في صبيحة يوم من أيام الربيع أستيقظ السيد آحمد وزوجه فاطمة على حدث غير معتاد مباغت، فقد تم إبلاغهم من قبل الخادمة ليلى بالعثور على طفلة حديثة الولادة أمام عتبة الباب الخارجي.
السيد أحمد أحد تجار التمور في البصرة يعيش مع زوجه في أحد أحياء العشار الراقية حيث يعم الهدوء والسكون أرجاء المنزل لأنهما لم يرزقا بطفل يكون أنيس وحشتهم وقرة اعينهم.
أتت الخادمة تحمل الرضيعة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها اليوم الواحد، وقف السيد والسيدة ينظران الى هذه الصغيرة بدهشة نوعا ما،
أحضرت فاطمة الفطور للسيد أحمد وجلست معه وهما يتناقشان في مصير هذه الصغيرة،
قالت فاطمة : زوجي العزيز ان إرادة الله سبحانه وتعالى أقتضت أن لا نرزق بمولود يكون قرة عين لنا ويحمل أسمنا ويرث أموالنا وقد دخلت هذه الطفلة قلبي .
قال لها :مالذي تريدين الوصول اليه يا فاطمة ؟
قالت فاطمة وهي مترددة: أريد ان نتبناها ونربيها لكي تكون طفلتنا التي تملأ علينا البيت وتكون أنيستي الغالية وسعادتي في وحشتي.
أجابها :لكن ياعزيزتي
ما زلنا لانعرف من هم اهلها؟ وهي بالنسبة لنا مجهولة النسب وستكون أمام الجميع طفلة لقيطة.
أنهمرت دموع السيدة وهي تتوسل بزوجها ان يوافق على طلبها،
أشفق عليها زوجها وقال لها سنناقش الموضوع بعد عودتي من العمل،
وتشاء الصدف أن يعقد السيد أحمد صفقة بيع التمور لأحد التجار بسعر ممتاز وربح أموالا طائلة.
عاد السيد الى منزله فرحا بصفقته الرابحة وأخبر زوجه بالموضوع، فأستبشرت فاطمة وقالت إن وجه هذه الصغيرة خير علينا.
فما كان من السيد أحمد الا ان يوافق على تبنيها بشرط أن لايعلم أحد من الاهل او الجيران بانها طفلة لقيطة.
شبت فرح وأصبحت فتاة جميلة ، تشع بهجة وتعكس روحها المرحة على البيت.
وفي أحد أيام الصيف كانت جالسة عند الشرفة على أحر من الجمر تنتظر أبيها لتبلغه بنجاحها في الدراسة الاعدادية، ولكنها لمحت احد الموظفين الذين يعملون عند والدها يطرق الباب، فتوجس قلبها فزعا وأسرعت مع أمها لفتح الباب ليخبرهما الرجل بأن الحاج أبو فرح سقط مغشيا عليه ونقل الى المستشفى. اصطحبهم الرجل الى هناك فأخبرهن الطبيب بأن والد فرح بحاجة الى عملية جراحية سريعة لرفع المرارة ويجب توفير الدم له، أسرعت البنت الخطى لتتبرع لأبيها بالدم، ولكن كانت الصدمة الكبرى أن دمها غير مطابق لدم أبيها، فزلزلت الارض تحتها عندما أبلغها الطبيب بالنتيجة، وطلبت منه أن يعيد التحليل ولكن لاجدوى من الأمر فالنتيجة ذاتها ، وبدأت الظنون في رأسها تقذفها في متاهات لاحدود لها، لقد جرى كل شيء بتسارع ولم يعد لها الا الصمت.لم تعد تقوى على التفكير، انزوت متهالكة على كرسي بعيد ، و لم يعد رأسها يتحمل سيل الهموم والظنون والتساؤلات .هذا الرجل الذي أحبها ودللها لمدة ثمانية عشر سنة ليس بأبيها ؟ لا أحد غيره يمكن ان يكون أبيها ، ولكن فحص الدم لايخطئ،
وكيف استطاعت امها ان تخدعها طول هذه الفترة؟ وبعد فترة من الزمن أحستها دهرا سمعت لغط الناس الذين احتشدوا وصراخ امها لقد فارق والدها الحياة اثناء العملية الجراحية لانه رجل على مشارف الثمانين وقلبه المتعب لم يتحمل تلك العملية، انهارت قواها وبدأت لاشعوريا باللطم على وجهها وهي لاتدري على اي مصيبة منهن تبكي؟
وبعد انتهاء مراسيم الفاتحة وانفض الجميع عنهم اصبحت حياتها اصعب من قبل ولم تعد تتحمل ان تنظر الى والدتها لأنها تخفي عنها أشياء كثيره . ولكن كيف لها ان تعرف الحقيقة؟ لاحظت والدتها هذا الجفاء منها وان ابنتها اصبحت لاتكلمها وتتجنب النظر اليها وعزت ذلك الى صدمتها بوفاة ابيها.
وقررت الام الحديث مع ابنتها لتخفف عنها حزنها وان الحياة لابد ان تستمر وطلبت منها ان تساعدها في ادارة اعمال ابيها. فما كان من فرح الا ان تنفجر في وجه امها وصارحتها بمعرفتها ان السيد احمد ليس والدها من تحليل الدم في المستشفى ، صعقت الام من الصدمة ولكن لاتريد ان تخبرها الحقيقة لكي لاتخسرها وقد احبتها اكثر من امها ولاتستطيع العيش من دونها،
وكانت الخادمة ليلى لازالت تعمل عندهم وتسمع كل مايجري وتحدثت مع السيدة فاطمة لكي تخبر فرح حقيقة الامور.
ولكن السيدة فاطمة رفضت اخبارها حقيقة مولدها، خوفا عليها من إصابتها بصدمة تفقدها صوابها.
ومرت عدة ايام وهي معتكفة في غرفتها لاتكلم أحد ، وكانت فترة التقديم للجامعة ولكنها ابلغتهم بعدم رغبتها للتقديم
ومرضت الام مرضا شديدا واصبحت طريحة الفراش لاتقوى على الحركة وامتنعت عن الطعام،
واصبحت في حالة يرثى لها.
لذلك قررت الخادمة ليلى الحديث بصراحة مع فرح وحدثتها كيف عثروا عليها امام باب الدار، وقيام السيد احمد وزوجته بتبنيها لعلها تشفق على أمها.ولكن الأمور ازدادت سوءا وقررت اعتزال الكل والاعتكاف في غرفتها، والافكار السوداء تعصف برأسها، هل هي ثمرة غلطة مراهقة ساذجة صدقت بوعد رجل عديم الاخلاق، ام هي ضحية عائلة فقيرة لم تستطع توفير قوت يومها فتخلصوا منها.
وفي احدى الليالي وفرح غارقة في افكارها واذا بطرقات عنيفة على باب غرفتها، اسرعت الخطى وفتحت الباب وكانت الخادمة مفزوعة وهي تتمتم :اسرعي امك تحتضر. شهقت فرح من الفزع واسرعت تركض وهي ترتجف من الخوف والدموع تتساقط من عينيها، وعندما وصلت الغرفة رأت امها مغمضة العينين بوجهها الشاحب وجسدها الضئيل ، أمسكت بيد امها وهي ترتجف من الخوف وتبكي وتتوسل : أمي أمي . ارجوك، تكلمي، ردي عليَّ، لاتتركيني وحدي في هذه الدنيا . ومسحت وجه امها بالماء ولملمت خصلات شعرها المتناثرة. لاحظت انها تحرك جفنيها ببطء وفتحت عينيها وتسمرت نظراتها على وجه فرح وهي تصيح بصوت خافت ابنتي الحبيبة، احتضنتها فرح بشوق غامر والدموع تنهمر من عينيها وساعدت الخادمة ليلى بأطعام امها واعطائها الدواء، وجلست فرح بجوارها حتى نامت.
وبعد عدة ايام استعادت الام قواها وتحسنت صحتها، وتحدثت معها انها تحبها كما لو كانت ابنتها وشجعتها للتقديم على الجامعة، وبالفعل قدمت اوراقها وتم قبولها في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة البصرة.
واتفقت
القاص سعد
القاص سعد محمود شبيب
وتم قبولها في كلية الادارة والاقتصاد جامعة البصرة.
واتفقت السيدة فاطمة مع اخيها المحامي فيصل لكي تدير العمل في الشركة لانها كانت على اطلاع كامل على كل امور الشركة في حياة زوجها.
كانت تجلس دائما بجوار صديقتها هند في المحاضرة،
ولكنها بدأت تنتبه الى المقعد المجاور لها الذي يجلس عليه نفس الطالب واسمه مؤيد.
كان مؤيد يحاول التقرب منها بشتى الوسائل. لاحظت انه اكثر توددا لها من البقية ، كان مؤيد يحاول بدفء كلماته وتلميحاته الذكية ان يذيب جليد قلبها ،لأن اعاصير الافكار السوداوية قد اقتلعت من قلبها كل جذور الامل. واصبح مؤيد دائم التلويح لها برغبته بالزواج منها وكانت تشعر نحوه بمشاعر الحب أيضا ولكنها لم تستطع التخلص من هموم الماضي.
وفي اخر يوم في الكلية تحدث معها بصراحة حول جدية طلبه الزواج منها.وبعد تردد منها صارحته بحقيقتها وانها لاتعرف أبنة من هي؟ ثم أشاحت برأسها بعيدا عنه تحاول كبت دموعها، ومشت. ومؤيد واقف متسمر في مكانه وقد اعتراه الذهول من هول المفاجأة ولاحقها بنظراته حتى أختفت.
وفي اليوم التالي ذهبت مع والدتها الى الشركة تمهيدا لأستلام إدارة الأعمال،
وخلال أسبوع أصبحت تدير أكبر شركة لتجارة التمور. وبعد مضي عدة أيام تفاجأت بحضور مؤيد الى مقر الشركة ليجدد لها حبه بعد معرفته الحقيقة وانها تؤام روحه وانه احبها لصفاء قلبها وسلامة نيتها. وطلبها للزواج ولكنه اتفق معها على اخفاء هذا الامر سرا عن اهله؟ لان مجتمعنا بافكاره الضيقة لا يراعي مشاعر مجهولي النسب، ولكي لايتم نعتها باللقيطة.
شعرت فرح بسعادة غامرة وبدأت تدرك طعم الحياة.
اخبرت والدتها بالموضوع فكان فرحها لايوصف، لان ابنتها حظيت برجل يحمل كل معاني الانسانية.
وخلال ايام قلائل، حضر مؤيد مع أهله وطلبها بشكل رسمي من خالها فيصل وبعد التعارف بين العائلتين تمت الموافقة على الزواج وسط أفراح الاهل والاصدقاء..
السيد أحمد أحد تجار التمور في البصرة يعيش مع زوجه في أحد أحياء العشار الراقية حيث يعم الهدوء والسكون أرجاء المنزل لأنهما لم يرزقا بطفل يكون أنيس وحشتهم وقرة اعينهم.
أتت الخادمة تحمل الرضيعة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها اليوم الواحد، وقف السيد والسيدة ينظران الى هذه الصغيرة بدهشة نوعا ما،
أحضرت فاطمة الفطور للسيد أحمد وجلست معه وهما يتناقشان في مصير هذه الصغيرة،
قالت فاطمة : زوجي العزيز ان إرادة الله سبحانه وتعالى أقتضت أن لا نرزق بمولود يكون قرة عين لنا ويحمل أسمنا ويرث أموالنا وقد دخلت هذه الطفلة قلبي .
قال لها :مالذي تريدين الوصول اليه يا فاطمة ؟
قالت فاطمة وهي مترددة: أريد ان نتبناها ونربيها لكي تكون طفلتنا التي تملأ علينا البيت وتكون أنيستي الغالية وسعادتي في وحشتي.
أجابها :لكن ياعزيزتي
ما زلنا لانعرف من هم اهلها؟ وهي بالنسبة لنا مجهولة النسب وستكون أمام الجميع طفلة لقيطة.
أنهمرت دموع السيدة وهي تتوسل بزوجها ان يوافق على طلبها،
أشفق عليها زوجها وقال لها سنناقش الموضوع بعد عودتي من العمل،
وتشاء الصدف أن يعقد السيد أحمد صفقة بيع التمور لأحد التجار بسعر ممتاز وربح أموالا طائلة.
عاد السيد الى منزله فرحا بصفقته الرابحة وأخبر زوجه بالموضوع، فأستبشرت فاطمة وقالت إن وجه هذه الصغيرة خير علينا.
فما كان من السيد أحمد الا ان يوافق على تبنيها بشرط أن لايعلم أحد من الاهل او الجيران بانها طفلة لقيطة.
شبت فرح وأصبحت فتاة جميلة ، تشع بهجة وتعكس روحها المرحة على البيت.
وفي أحد أيام الصيف كانت جالسة عند الشرفة على أحر من الجمر تنتظر أبيها لتبلغه بنجاحها في الدراسة الاعدادية، ولكنها لمحت احد الموظفين الذين يعملون عند والدها يطرق الباب، فتوجس قلبها فزعا وأسرعت مع أمها لفتح الباب ليخبرهما الرجل بأن الحاج أبو فرح سقط مغشيا عليه ونقل الى المستشفى. اصطحبهم الرجل الى هناك فأخبرهن الطبيب بأن والد فرح بحاجة الى عملية جراحية سريعة لرفع المرارة ويجب توفير الدم له، أسرعت البنت الخطى لتتبرع لأبيها بالدم، ولكن كانت الصدمة الكبرى أن دمها غير مطابق لدم أبيها، فزلزلت الارض تحتها عندما أبلغها الطبيب بالنتيجة، وطلبت منه أن يعيد التحليل ولكن لاجدوى من الأمر فالنتيجة ذاتها ، وبدأت الظنون في رأسها تقذفها في متاهات لاحدود لها، لقد جرى كل شيء بتسارع ولم يعد لها الا الصمت.لم تعد تقوى على التفكير، انزوت متهالكة على كرسي بعيد ، و لم يعد رأسها يتحمل سيل الهموم والظنون والتساؤلات .هذا الرجل الذي أحبها ودللها لمدة ثمانية عشر سنة ليس بأبيها ؟ لا أحد غيره يمكن ان يكون أبيها ، ولكن فحص الدم لايخطئ،
وكيف استطاعت امها ان تخدعها طول هذه الفترة؟ وبعد فترة من الزمن أحستها دهرا سمعت لغط الناس الذين احتشدوا وصراخ امها لقد فارق والدها الحياة اثناء العملية الجراحية لانه رجل على مشارف الثمانين وقلبه المتعب لم يتحمل تلك العملية، انهارت قواها وبدأت لاشعوريا باللطم على وجهها وهي لاتدري على اي مصيبة منهن تبكي؟
وبعد انتهاء مراسيم الفاتحة وانفض الجميع عنهم اصبحت حياتها اصعب من قبل ولم تعد تتحمل ان تنظر الى والدتها لأنها تخفي عنها أشياء كثيره . ولكن كيف لها ان تعرف الحقيقة؟ لاحظت والدتها هذا الجفاء منها وان ابنتها اصبحت لاتكلمها وتتجنب النظر اليها وعزت ذلك الى صدمتها بوفاة ابيها.
وقررت الام الحديث مع ابنتها لتخفف عنها حزنها وان الحياة لابد ان تستمر وطلبت منها ان تساعدها في ادارة اعمال ابيها. فما كان من فرح الا ان تنفجر في وجه امها وصارحتها بمعرفتها ان السيد احمد ليس والدها من تحليل الدم في المستشفى ، صعقت الام من الصدمة ولكن لاتريد ان تخبرها الحقيقة لكي لاتخسرها وقد احبتها اكثر من امها ولاتستطيع العيش من دونها،
وكانت الخادمة ليلى لازالت تعمل عندهم وتسمع كل مايجري وتحدثت مع السيدة فاطمة لكي تخبر فرح حقيقة الامور.
ولكن السيدة فاطمة رفضت اخبارها حقيقة مولدها، خوفا عليها من إصابتها بصدمة تفقدها صوابها.
ومرت عدة ايام وهي معتكفة في غرفتها لاتكلم أحد ، وكانت فترة التقديم للجامعة ولكنها ابلغتهم بعدم رغبتها للتقديم
ومرضت الام مرضا شديدا واصبحت طريحة الفراش لاتقوى على الحركة وامتنعت عن الطعام،
واصبحت في حالة يرثى لها.
لذلك قررت الخادمة ليلى الحديث بصراحة مع فرح وحدثتها كيف عثروا عليها امام باب الدار، وقيام السيد احمد وزوجته بتبنيها لعلها تشفق على أمها.ولكن الأمور ازدادت سوءا وقررت اعتزال الكل والاعتكاف في غرفتها، والافكار السوداء تعصف برأسها، هل هي ثمرة غلطة مراهقة ساذجة صدقت بوعد رجل عديم الاخلاق، ام هي ضحية عائلة فقيرة لم تستطع توفير قوت يومها فتخلصوا منها.
وفي احدى الليالي وفرح غارقة في افكارها واذا بطرقات عنيفة على باب غرفتها، اسرعت الخطى وفتحت الباب وكانت الخادمة مفزوعة وهي تتمتم :اسرعي امك تحتضر. شهقت فرح من الفزع واسرعت تركض وهي ترتجف من الخوف والدموع تتساقط من عينيها، وعندما وصلت الغرفة رأت امها مغمضة العينين بوجهها الشاحب وجسدها الضئيل ، أمسكت بيد امها وهي ترتجف من الخوف وتبكي وتتوسل : أمي أمي . ارجوك، تكلمي، ردي عليَّ، لاتتركيني وحدي في هذه الدنيا . ومسحت وجه امها بالماء ولملمت خصلات شعرها المتناثرة. لاحظت انها تحرك جفنيها ببطء وفتحت عينيها وتسمرت نظراتها على وجه فرح وهي تصيح بصوت خافت ابنتي الحبيبة، احتضنتها فرح بشوق غامر والدموع تنهمر من عينيها وساعدت الخادمة ليلى بأطعام امها واعطائها الدواء، وجلست فرح بجوارها حتى نامت.
وبعد عدة ايام استعادت الام قواها وتحسنت صحتها، وتحدثت معها انها تحبها كما لو كانت ابنتها وشجعتها للتقديم على الجامعة، وبالفعل قدمت اوراقها وتم قبولها في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة البصرة.
واتفقت
القاص سعد
القاص سعد محمود شبيب
وتم قبولها في كلية الادارة والاقتصاد جامعة البصرة.
واتفقت السيدة فاطمة مع اخيها المحامي فيصل لكي تدير العمل في الشركة لانها كانت على اطلاع كامل على كل امور الشركة في حياة زوجها.
كانت تجلس دائما بجوار صديقتها هند في المحاضرة،
ولكنها بدأت تنتبه الى المقعد المجاور لها الذي يجلس عليه نفس الطالب واسمه مؤيد.
كان مؤيد يحاول التقرب منها بشتى الوسائل. لاحظت انه اكثر توددا لها من البقية ، كان مؤيد يحاول بدفء كلماته وتلميحاته الذكية ان يذيب جليد قلبها ،لأن اعاصير الافكار السوداوية قد اقتلعت من قلبها كل جذور الامل. واصبح مؤيد دائم التلويح لها برغبته بالزواج منها وكانت تشعر نحوه بمشاعر الحب أيضا ولكنها لم تستطع التخلص من هموم الماضي.
وفي اخر يوم في الكلية تحدث معها بصراحة حول جدية طلبه الزواج منها.وبعد تردد منها صارحته بحقيقتها وانها لاتعرف أبنة من هي؟ ثم أشاحت برأسها بعيدا عنه تحاول كبت دموعها، ومشت. ومؤيد واقف متسمر في مكانه وقد اعتراه الذهول من هول المفاجأة ولاحقها بنظراته حتى أختفت.
وفي اليوم التالي ذهبت مع والدتها الى الشركة تمهيدا لأستلام إدارة الأعمال،
وخلال أسبوع أصبحت تدير أكبر شركة لتجارة التمور. وبعد مضي عدة أيام تفاجأت بحضور مؤيد الى مقر الشركة ليجدد لها حبه بعد معرفته الحقيقة وانها تؤام روحه وانه احبها لصفاء قلبها وسلامة نيتها. وطلبها للزواج ولكنه اتفق معها على اخفاء هذا الامر سرا عن اهله؟ لان مجتمعنا بافكاره الضيقة لا يراعي مشاعر مجهولي النسب، ولكي لايتم نعتها باللقيطة.
شعرت فرح بسعادة غامرة وبدأت تدرك طعم الحياة.
اخبرت والدتها بالموضوع فكان فرحها لايوصف، لان ابنتها حظيت برجل يحمل كل معاني الانسانية.
وخلال ايام قلائل، حضر مؤيد مع أهله وطلبها بشكل رسمي من خالها فيصل وبعد التعارف بين العائلتين تمت الموافقة على الزواج وسط أفراح الاهل والاصدقاء..