الليلة الأولى!
أمسكت بي أميرة الجن، أخدت تتقرب إلي، تميس دلالا وترجو محالا؛ وما كان ذلك إلا أن أشمر عن ساعدي وأجهز على مأمون سياف الرشيد، انتابتني الشكوك فيما تريده، هل حلا في عينيها المقام في قصر السلام؟
أما تراه شغفت بالملك وبهرها العز في بلاط بني العباس، صاحت البومة الحكيمة قائلة:
مسكين أيها الطائر الإنسان؛ ما يأمن لامرأة إلا فاقد العقل بعيد من الصواب!
أما في نكبة البرامكة عظة واعتبار؟
هذا جعفر ويحيى في السلاسل مكبلين، ومن لهم به نسب فجند الوالي طفقا بالسوق والأعناق!
ينعب الغراب الأسود؛ لحاجة في نفسه؛ أن يقف في شرفة القصر ويرتدي الطيلسان؛ حين تخامر نشوة الملك نفس محروم تجعله يحنث في الإيمان؛ كيف وداره في بغداد مهوى الإنس والجان!
رفعت السلحفاة رأسها علها تجد عوضا عما رأته في سنيه اللواتي قاربت المائة!
لم تترفق بي غير اليمامة فأنشدتني أبياتا من الشعر رققت قلبي وأجرت الدمع من عيني!
هل تريدني ابنة ملك الجن الأحمر هدفا لغضبة الرشيد؟
ترى من قال إن العباسة هي سبب نكبة آل برمك؟
ففي كل ليلة من الليالي الألف مكيدة وحيلة؛ فقوائم كرسي العرش تغوص في حمرة قانية، وما اللبنات من فضة وذهب غير أفئدة كانت هنا أو جاءت من هناك!
تلفت فإذا الليل أسدل أستاره وضرب أوتاده وحرك جنده وطلابه؛ هذا البهلول يهرول في الطرقات يهزأ بملك الرشيد، يقفز كأنما نار تتبعه، أو أن مالكا يطلبه؛ يبكي وتبلغ حنجرته عنان السماء؛ الموعد الآخرة والممر الصراط!
يحمل ابن حنبل مسنده وتأبى عليه المعتزلة وهم قوم تبعوا العقل هاديا ونحو النقل مرشدا!
يقولون في القرآن مقولة ما نزل بها إحكام ولا نطق بها من قبل إنسان!
والخيزران تمسك بولدها الأمين محمدا والحكيم المأمون ابن فارسية من بني ساسان؛ تطول ساعات الليل وتربو على السبعين؛ فقد سرق الوالي شمس النهار وخبأها في خزانة بيت المال!
طار الغراب في الزمن القادم بعد ألف أو يزيد من الأيام؛ رجل عينه عين الصقر وقوامه ممشوق القد؛ من تكريت يضرب بالقنابل والصواريخ، يغزو بلاد المسلمين؛ يحرق يمامات الخليج؛ بدعوى أن الطريق إلى القدس يمر ببيوت العرب الآمنين!
ينتهزها العلوج فيذبحون ويحرقون ومن يومها والعمائم السوداء تسكن أرض بصرى والشام!
هل قرأت ابنة ملكة الجن الأحمر ما في الكتاب مسطر!
في كل عاصمة مناحة وفي كل حارة صخب وعويل؛ فأطرق الرشيد، وقد خبر من جده السفاح؛ أن الملك انتهى إليه بعدما ٱعمل السيف في بني عمومته وأصهاره من معاوية وأمية؛ وخدع من دعوا إلى الرضا من آل محمد؛ دولة هنا لبني العباس وأخرى في بلاط القوت؛ وصقر قريش يدخل إلى العدوة!
وهنا أمسكت البومة العجوز بلساني؛ خشية أن يفضحني بياني؛ ففي دمشق طائرات تغير وتحرق كما في كييف للروس مضرب ومقتل!
أمسكت بي أميرة الجن، أخدت تتقرب إلي، تميس دلالا وترجو محالا؛ وما كان ذلك إلا أن أشمر عن ساعدي وأجهز على مأمون سياف الرشيد، انتابتني الشكوك فيما تريده، هل حلا في عينيها المقام في قصر السلام؟
أما تراه شغفت بالملك وبهرها العز في بلاط بني العباس، صاحت البومة الحكيمة قائلة:
مسكين أيها الطائر الإنسان؛ ما يأمن لامرأة إلا فاقد العقل بعيد من الصواب!
أما في نكبة البرامكة عظة واعتبار؟
هذا جعفر ويحيى في السلاسل مكبلين، ومن لهم به نسب فجند الوالي طفقا بالسوق والأعناق!
ينعب الغراب الأسود؛ لحاجة في نفسه؛ أن يقف في شرفة القصر ويرتدي الطيلسان؛ حين تخامر نشوة الملك نفس محروم تجعله يحنث في الإيمان؛ كيف وداره في بغداد مهوى الإنس والجان!
رفعت السلحفاة رأسها علها تجد عوضا عما رأته في سنيه اللواتي قاربت المائة!
لم تترفق بي غير اليمامة فأنشدتني أبياتا من الشعر رققت قلبي وأجرت الدمع من عيني!
هل تريدني ابنة ملك الجن الأحمر هدفا لغضبة الرشيد؟
ترى من قال إن العباسة هي سبب نكبة آل برمك؟
ففي كل ليلة من الليالي الألف مكيدة وحيلة؛ فقوائم كرسي العرش تغوص في حمرة قانية، وما اللبنات من فضة وذهب غير أفئدة كانت هنا أو جاءت من هناك!
تلفت فإذا الليل أسدل أستاره وضرب أوتاده وحرك جنده وطلابه؛ هذا البهلول يهرول في الطرقات يهزأ بملك الرشيد، يقفز كأنما نار تتبعه، أو أن مالكا يطلبه؛ يبكي وتبلغ حنجرته عنان السماء؛ الموعد الآخرة والممر الصراط!
يحمل ابن حنبل مسنده وتأبى عليه المعتزلة وهم قوم تبعوا العقل هاديا ونحو النقل مرشدا!
يقولون في القرآن مقولة ما نزل بها إحكام ولا نطق بها من قبل إنسان!
والخيزران تمسك بولدها الأمين محمدا والحكيم المأمون ابن فارسية من بني ساسان؛ تطول ساعات الليل وتربو على السبعين؛ فقد سرق الوالي شمس النهار وخبأها في خزانة بيت المال!
طار الغراب في الزمن القادم بعد ألف أو يزيد من الأيام؛ رجل عينه عين الصقر وقوامه ممشوق القد؛ من تكريت يضرب بالقنابل والصواريخ، يغزو بلاد المسلمين؛ يحرق يمامات الخليج؛ بدعوى أن الطريق إلى القدس يمر ببيوت العرب الآمنين!
ينتهزها العلوج فيذبحون ويحرقون ومن يومها والعمائم السوداء تسكن أرض بصرى والشام!
هل قرأت ابنة ملكة الجن الأحمر ما في الكتاب مسطر!
في كل عاصمة مناحة وفي كل حارة صخب وعويل؛ فأطرق الرشيد، وقد خبر من جده السفاح؛ أن الملك انتهى إليه بعدما ٱعمل السيف في بني عمومته وأصهاره من معاوية وأمية؛ وخدع من دعوا إلى الرضا من آل محمد؛ دولة هنا لبني العباس وأخرى في بلاط القوت؛ وصقر قريش يدخل إلى العدوة!
وهنا أمسكت البومة العجوز بلساني؛ خشية أن يفضحني بياني؛ ففي دمشق طائرات تغير وتحرق كما في كييف للروس مضرب ومقتل!