محمد محمود غدي - شظايا بللور مكسور

قال فيها ماقاله العقاد لحبيبته الأديبة مى زيادة : ماذا فى الدنيا لعمرى أريد / أنت هى الدنيا فهل من مزيد
آدم باع خلده من أجل حواء، فهل يبخل بحبه لها وهى الجميلة التى لا تخطئها العين، أحبها بحجم الكون الحياة تبدأ وتنتهى عندها، لا يدرى أنها لا تبادله الحب وإنما تتسلى من باب تذكية الوقت من جهة وإرضاء غرورها بأنها مرغوب فيها، لكثرتهم حولها من جهة اخرى، ولأنه لم يرى فيها غير الإطار، فلم يتمكن من رؤية الصورة
من الداخل بوضوح، يعيش الوهم والحب من طرف واحد، الأصدقاء نصحوه بأنها لا تحبه، ولا تعرف الحب، لم يستمع لهم معززا ذلك أنها من باب الغيرة، هداياه لها فاقت كل التوقعات، أهمها ديوان شعر كتبه وطبعه على نفقته الخاصة من أجلها، ولم يتحرج فى وضع إسمها صريحا فى الإهداء، حتى كان يوما شاهدها فى سيارة أحد الممثلين المغمورين، حين واجهها لم تنكر وجوابها كان قاسيا وصادما : أن ماكان بينهما لم يكن حبا حقيقيا، أنها لا تعدو سوى مراهقة عاطفية ينقصها النضوج، وضرورى ستلتقى بأخرى أفضل تكون جديرة بحبك،
زلزلته حولته لشظايا بللور مكسور، هل الحب فخ ترصده الطبيعة للإنسان، وهل نلوم الحب أم من نحب ؟
كلها أسئلة لم يجد لها جوابا، طاشت بعقله وأتلفته، ليصبح نزيلا لإحدى المصحات النفسية، خضع لعلاج مكثف لم ينسيه مرارة التجربة، شئ وحيد وغير متوقع خفف من وطأة المرض لديه، حين إستقبل المشفى نزيلا جديدا، الممثل المغمور الذى شاهدها فى سيارته، بين هستريا ضحك لم تتوقف، ومؤازرة لألم مستجد
ودوامات متقلبة ينقصها النضج والمعرفة، وتقبل النصح أن هناك بعض النساء اللاتى لم يخلقن للحب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى