أحمد القنديلي - سمك نافق يتكوْرن فوق مائدة البومة الصلعاء

سمك نافق يتكوْرَنُ فوق مائدة البومة الصلعاء
أتَكَوْرَنُ
حول مائدة الثكالى
في ليل جائع
يتوسّد أسماءه الضاحكه
كوْرني وقتي
يَتُها البومة الصلعاء
قبل أن يرتد إليك الطرف
سآتي على ضهر قرد
أبحث عن نعل لألحسه
علَّني لا أشق رضاك.
إنها فرصة العمر
كي تتشظّى الحواس.
نفَس يتقوَّس يأتي
لهيبا
و كبريتا
و شرابا حميما
يفتِّت أحشاء الأشجار
كَوْرني وقتي يتها البومة الصلعاء.
مذ أتيتِ إلى دوحتي
صرت لا أتأوه حتى يأتيني خبر أصفر
مات زيد
وزيد آخر مات
زيد رقم لا اسم له
زيد رقم سالب كالفراغ.
أيّ صخر هذا الذي حطه السيل من ذاك الجبل الهاري؟
سمك نافق حولي
يتمرّغ في وحل الأحشاء
ماء يتهرّب من موجه
تتهرّأ أضلاعه النخره
يدحوني بعيدا صوب زفير الهلاك
والشّصّ الذي كان في حوزتي ابتلعته الرمال
والهواء الذي كان في داخلي امتصه شرر كالقصر
هل أفرّ إلى بطن حوت
كي لا ارى ما أرى
كي أنام هناك بعيدا عن الضوء والريح والأخرين
ريثما يدرك الليل كل كلام مباح
فلتنتعشي يتها البومة الصلعاء.