَرُّوا بِها ، خَالِيَة مِن الصَّالِحات
وحَسَب النَّواميس ، لَا أَحَد يَنْجو مِن الْقَصاص وَلَا أحَد سَيَلُود بِخَيْمَة ذَرِيعَة .
وهكذا وبِالإسْتِعانة بِمَقالِع قَنَّاصين مَهَرَة مُسْتأْجَرين وَرُماة بِالنُّجوم
ذوي رُؤوس طاعِنَات في قُبَّعات الحَدِيد
وَعَلى ، سَواعِدِهِم وُشُوم لِألْوِية تَقْعُد عَلَيْها الْأَرْبُعاء ، جَماجِم وعِظامٌ مُتصالِبَة ،
تَرَجَّلَت أُنُوف الْمَارِقِين مِن عَلَى حَدَبات وُجوهِهِم ، بِسَعوطِها ومَخاطِها ورَقْصَتِها الجُنونِية عِنْد الدَّهْشَة والخَوْف ،
تارِكَة خَلْفَها فَراغَات كَفَزَّاعات الْحُقول ،
فَلَبِسَت الثُّغور لَاِحقاً كُثْباناً مِن الذُّباب الْأَزْرَق المُلْتَحي .
كانَت السَّماء قَدْ أُخْلِيَت مِن جَوامِيس السُّحُب وَأُثِّثَت بِسَلَاحِف مُفَخَّخَة
وَكانَت الشُّهُب تَرْمِي بِشَرَرٍوَتُوِقظ أحْلَام صِغار الْمَلَائِكة .
الرَّاعي ذُو الجِرَاب الأَجْرَب، الَّذِي يَسُوق عَرَبَات المُقْعَدِين إلَى حَدائِق النَّجِيل ، تَوَارَى مُلْتَحِفا بِشِباك الَّليْل .
بَيْنَما الْحَقائِب القُماشِيَة الْمُقَمَّلَة تُهَرْوِل إلى جَانِب الأَحْذِيَة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوتالوحت احماد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى