لي باي Li Bai (لي پو Li Po) - أغنيةُ شانغ – غان/ حكايةُ حُبٍّ فَتِيٍّ.. ترجمة: سعدي يوسف

أوائلُ غَسَنٍ على جبيني
أنا ألعبُ، أقطفُ زهوراً قربَ الباب.
أنتَ تجيءُ، دائراً حول البئر
على صهوةِ حصانٍ خشبٍ، ناثراً برقوقاً أخضرَ.
نحن في قرية شانغ- غان،
طفلانِ بلا رِيبةٍ أو كُرْهٍ.

***

في الرابعةَ عشرةَ، أكونُ زوجتَك.
ولأنني خجلى، أغضُّ البصرَ أنَ ألقاكَ،
وأحني رأسي، فأنظر إلى الحائط المعتم.
ولو أنكَ نادَيتَني ألفَ مرّةٍ
فلن أرفعَ بَصَري إليك.

***

في الخامسةَ عشرةَ، لم يعُدْ حاجباي ينعقدان.
ومن ثقتي بحبِّكَ، أريدُ أن أكون معك
حتى الرميم أو الرماد...
لا أظنُّ أنّ عليّ أن أرقى المَرْقَبَ لأراك.

***

في السادسة عشرة، ترحلُ، أنت، بعيداً
عبرَ المضائق الخطرةِ، كو- تانغ،
السيول خطيرةٌ وصعبةٌ، وعصيّةٌ على العبور في شهر أيّار.
قرودُ الشِقّ تنعبُ صارخةً.

***

آنَ غادرتَ بوّابتَنا جررْتَ قدمَيكَ.
والآنَ، في كل أثرٍ من خُطاك القديمةِ
ينمو طُحلُبٌ، عميقٌ، ثخينٌ...
ليس بمقدوري أن أكنسَه.
الريحُ تهبُّ مبكِّرةً، والأوراقُ تَسَّاقَطُ.

***

إنه الخريف.
وعبر البستان الغربيّ تندفعُ الفَراشاتُ الصُّفرُ أزواجاً
أنا أنهارُ لرؤيتهِنّ...
لونُ وجهي يغيضُ.
لَكأنّ شبابي يمضي...

***

ولو أنكَ عُدتَ في أحد هذه الأيامِ
عبرَ المضائقِ الثلاثةِ ليانغ - زِي - جيانغ
فابعَثْ رسالةً، ولسوف آتي لألقاك.
مهما بَعُدَ المكان.




---------------------------------
ولِدَ لي بو ، العامَ 701 في " طقماق " بقيرغيزستان الحاليّة ، لكن أسرته استقرّت في سيشوان حيث ترعرعَ.
غادرَ البيت العائلي في العام 725 ، جوّابَ آفاقٍ في وادي نهر اليانغتسي ، يكتب الشِعر.
في العام 742 عيّنه الإمبراطور كسوانغْ زونغْ في أكاديمية هانلين . لكنه ما لبِثَ أن طُرِدَ من البلاط الإمبراطوري .
ثم دخل في خدمة الأمير يون ، الذي قاد ثورةً بعد تمرُّد آنْ لوشان في العام 755.
حُبِسَ لي بو بتهمة الخيانة ، ونُفيَ ، ثم صدر عفوٌ عنه ، فعاد جوّاباً في وادي اليانغتسي.
تزوّجَ أربع مرّاتٍ . وكان صديقاً للشاعر الشهير تو - فو .
قضى في العام 762 مسموماً ، أو بتلَيُّفِ الكبِد .
*
تأثّرَ لي بو بالكونفوشيوسية ، والتاويّة بخاصة ( ترِدُ في قصائده إشاراتٌ إلى التاو ) ، كما أنه ابنٌ للطبيعةِ ،
ومُحِبٌّ للكأس .
كان جوّابَ آفاقٍ ، مُعْظَمَ حياته ، لا بسببٍ من فقرٍ ، بل بسببٍ من غنىً .
وبالرغم من كونفوشيوسيّته ، إلاّ أن سيرتَه في صِباه ، وهو المغامرُ الحرُّ ، كانت بعيدةً عن تعاليم الكونفوشيوسية .
في الصين الآن ألفٌ ومائةٌ من القصائدِ المنسوبةِ إليه .
ويعتبره الصينيون ، شاعرَهم الأسمى ، حتى اليوم .



1650304374214.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى