إبراهيم العميم - إعلان عزاء..

جرت العادة أن تستوقفنا الأشياء رغم بساطتها
نستهلك الأسئلة بتافه الأشياء
لا حبًّا بالأجوبة نطاردها
ذاك شغف الطفل
الذي في داخلنا
أبدًا دهشته لا تشيب
لو دولبت الحياة وجدتها
لحظات سعادةٍ فتراتها أتراحُ
تصْطَفُّ كل جاريةٍ
على ضغاف الأحداث
تأويلها لا يهبك عقلًا
وتحليلها أيضًا له تحليلُ
خبر تتجاوزه أخبار
وقناة تناكف قنوات
فلك من كثرة اصطناعيِّ
أقماره
ضاقت به نجوم
وسافرت عنه أقمار
رحم الله جرائدَ كانت تغنينا
في صُحفها يتنادم القرّاءُ
كان الصباح يشرق جريدةً
قهوة سلسبيلها مقالات
في فنجانٍ، كوكبٌ كتابه
يفتحون للعقل مساربَ
ويقارعون جيوش الجهّالِ
متعة تقليب الصفحات
في مقهًى عتيق
لا يضاهيها إلا طعم اللعاب
و رائحة الحبر
في آننا الآن هُجِرَ القلم
وأُريقت الأحبار
صارت مكتباتنا وسائل تواصل
في لُجّتها غرقت الأفكار
وفاضت الأوحال
خمص العقول جحافلهم
أسراب ذباب يهشُّها التراب
كان القياس مراتب التحصيل
و"الدال" تُسهرها الليالي
في عصرنا رصيدك يرفعها
جَمْعُ القطيعِ
وكثرة الأغنامِ
يا أم عَمْرٍ() لا تُسرجي ناصية الكلام
إنّ تُسمعي، لن تُسمعي،
ساد الحمير
أطْرق الفؤاد ناحية الهجو
خاف القلم من سلطة التفسير
عَرَجَ الفِكرُ نحو منحدرٍ
أسْرَتْ به حافة التهويل
مصباح الجن لم يعد للأحلام
بك حاجة
هو إعلان ثُمّ "شبيك لبيك"
علاء...
مغارة الكنز لا يفتحها سِمْسِمُ
علي بابا علا شأنه
واكب العصر
صار كنزه سِنَاب
شنقوا حافظًا بحبال عُجْمتهم
لا بحرك في أحشائه
الدر كامنٌ
صدفاتك ما لهن غواصُ
والفتى العربي في واديهم
غريب "الآڤاتارِ" و"البايوِ" و" التسنيبِ"
عزائي للنقش وللحجر
عزائي لخير جليس
و لسرجه السابح
عزائي للرافعي ورايته
عذرًا ..
ما عاد للوحي قلمُ.
1- يكتفى بالتنوين عن زيادة الواو.
  • Like
التفاعلات: سكينة شجاع الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى