- اسمع يا أخي، أعرف أن لسانك طويل ، ولكن سأحكي لك، وأمري لله..
- ماذا هناك . قل ، عليك أمان الله.
+ حسنا، مع أول ليلة من رمضان تأبطت السجادة، وأسرعت الخطى نحو المسجد .
- جميل ، ماشاء الله عليك .
+ كان الأطفال يلعبون في الجوار، والمتسولون على جانبي الطريق ينتظرون الصدقات. لكثرة المصلين غصت رحاب الجامع، فالتحقتُ بصفوف المصطفين في الساحة المجاورة، وكم هي فسيحة، ففرشت سجادتي. كان أحد الفقهاء يحاضر في فضائل رمضان. عرفته من صوته، مشهور بزهده وورعه بين الناس، غير أن كثيرين لايعلمون أن له من الأفعال ما يدعو إلى العار، والكلامٌ فيها يَنْدَى له الجبين .
- سترك يا رب .
+ صدقا أقول. في السنة الماضية، مثلا، حصل على تفرغ لمدة سنة مدفوعة الأجرة من المؤسسة المشغلة له في أرض الوطن لإكمال بحثه الجامعي، قبل أن يُكتشف أنه تقاضى راتبا ثانيا مقابل تعاقده للعمل مع مؤسسة خاصة قريبا من الديار المقدسة.
المهم، جلست أستمع مع المستمعين. بعد صلاة العشاء تم الشروع في صلاة القيام. تتبعت الفقيه وهو يتلو كتاب الله. حاولت أن أنصت، لكن الذهول كان ينتابني فيأخذني مما حولي. وحده المسمّع، وهو يكبر للركوع أو السجود، من كان ينتشلني من شرودي ... وكلما انتبهت لعنت الشيطان الرجيم، وعاتبت نفسي.
وأنا أغادر، جادلتني نفسي، قالت: أشْبعتَ الشيطان لعْنا، يا رجل. ألا تعلم أنه ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله يتلون القرآن إلا حفت بهم الملائكة، ثم أنسيت أن الملائكة إذا حضرت إلى مكان يذكر فيه اسم الله تهرب الشياطين؟
- وبماذا أجبتها ؟
+ وعدتها أن أحاول أن لا أسهو ليلة الغد .
- ضحك صديقي، وقال : هكذا ضربتَ عصفورين بحجرة واحدة ..خرجتَ من الورطة ، وأنقذتَ نفسك من الحرج؟
نظرت إليه طويلا ، لكني لم أضف كلمة واحدة ، مخافة أن أفصح له عن شيء بقي سرا بيني وبين نفسي.
حينها ، هزتني تلك النفس المعلومة وقالت : ماذا يدور بخلدك؟ أفصح.
قلت : إنها قصة مجذوب مكاشف من مجاذيب مدينة فاس، يدعى علي الدوار؛ ولي من أولياء المغرب خلال القرن العاشر الهجري /16م، كان يوما جالسا بباب مسجد القرويين، والناس يصلون وهو يأكل الخيار، فمر به رجل داخلا المسجد ليصلي، فقال في نفسه: الناس يصلون وسيدي علي، يعني به المجذوب، يأكل الخيار، لا يصلي معهم! ثم دخل. فكان يصلي وخاطره تحدثه بشراء حمار، كان ذلك اليوم يوم الخميس، والصلاة صلاة الصبح، فلما خرج ناداه سيدي علي: يا فلان، يا فلان .. : أكلُ الخيار خير من صلاة الحمار.
- ماذا هناك . قل ، عليك أمان الله.
+ حسنا، مع أول ليلة من رمضان تأبطت السجادة، وأسرعت الخطى نحو المسجد .
- جميل ، ماشاء الله عليك .
+ كان الأطفال يلعبون في الجوار، والمتسولون على جانبي الطريق ينتظرون الصدقات. لكثرة المصلين غصت رحاب الجامع، فالتحقتُ بصفوف المصطفين في الساحة المجاورة، وكم هي فسيحة، ففرشت سجادتي. كان أحد الفقهاء يحاضر في فضائل رمضان. عرفته من صوته، مشهور بزهده وورعه بين الناس، غير أن كثيرين لايعلمون أن له من الأفعال ما يدعو إلى العار، والكلامٌ فيها يَنْدَى له الجبين .
- سترك يا رب .
+ صدقا أقول. في السنة الماضية، مثلا، حصل على تفرغ لمدة سنة مدفوعة الأجرة من المؤسسة المشغلة له في أرض الوطن لإكمال بحثه الجامعي، قبل أن يُكتشف أنه تقاضى راتبا ثانيا مقابل تعاقده للعمل مع مؤسسة خاصة قريبا من الديار المقدسة.
المهم، جلست أستمع مع المستمعين. بعد صلاة العشاء تم الشروع في صلاة القيام. تتبعت الفقيه وهو يتلو كتاب الله. حاولت أن أنصت، لكن الذهول كان ينتابني فيأخذني مما حولي. وحده المسمّع، وهو يكبر للركوع أو السجود، من كان ينتشلني من شرودي ... وكلما انتبهت لعنت الشيطان الرجيم، وعاتبت نفسي.
وأنا أغادر، جادلتني نفسي، قالت: أشْبعتَ الشيطان لعْنا، يا رجل. ألا تعلم أنه ما تجالس قوم في بيت من بيوت الله يتلون القرآن إلا حفت بهم الملائكة، ثم أنسيت أن الملائكة إذا حضرت إلى مكان يذكر فيه اسم الله تهرب الشياطين؟
- وبماذا أجبتها ؟
+ وعدتها أن أحاول أن لا أسهو ليلة الغد .
- ضحك صديقي، وقال : هكذا ضربتَ عصفورين بحجرة واحدة ..خرجتَ من الورطة ، وأنقذتَ نفسك من الحرج؟
نظرت إليه طويلا ، لكني لم أضف كلمة واحدة ، مخافة أن أفصح له عن شيء بقي سرا بيني وبين نفسي.
حينها ، هزتني تلك النفس المعلومة وقالت : ماذا يدور بخلدك؟ أفصح.
قلت : إنها قصة مجذوب مكاشف من مجاذيب مدينة فاس، يدعى علي الدوار؛ ولي من أولياء المغرب خلال القرن العاشر الهجري /16م، كان يوما جالسا بباب مسجد القرويين، والناس يصلون وهو يأكل الخيار، فمر به رجل داخلا المسجد ليصلي، فقال في نفسه: الناس يصلون وسيدي علي، يعني به المجذوب، يأكل الخيار، لا يصلي معهم! ثم دخل. فكان يصلي وخاطره تحدثه بشراء حمار، كان ذلك اليوم يوم الخميس، والصلاة صلاة الصبح، فلما خرج ناداه سيدي علي: يا فلان، يا فلان .. : أكلُ الخيار خير من صلاة الحمار.
