نبيل محمد سمارة - بين بغداد والانتفاضة الفلسطينية

يعاودني الاحساس بالنشوة الناعمة كلما رأيت تقريرا متلفزا عن أحياء بغداد وشناشيلها . لتسرع قدماي بضرب أرصفة باب المعظم والميدان والباب الشرقي وأبو دودو و فضوة عرب و الشواكة ، لابأس بجولة مع بداية فصل الصيف في يوم عطلتي ، ثمة عمارات سكنية بيضاء تمتد على طول الشارع القريب والشمس تمنح الوجوه دفء العراق ، وفي الطرف الآخر تتقاطع الجسور وتلتقي . أدخـل احدى المكتبات في شارع المتنبي لاجد عشرات من الكتب والعناوين الجديدة ، متى صدرت هذه التـلال من خلاصات العقول البشرية ، اشتري احـدى الصحف أقرأ خبر المرأة الشمالية التي أنجبت ثلاثة توائم يا للعطاء الالهي انه الرد الرحيم على القنبلة الحاقدة .
وتقفز الى اذهاني وانا بين الشناشيل البغدادية صور الانتفاضة في الارض العربية المحتلة نساء بثياب البيت و اطفال كالعصافير غادروا الدفء وتسلحوا بالحجارة وامرأة فلسطينية تقتل بدم بارد وامام شعوب العالم .. هي المعادلة الصعبة السهلة فحين تجد نفسك محاصرا بالقهر والظلم فان القبضة الهادئة ستتحول الى عمود من النار فليكن مايكون ليسقط شهید . جریح لتشج العصا الصهيونية رأس صبي وصبية ، لكن ذلك سيتحول الى خزين كالغليان
يقول لي والدي عن قريته التي ولد فيها : " قريتي الفلسطينية التي اسمها جبع مجموعة بيوت حجرية لاتبدو على الخارطة بوضوح تجـاور القرى الصغيرة الاخرى عين غزال و اجزم ... تمـام كلها في احضان حيفا . أنني لا أذكر حيفا جيدا لانني غادرتها وانا بعمر ٤ سنوات ...
مات ابي رحمه الله ولم يعد لوطنه المحتل . وقد دفن في بغداد حاله من حال الآلاف الذين حلموا بالعودة إلى حيفا .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى