د. صباح محسن كاظم - سيكولوجية رسوم الأطفال ودور الأسرة بالتنشئة الناجحة

لعلّ أكثر قضية يهتم بها علم النفس ،والإجتماع ..كيفية التنشئة الأسرة الصحيحة كما عرفت الفلسفة المقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة وبالعكس ،لذلك الإعداد التربويّ والتعليميّ والذوقيّ السليم بالإهتمام بتنمية القابليات لدى الفتيات والفتيان بعمرهم المبكر لصقل مواهبهم ،وتحفيز الإبداع بكافة مجالات الحياة العلميّة ،الفنيّة ،الرياضيّة ..فالرسم وجد من طفولة الحضارة بالبشرية بالكهوف والمعابد والآثار وهو محاكاة للواقع .
من علماء النفس الذين إهتموا بعناية فائقة بالإشتغال المعرفيّ بتقصي كل الجوانب السايكولوجية بالتربية الأسرية الدكتور خالد عبد الغني بمؤلفات إتسمت بالعمق الفكريّ ، والبيانات ،والإحصائيات هذا مايعزز تلك المؤلفات غير الإنشائية التي تمليء المكتبات العربيّة ،فالأمة بكل أقطارها بحاجة لثقافة نوعية تنتشل الطفولة ،والشباب من الضياع وتعزز رصيد العائلة والبلدان بجيل يمتلك العلم والذائقة وليس تترك الطفولة بالطرقات والتقاطاعات بالتسوّل والضياع بعصر المخدرات والإنحرافات ..لقد ركز الدكتور خالد عبد الغني بكتبه (( سيكولوجية الألوان ))
((سيكولوجية رسوم الأطفال والمراهقين العاديين والفئات الخاصة )) صدرت تلك المؤلفات عن دار الوراق – الأردن .لتعالج قضايا حيوية في التنشئة الأسرية الصائبة .يؤكد المؤلف بمقدمة كتابه سيكولوجية الألوان ص 13:
((اللون موسيقى الوجود وهبة الله فكل شيء فيها يأخذ لونا فالحب أحمر والنقاء أبيض والكراهية صفراء والظلم أسود والرومانسية بنفسجي، فما أروع العاشق حين يرى الكون متناغماً في ألوانه حين يعزف لحن الحياة والخلود ، حتى الإنسان يتلون أيضا فالحسود عينه صفراء والغاضب عينه حمراء والكريم يده بيضاء.......)).
لاريب تفاوت الأذواق بإختيار الألوان بالأعمار والبيئة الاجتماعية والأسرية ،وبحسب الإنفعالات السايكولوجية فكل لون له دلالاته وإنعكاساته بالمنبهات الإنفعالية لدى كل مرحلة عمريّة ، بيد أن الظروف التي يمر بها الإنسان والأسرة بكل فئاته العمرية تتحكم بإختيار اللون المناسب ..لقد إستطلع بكتابه عشرات علماء النفس والتربية بالغرب ونظرياتهم هامر- جونسون-مارزولف –كريتشنر –لويس مع إطروحات إكاديمية عربية تعالج علم النفس والتربية والأسرة ..
كما في ص20 : ((يثبت ذلك مارزولف وكريتشنر حيث وجدا أن استخدام الألوان في اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص ، قد كشف لهما عن كل من العمليات اللاشعورية والانفعالات ومستوى القدرة العقلية ،وذلك بعد أن تم تحليل ومقارنة المؤشرات الكمية والكيفية لمرحلتي الرسم – الرسم بالقلم الرصاص والرسم بالألوان -......)).
بالطبع لدور الأسرة بصقل المواهب وتهيئة الظروف المناسبة تنجح برعاية الطفولة بتعزيز الرغبة بالتفوق العلمي والفني وبالتالي تخلق المجتمع السليم الذي يخلو من عقد الكراهية والعنف .. ثمة دلالات باللون تتباين من شعب لشعب يذكر الباحث ص 26 : (( في موزنبيق مثلاً يعبر اللون الأسود عن الفرح، وفي المجتمع المحلي يرمز اللون الأسود إلى الحزن والحداد .))... وفي دراسات ميدانية وبعينات إستبيانية مدعمة بتفاصيل بيانية دقيقة من خلال تطبيقات إجرائية وردت بكتابه الآخر : سيكولوجية رسوم الأطفال والمراهقين العاديين والفئات الخاصة ..عزز رؤاه العلمية بتحليل سايكولوجية الأطفال والمراهقين من خلال عشرات العينات التي جرى عليها الإستطلاع والإستبيان بشكل علميّ مدروس بعناية ومهارة وقد صنف لوكيه في ص20 المراحل لتطور رسوم الأطفال 1- المرحلة الحسية العضلية 2- مرحلة الرمز الأول 3- مرحلة التعبير 4- رحلة الواقعية وقسم المرحلة الرابعة إلى أ- الواقعية العقلية ب- الواقعية البصرية .
فيما أستعرض آراء علماء حول ذلك سيرل بيرت بمرحلة الشخبطة مرحلة التخطيط إلى المرحلة السابعة مرحلة الإنتعاش الفني التي تظهر أشكال الرسم المعبرة عن الجمال . وتكون في بواكير المراهقة حيث التجلي الواضح للفروق بين الجنسين .لقد بذل المؤلف الدكتور خالد عبد الغني بتلك المؤلفات أهمية دور الأسرة بصقل المواهب لدى الأطفال والمراهقين بشكل علمي.



1649078553269.png

1649078588693.png


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى