نبيل محمد سمارة - ايمن الكرد.. ويد الارض الغاضبة

ان لبعض الكائنات الحية - ومنها الانسان - يدا واظفارا، فان للارض يدا واظفارا تغضب وتتشنج وتنشب الأظفار کالسكين ، وهذه الأيام ترفع الأرض العربية المحتلة يدها كاشفة عن الغضبة العارمة ضد الاحتلال الصهيوني فمنذ ان اخترقت وابل من الرصاص على جسد البطل الفلسطيني اثنتا عشر رصاصة واصابع هذه اليد ترتفع كاسياخ من نار ، وتبرهن انها مازالت - حتى وهي تحت وطاة الكابوس الصهيوني - تتنفس برئة غير مثقوبة . قادرة على الصراخ والكشف عن الورم الذي حان اجتثاثه بمبضع الغضب والثورة فهي رئة ملأى باوكسجين الايمان : لم تثقبها الحراب الصهيونية ولا سنوات القهر العجاف . والا ما الذي ترمز اليه الصورة التي يتكرر عرضها في كل انحاء العالم . صورة الأرض وهي تعلن عن الغضب القديم : صبي صغير يتحرك نصف حاف ، بترقب اللحظة الحاسمة ليرفع الحجارة القنبلة . امراة بثوب متهدل ، حاسرة الرأس بشعرها الأبيض تتأهب لفعل مايؤكد الغضب . تلميذان متهدلا الثياب يترصدان ، من وراء شجرة ، دورية صهيونية مذعورة تتحرك بتوجس ، خشية السقوط بحجارة فلسطينية غاضبة . سيارة عسكرية أخرى تطارد صبيا صغيرا، مازال قذى النوم في عينيه ، والطفل غير مكترث أن يمسكوا به متلبسا بارتكاب جريمة حمل الحجارة ، فاي غضب هذا الذي صنعته السنوات العجاف ، وانتفاضة الانسان اذ يجد الطريق ، ثم اية يد كريمة مسحت عن رؤوس الصغار . تقول حكاية هذا الصبي الفلسطيني بطل الابطال : في التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر من عام ٢٠١٦ وفي خضم انتفاضة القدس؛ قرر الشاب أيمن حسن الكرد من سكان بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة أن يثأر للأقصى ولنزيف الشهداء، فنفذ عملية طعن في مدينته أصاب خلالها شرطيين بجروح خطيرة. الاحتلال أطلق عليه ١٣ رصاصة وأبقاه ينزف ملقيا على الأرض دون أي اهتمام، ففقد كمية كبيرة من الدماء ونقل بعد أكثر من ساعة إلى المستشفى، وهناك كانت المعاملة قاسية لدرجة أنه لم يقدم له العلاج اللازم. تركزت الإصابات في عموده الفقري؛ وبقيت عشرات الشظايا في جسده دون أن يقبل الاحتلال إزالتها كي تستمر في إمعان الألم داخله، فتفاقم وضعه الصحي وأصبح الآن حبيس السجن والوجع. أصدر الاحتلال عليه حكما بالسجن لمدة ٣٥ عاما تفوق عدد سنوات عمره؛ وأبقاه في دوامة الألم الجسدي والإهمال الطبي . فاعلم يا عمو ايمن . كل العالم تفتخر بك . تفتخر لبطولتك , لوطنيتك . لارضك المغتصبة انت صبر ونصر تعجز عنها الجبال وقصة لا نراها سوى في الافلام .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى