تأنقت في ثيابها وضعت عطرها النفاذ، وقفت قبالة المرآة، خطت خطوة أو خطوتين، تمايلت يمينا ويسارا، وضعت يدها على خصرها النحيل، داعب هواء النافذة خصلات شعرها الأصفر، تخلصت من بعض شحوب في وجهها؛ وضعت بعضا من مسحوق مرطب، إنه ينتظرها، دارت بها الفرحة في أرجاء الغرفة، آن لها أن تغادر ذلك البيت متخلصة من لقب خانق، كل البنات سبقنها إلى هذا اليوم، شعور الأنثى التي سيكون لها حبيب يجعل ضربات القلب تتابع، إنها فرحة العمر المدخرة بل والمؤجلة سنوات حتى انتهت من شهادتها الجامعية التى حلمت بها" الدكتوراه " قليلون من يدركون هذا اللقب، إنه وجاهة ووسام يحق لها أن تفخر به.
هذه فرحة عمرها الذي يتربص به الشيب، تتمنى أن لو لبست الثوب الأبيض، كم ستبدو جميلة فيه!
آه يا أمى لو أطال الله بقاءك إلى هذا اليوم؟
بالتأكيد كنت ستكونين مثل عصفورة تتراقص سعادة، أخذت تخطو ناحية الباب، ستقدم إليه عصير التفاح وبضعة حبات من المشمش، إنها لن تبادءه بالتحية، يوجب الحياء عليها الصمت في مثل هذا الموقف، بل ستمد إليه يدها مصافحة، علها تسبق إليه باللهفة المشتعلة داخلها، إنها أنثى وإن تجاوزت الخامسة والثلاثين، لم يقتلها سن اليأس بعد، هي تضج حيوية، ستعوضه ما فات، هزأت من نفسها، وهل يعاود الساق الزهر في خريف متعجل، يفلح دهن العطار ما أفسده الزمن، كانت تسمع هذا من أمها، البنات في المدينة ممنوعات من السعادة، كلمة أستاذها المشرف عليها، يناهز الخامسة والخمسبن، لم تمض على فرحتها بشهادتها تلك إلا أيام، كان قاسيا معها، لا تعرف غير أنه بلا زوجة، يرمقها في شوق مكتوم، أحقا هو بلا قلب؟
يبدو أن اعتلال عينه هو السبب، لم لا بتقدم إليها، عشرون عاما بينهما، وكيف ستناديه؟
حبيبي أم أستاذي؟
طردت هذا الوساس بعيدا، محال أن ترضى به، إنه مهمل في نغسه، ينسى أن له وظيفة أخرى لا تحتاج شهادة ولا درجة، تتعدى الحواجز الزمنية، إنه الحب!
أمسكت بمقبض الباب، خرجت وكلها شوق أن تعرف من الطارق ليطلب يد ليلى؟
ابتسمت حقا أيكون هو؟
المجنون الذى ورد ذكره في أروع قصائد العرب، ليته يكونه، ساعتها ستطوقه بذراعيها، ستعجل بطلب المأذون، ستخرج إلى شرفة البيت في تلك البناية العتيقة التي سكنتها منذ كانت رضيعة، ستصيح معاندة صاحباتها: جاء المجنون إلي!
هفهف شعرها المنسدل مثل عرف الحصان العربي، حقيقة كانت محتشمة في ثوبها الأرجواني، لا يبدو منها غير رأسها، وقدميها، تعي أن الرجل يبحث عن جمال الأنثى في وجهها وقدميها، سمعت بها من تجارب السابقات، أخذت العصير المثلج، تمنت أن لو كان معها وردا، لم لا تكتب إليه رسالة؟
حقا؟
يكفي سهم مصوب ناحية قلب، سيقول عنها هبلاء، مراهقة، ليكن، وهل الحب إلا جنون؟
منعها حياؤها من أخيها، طردت هذا الوسواس، سريعا أمسكت بالأكواب، نسقتها في براعة، لا يصح أن تكون ثلاثة، لن تجلس معهم، بل ستغادر متصنعة الخجل، ستفتح الباب إلا قليلا منه، ستتسمع قوله، بالتأكيد سيكون جوابه، نعجل بالزفاف، ليكن يوم الخمبس.
هذه فرحة عمرها الذي يتربص به الشيب، تتمنى أن لو لبست الثوب الأبيض، كم ستبدو جميلة فيه!
آه يا أمى لو أطال الله بقاءك إلى هذا اليوم؟
بالتأكيد كنت ستكونين مثل عصفورة تتراقص سعادة، أخذت تخطو ناحية الباب، ستقدم إليه عصير التفاح وبضعة حبات من المشمش، إنها لن تبادءه بالتحية، يوجب الحياء عليها الصمت في مثل هذا الموقف، بل ستمد إليه يدها مصافحة، علها تسبق إليه باللهفة المشتعلة داخلها، إنها أنثى وإن تجاوزت الخامسة والثلاثين، لم يقتلها سن اليأس بعد، هي تضج حيوية، ستعوضه ما فات، هزأت من نفسها، وهل يعاود الساق الزهر في خريف متعجل، يفلح دهن العطار ما أفسده الزمن، كانت تسمع هذا من أمها، البنات في المدينة ممنوعات من السعادة، كلمة أستاذها المشرف عليها، يناهز الخامسة والخمسبن، لم تمض على فرحتها بشهادتها تلك إلا أيام، كان قاسيا معها، لا تعرف غير أنه بلا زوجة، يرمقها في شوق مكتوم، أحقا هو بلا قلب؟
يبدو أن اعتلال عينه هو السبب، لم لا بتقدم إليها، عشرون عاما بينهما، وكيف ستناديه؟
حبيبي أم أستاذي؟
طردت هذا الوساس بعيدا، محال أن ترضى به، إنه مهمل في نغسه، ينسى أن له وظيفة أخرى لا تحتاج شهادة ولا درجة، تتعدى الحواجز الزمنية، إنه الحب!
أمسكت بمقبض الباب، خرجت وكلها شوق أن تعرف من الطارق ليطلب يد ليلى؟
ابتسمت حقا أيكون هو؟
المجنون الذى ورد ذكره في أروع قصائد العرب، ليته يكونه، ساعتها ستطوقه بذراعيها، ستعجل بطلب المأذون، ستخرج إلى شرفة البيت في تلك البناية العتيقة التي سكنتها منذ كانت رضيعة، ستصيح معاندة صاحباتها: جاء المجنون إلي!
هفهف شعرها المنسدل مثل عرف الحصان العربي، حقيقة كانت محتشمة في ثوبها الأرجواني، لا يبدو منها غير رأسها، وقدميها، تعي أن الرجل يبحث عن جمال الأنثى في وجهها وقدميها، سمعت بها من تجارب السابقات، أخذت العصير المثلج، تمنت أن لو كان معها وردا، لم لا تكتب إليه رسالة؟
حقا؟
يكفي سهم مصوب ناحية قلب، سيقول عنها هبلاء، مراهقة، ليكن، وهل الحب إلا جنون؟
منعها حياؤها من أخيها، طردت هذا الوسواس، سريعا أمسكت بالأكواب، نسقتها في براعة، لا يصح أن تكون ثلاثة، لن تجلس معهم، بل ستغادر متصنعة الخجل، ستفتح الباب إلا قليلا منه، ستتسمع قوله، بالتأكيد سيكون جوابه، نعجل بالزفاف، ليكن يوم الخمبس.