محمد الكلابي - إلى عبد الاله

أكتب إليك الآن دون هدف أو مناسبةٍ لذلك لأرسال لك هذه الرسالة حين أُكمل كتابتها وربما لا أفعل
أعرف بأن قصصنا أو نحن لا ندوم إلا في الذاكرة، اعرف بأن هذا الليل طويل جداً على حزني وضيق جداً على روحي كلما تذكرت الخسارات والخيبات التي تمر كجذع شجرة في نهرٍ هادئ سيجف في الأيّام الثلاث المقبلة. ما زلت صفصافة متعبة وها انأ أحاول جرَّ الأغنية من قلب العاصفة لك. . أنت الوحيد المفترض أن تقرأ هذا البؤس الآن، والذي يتحتم عليه أن يشتري سجائر أضافية لأجلي بأقرب لقاءٍ ممكن

ليلة مثّل كل الليالي التي كتب فيها الشعراء قصائدهم أو مثّل ليلةً ألفه بها الموسيقيون أغنياتهم عن الوطن وعن انقطاع الكهرباء، ليلةً ألتقط بها الله لأيامنا الآخيرة صورةً تذكارية، أيامنا التي لن يُكتب لها أن تتكرر مرة أخرى، أرى فيك أو من خلالك ما لا يمكن لنصير شمه أن يؤلفه من حزنٍ في مقطوعاته الموسيقية على آلة العود، وأراك أكثر في أغاني الجنوبي محمد جواد أموري الحزينة. كل الصباحات التي لا نرى بها وجوه من نُحِب هي ليست إلا صباحات سوداء أخرى يضيفها القدر ضمن لائحة الأيام التي يجب علينا تقبلها والرضا بها دون إعتراض أو إحتجاج، دون حتى تجربة قول كلمةِ (لا.) حاول وأنت تقرأ هذا النص أن ترى فيه نافذةً جديدة لهذا العالم الذي يخنقنا بدخانِ الأستنكارات، دوماً ما أربط الاشخاص بمدنهم، بغداد التي تعود اليها وتعود إليك هي مدينة الجُرح الأول التي علمتني بأن لا جرح ينتهي من غير التأقلم والعيش معه بكل بؤس. عابد العزيز غير المحب للأضواء اشتقت لك يا جميل ، جميل مثّل مقطوعةِ ضحك بين النخيل في البصرة، أو مثل مقطوعة ضحك بين النخيل في البصرة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى