جلس حسين كامل المدير العام، في كرسيه وهو ممتعضا، ضرب زر الجرس بعصبية وانتظر أن يأتيه عثمان ساعي الشركة كي يحضر له كوبا من الماء كي يطفئ نار غضبه...
مرت عدة دقائق ولم يحضر عثمان، فاستشاط حسين غضبا وصاح بصوت جهوري :
أين الزفت عثمان؟!
تركت ما معي من أوراق ومستندات، واندفعت إلى مكتبه كي أهدئ من روعه، همست :
لقد انصرف عثمان منذ ساعة تقريبا.
_ كيف يفعل ذلك؟! اخصم له ثلاثة أيام من راتبه.
_ الساعة الآن السادسة، وكما تعلم إن ميعاد انصرافنا يكون في الرابعة، وهو قد انصرف بعد انتهاء ميعاد الدوام بساعة كاملة .
جلس حسين علي مقعده، هدأ قليلا، استدار بكليته ناحية زجاج النافذة معطيا ظهره لي، وجعل يتطلع قليلا إلى شاطئ البحر، كان الجو عاصفا ممطرا ، بينما قد أخذت أشعة الشمس تخفت من حدتها وقد انعكست محدثة تشكيلات لونية بديعة بين السحاب وصفحة البحر، وقد جعلت تختفي تدريجيا في الماء، بينما تحول المطر إلى زخات متتالية عنيفة.
بعد برهة عاد حسين بمقعده الدوار إلى مواجهتي، ابتسم ابتسامة مريبة ثم رفع سماعة الهاتف :
أين أنت يا عثمان؟!
_ عدت إلى منزلي يا سيدي، بالكاد وصلت إليه منذ عدة دقائق.
_ كيف تنصرف يا عثمان قبل مني، إنك حتى لم تستأذني؟!
_ عذرا يا سيدي، ولكنها الآن السادسة فهل تريدني في أمر ما؟!
_ تعال فورا، أنا في انتظارك.
وقبل أن تمضي نصف ساعة حضر عثمان، مرتبكا وجلا، وقد غمرت ملابسه مياه المطر فبدا مثل فرخ دجاج منتوف الريش وكأنه خارج لتوه من صحن كبير ممتلئ بالماء.
همس عثمان بصعوبة وهو يحاول أن يغتصب ابتسامة :
تحت أمرك يا ريس، خير؟!
تطلع حسين كامل إليه في برود شديد ثم قال :
احضر لي كوبا من الماء.
بعد أن رشف حسين كامل جرعة صغيرة من الماء، قال في هدوء :
شكرا يا عثمان، الآن تستطيع أن تذهب إلى بيتك.
مرت عدة دقائق ولم يحضر عثمان، فاستشاط حسين غضبا وصاح بصوت جهوري :
أين الزفت عثمان؟!
تركت ما معي من أوراق ومستندات، واندفعت إلى مكتبه كي أهدئ من روعه، همست :
لقد انصرف عثمان منذ ساعة تقريبا.
_ كيف يفعل ذلك؟! اخصم له ثلاثة أيام من راتبه.
_ الساعة الآن السادسة، وكما تعلم إن ميعاد انصرافنا يكون في الرابعة، وهو قد انصرف بعد انتهاء ميعاد الدوام بساعة كاملة .
جلس حسين علي مقعده، هدأ قليلا، استدار بكليته ناحية زجاج النافذة معطيا ظهره لي، وجعل يتطلع قليلا إلى شاطئ البحر، كان الجو عاصفا ممطرا ، بينما قد أخذت أشعة الشمس تخفت من حدتها وقد انعكست محدثة تشكيلات لونية بديعة بين السحاب وصفحة البحر، وقد جعلت تختفي تدريجيا في الماء، بينما تحول المطر إلى زخات متتالية عنيفة.
بعد برهة عاد حسين بمقعده الدوار إلى مواجهتي، ابتسم ابتسامة مريبة ثم رفع سماعة الهاتف :
أين أنت يا عثمان؟!
_ عدت إلى منزلي يا سيدي، بالكاد وصلت إليه منذ عدة دقائق.
_ كيف تنصرف يا عثمان قبل مني، إنك حتى لم تستأذني؟!
_ عذرا يا سيدي، ولكنها الآن السادسة فهل تريدني في أمر ما؟!
_ تعال فورا، أنا في انتظارك.
وقبل أن تمضي نصف ساعة حضر عثمان، مرتبكا وجلا، وقد غمرت ملابسه مياه المطر فبدا مثل فرخ دجاج منتوف الريش وكأنه خارج لتوه من صحن كبير ممتلئ بالماء.
همس عثمان بصعوبة وهو يحاول أن يغتصب ابتسامة :
تحت أمرك يا ريس، خير؟!
تطلع حسين كامل إليه في برود شديد ثم قال :
احضر لي كوبا من الماء.
بعد أن رشف حسين كامل جرعة صغيرة من الماء، قال في هدوء :
شكرا يا عثمان، الآن تستطيع أن تذهب إلى بيتك.