أما سر ما أخفيته والذي تساءل بعضكم عنه، حاولت تكتمه صعب علي أن أظل هكذا معنى بما أنطوي عليه من خفايا، لدي أوراق ومحبرة، أحتفظ بفرشاة ألوان أرسم بها لوحات جميلة؛ فتاة ذات شعر منسدل تعابث وجه القمر ؛ أنا رجل آخر، لي هوية مزدوجة؛ تستطيعون أن تقولوا خفاش أو وطواط أو حتى عنكبوت؛ أجيد الشيء وضده، أضحك وأبكي، ميت وحي، متزهد ومتهتك، يا لسوء ما أعترف به الآن!
كرهني بعضكم وآخرون سيضحكون ملء وجوههم، ﻻ ضير في هذا.
المرء تنتابه حالة من انفصام الشخصية، يقال مرض بفضي إلى الجنون، أو هذيان، سيان كل هذا لكن الأخطر هو أن يعتقد الواحد أنه عاقل وليس به أي خلل.
حدث أمر أوجب علي أن أعترف لكم بهذا السر، لابد من معاقبة ذي الهويتين بقتل واحدة منهما، احترت كثيرا، لو أنني أخفيت أمري لانكشف عند أول منحنى؛ إنهم يكمنون خلف الأشجار وتحت الأسوار؛ يتعقبون الهاربين من سلطة الرقابة التي تحصي رمال الصحراء؛ ويقولون: نبحث عن سبب لتكاثر البشر؛ يا سادة أقضوا على الأسرة المخملية والثياب المغرية والأضواء الناعسة، حاربوا تلك الرغبات التي تدب في أجسادنا ليلة الجمعة، أقترح عليكم حلا: ابنوا أسوارا بين الذكور والإناث؛ أو أحيوا مهنة خاصي التيوس!
هذا رجل يطوف بشياهنا، يمسك الحمل الوديع ويلقى ببيضتيه بعيدا، إن فر تيس تعقبه، كانت أمي تعيذني بالله من شره، تخفيني من عينيه، صرت كلما أراه ألوذ منه هربا.
الآن وجدت أنني بالفعل بلا خصيين؛ ها تضحكون أعلم أن منكم من يشفق علي؛ آخر يتهجم ويصفني بوقاحة الاعتراف؛ ليست هذه جناية يدي على أية حال، يساورني شك أن الخاصي عثر علي في مكان ما؛ وحين علم أنني سأرث عنزات وشياها بل وربما آبارا وحلي؛ هم بفعلته وأجرى الموسى على كيس الصفن؛ ثمة ندوب قديمة شاهدتها عليه، الآن لا تراودني أنثى ولا تنازعني ثيابي واحدة من غجر المدينة؛ لا شيء لدي، رضي عني رجال القبيلة، صرت محظيا لديهم، أعرف أخبارهم، لا تنتهي لحاهم من مضاجعة الحمراوات والبيض والسود ثم ماذا؟
يهرولون إلى الصف الأول مؤمنين خلف كبيرهم. لا تنكشف لهم سراويل؛ إنهم يتخلصون منها حين يأتي المساء، ثم هم لا ينتهون.
يبدو أنني هرفت كثيرا، كل ما أخشاه أن يعاقبني حاكم المدينة بأن يرد علي ضالتي؛ يريد أن يتشفى ومن ثم يهزأ بي، لا مكان لي منه، سأتدبر أمري لا تهتموا بهذا.
حين علمت أمي بهذا لطمت خديها، صارت تنتحب، امرأة من الغجر كانت ماكرة؛ نصحتها بأن تذبح تيسا بريا؛ لم يحبس في حظيرة، شرط أن يأتي من بلاد السودان لم يدجن بعد، أوصت أمي عم عثمان الذي يبيع التمر والعدس بأن يحضر هذا التيس، كان رجلا طيبا، أركبه النيل، تحاشى أن يربطه، تعرض لمخاطر لم يحتط لها، غافله ذئب حين كان نائما، انزوى في ركن قصي من السفينة التي كانت لمساكين يعملون في النهر، ظل كامنا في مخبئه، جاء الرجل النوبي بالتيس، انفلت منه، تبعه الذئب البري.
ومن يومها وقد صرت دون تلك الزائدة الدودية؛ لا تخشاني أنثى وتزهدني من مال بها الحظ فألقى بها بعيدا!
كرهني بعضكم وآخرون سيضحكون ملء وجوههم، ﻻ ضير في هذا.
المرء تنتابه حالة من انفصام الشخصية، يقال مرض بفضي إلى الجنون، أو هذيان، سيان كل هذا لكن الأخطر هو أن يعتقد الواحد أنه عاقل وليس به أي خلل.
حدث أمر أوجب علي أن أعترف لكم بهذا السر، لابد من معاقبة ذي الهويتين بقتل واحدة منهما، احترت كثيرا، لو أنني أخفيت أمري لانكشف عند أول منحنى؛ إنهم يكمنون خلف الأشجار وتحت الأسوار؛ يتعقبون الهاربين من سلطة الرقابة التي تحصي رمال الصحراء؛ ويقولون: نبحث عن سبب لتكاثر البشر؛ يا سادة أقضوا على الأسرة المخملية والثياب المغرية والأضواء الناعسة، حاربوا تلك الرغبات التي تدب في أجسادنا ليلة الجمعة، أقترح عليكم حلا: ابنوا أسوارا بين الذكور والإناث؛ أو أحيوا مهنة خاصي التيوس!
هذا رجل يطوف بشياهنا، يمسك الحمل الوديع ويلقى ببيضتيه بعيدا، إن فر تيس تعقبه، كانت أمي تعيذني بالله من شره، تخفيني من عينيه، صرت كلما أراه ألوذ منه هربا.
الآن وجدت أنني بالفعل بلا خصيين؛ ها تضحكون أعلم أن منكم من يشفق علي؛ آخر يتهجم ويصفني بوقاحة الاعتراف؛ ليست هذه جناية يدي على أية حال، يساورني شك أن الخاصي عثر علي في مكان ما؛ وحين علم أنني سأرث عنزات وشياها بل وربما آبارا وحلي؛ هم بفعلته وأجرى الموسى على كيس الصفن؛ ثمة ندوب قديمة شاهدتها عليه، الآن لا تراودني أنثى ولا تنازعني ثيابي واحدة من غجر المدينة؛ لا شيء لدي، رضي عني رجال القبيلة، صرت محظيا لديهم، أعرف أخبارهم، لا تنتهي لحاهم من مضاجعة الحمراوات والبيض والسود ثم ماذا؟
يهرولون إلى الصف الأول مؤمنين خلف كبيرهم. لا تنكشف لهم سراويل؛ إنهم يتخلصون منها حين يأتي المساء، ثم هم لا ينتهون.
يبدو أنني هرفت كثيرا، كل ما أخشاه أن يعاقبني حاكم المدينة بأن يرد علي ضالتي؛ يريد أن يتشفى ومن ثم يهزأ بي، لا مكان لي منه، سأتدبر أمري لا تهتموا بهذا.
حين علمت أمي بهذا لطمت خديها، صارت تنتحب، امرأة من الغجر كانت ماكرة؛ نصحتها بأن تذبح تيسا بريا؛ لم يحبس في حظيرة، شرط أن يأتي من بلاد السودان لم يدجن بعد، أوصت أمي عم عثمان الذي يبيع التمر والعدس بأن يحضر هذا التيس، كان رجلا طيبا، أركبه النيل، تحاشى أن يربطه، تعرض لمخاطر لم يحتط لها، غافله ذئب حين كان نائما، انزوى في ركن قصي من السفينة التي كانت لمساكين يعملون في النهر، ظل كامنا في مخبئه، جاء الرجل النوبي بالتيس، انفلت منه، تبعه الذئب البري.
ومن يومها وقد صرت دون تلك الزائدة الدودية؛ لا تخشاني أنثى وتزهدني من مال بها الحظ فألقى بها بعيدا!