عصري فياض - الشهيدة الطالبة حنان ونتائج الثانوية العامة القادمة

بالأمس، وعلى سرير مشفى "ابن سينا" في جنين،فاضت روح الطالبة الثانوية حنان محمود خضور من سكان بلدة فقوعة / محافظة جنين ،متأثرة بالجراح الخطيرة التي تعرضت لها في مدينة جنين قبل اسبوع على يد قوات الاحتلال اثناء توجهها لأحد المراكز الثقافية لتلقي درس من دروس التقوية في أحد مباحث الثانوية العامة والتي تعتبر الشهيدة خضور أحد طالباته لهذا العام، وهي طالبة في مدرسة الخنساء الثانوية للبنات في جنين
ارتقت حنان،لحقت بكوبة الشهداء، ذكرتنا بكل من الشهيدة منتهي الحوراني الطالبة الثانوية التي ارتقت في تشرين ثان من عام 1974 دهسا من قبل ناقة جند في جنين ،وبالشهيدة الطالبة لينا النابلسي الطالبة التي ارتقت برصاص الاحتلال في نابلس في عام 1976،والشهيدة الطالبة رهام ابو الورد التي اصابتها رصاصة دبابة في جنين في عام 2001 وهي على مقاعد الدراسة في مدرسة الابراهيميين في الحيّ الشرقي،وغيرهن الكثير من الطالبات والتلميذات اللواتي وضع الاحتلال بآلة بطشة حدا لحياتهن دون ذنب اقترفنه سوى أنهن كُنَّ زهرات في حديقة هذا الوطن النازف.
لقد قضت حنان ومضت الى جوار ربها الذي سيجتمع عنده الخصوم يوم القيامة،فهي الان في مقام الجنان والرضوان، لكن ما هو المطلوب منا نحن تجاه هذه الازهار البريئة التي يئدها المحتل صباح مساء، وخصوصا الجهة المسؤولة مباشرة عن هذه الشريحة أيّ الطالبات وهي وزارة التربية والتعليم ؟
الجواب يكون في تقديم لفتة معنوية عالية القيمة تتناغم مع الحلم الذي كان يراود تلك الشهيدة الطالبة وهو حلم النجاح في إمتحان الثانوية العامة الانجاز (التوجيهي)، وهو حلم ابيض شفاف نقي،لفت به مع العلم الفلسطيني ودفن معها،وإذا كنا لا نستطيع قطعا احياء الحلم واعادة الروح اليه،فإننا قادرون في محاكاة هذا الحلم بشكل معنوي من خلال وزارة التربية والتعليم بأن تكون الشهيدة حنان الاسم الاول الذي يمنح شهادة دراسة ثانوية عامة فخرية في نتائج الثانوية العامة القادمة، وأن لا يتقدم عليها أي ناجح أو ناجحة مهما كان معدله، وأن تكون معدلاتها الفخرية كاملة، مع منحها شهادة شرف خاصة من الوزارة ليكون ذلك مواساة لذويها في ذلك اليوم الذي ستنكأ فيه الجراح،وتعاد صورة الالم والحسرة بفقدانها،عندما يتذكر ذووها ابنتهم التي كانت تطمح وتتأمل في أن تكون من ضمن الناجحين والمتفوقين في تلك النتائج.
سيكون مشهدا رائعا عندما يقف وزير التربية في ذلك اليوم المنتظر، فيتلو اسمها ويقدم شهادتها الفخرية،ويكرم والديها،سيكون وفاء لروحها ألمظلومة،سيكون رسالة للاحتلال وللعالم اجمع بأننا لا ننسى جرائمه،ومن الممكن من خلال هذا التكريم اللائق ان تصبح الطالبة حنان ايقونة لكل زميلاتها الطالبات الثانويات في الوطن والعالم أجمع لأن هذه الروح الرقيقة ليس لها ذنب إلا انها حملت حلمها في أن تكون شمعة من شموع الوطن،فأطفأتها رصاصات المحتل بكل دم بارد...
ايها السادة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية،لا تدعوا ذلك اليوم يمر بدموع أهل حنان،قدموا لهم أسمى ايات المواساة والتقدير،فرسالتكم تربية وتعليم نعم، ولكن في واقعنا الفلسطيني يفرض واقع المقاومة بكل اشكالها وحسب الامكانيات التي تتاح لكل مسؤول وهيئة وشخص وانسان على هذه الارض،وتكريم تلك الروح بما يليق بها درب من دروب الوفاء والثبات والصمود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى