علّق أحد الأصدقاء على أطباق الحلويات في تدوينتي السابقة بعد ما أفادني عيد الفطر في اتصاله الهاتفي بقرب وصوله، فكتب يقول: "واش هادي فاس ولا واشنطن! مائدة غنية وقلب سخي أولئك هم مغاربة المهجر."
هي ثلاثُ حاءاتٍ مترابطاتٍ متتالياتٍ: حلاوةُ الذوق في مقبّلات الضيافة المغربية، وحفاوةُ الودّ والجوارح التي ترفرف شوقا إلى أقارب وجيران وأصدقاء فصلنا عنهم محيطٌ ممتدُ المسافات، وحُبُورُ النفس والوجدان عندما تمْثُلُ فرصةُ العيد من أجل عناقهم وعناق الذّكريات السعيدة معهم مجددا. ولا غرابة أن أستمد من مقْدَم العيد السعيد بعض روح التصوف على طريقة ابن عربي لأقول لكم:
أدينُ ببهجة العيد لكم أنَّى توجهتْ ركائبُها
وفي هلالكم بوصلتي، وإنْ بعُدتْ شطئاني
أدينُ بدين المحبّة جهرًا، وما تفرقتْ شمائلُها
وفي الشوق إليكم تقوم جذبتي وينشدُ غيواني
ما أنْسَتْنِي السنُون أني من شجرة ذرٍّ في عليائها
وأنّي من ذرية الأكرمين، ومنها تفرّعتْ أغصاني
جئتُ باسقًا جناحيَّ في أرض جديدة أسابقُها
فما حِدْتُ عن حبِّيَ الأول، ولا تغيّرتْ ألواني
يلوحُ التأمل عبر المحيط في رحلة أجاريها
فأرى في الشاطئ ضوءَ قنديلي ولمعانَ مرجاني
أسافرُ في اللحظة عشرَ مرّات، وما فَتَحْتُ حقائبَها
ولا ختمَ الضابط جوازي، ولا أفصحتُ له عن عنواني
تكفيني الابتساماتُ عنوانا لمدينة ما أقمتُ بها
فأنا لي في كل حيّ أهلي وعشيرتي وكُثْرُ خلاّني
أمشي على الخريطة، والعواصمُ تشابهت فنادقها
فمن يعرف صبّ أتاي المشحّرَ بنعناع في فنجاني؟
من يعرف أن للشاي صولة عند النّدامى يتباهى بها
وأن نشوة كأسي تدوم طويلا، وبها يبتهج وجداني؟
وفي يوم عيد، أركبُ بساطَ ريح يطوف القارات كلَّها
فإلى فاس بلا تردد، ثمة "البْرِيوَاتْ" عشقي وإدماني
مقاومتي ضعيفة لها، واللوز الأصيل يأتي متناغما
بلمسة العسل الوثير، ولهما أفقدُ صبري واتزاني
و"كعب غزال" على قائمة الاعتراف ولعي في تطواني
و"الفقّاص" نقطة ضعفً من فرط شوقي لتاروداني
وإذا الغربة طالت، فهذي "غريّبة" سلا سلوايَ وسلواني
والهيام يقول إن "سلّو" في فن الرباط قصدي وعنواني
وقالوا أيضا إن "المقروط" جزء لا يتجزأ من وجدي وكياني
أمّا "بغرير" المبجّل فله حبٌّ بين عسل وزبدة في وزاني
لكن البسملة تظل للأميرة "الرغيفة" وعليها كل رهاني
وفوق هذا، محبتكم وتهنئة عيدكم هي ديني وإيماني.
هي ثلاثُ حاءاتٍ مترابطاتٍ متتالياتٍ: حلاوةُ الذوق في مقبّلات الضيافة المغربية، وحفاوةُ الودّ والجوارح التي ترفرف شوقا إلى أقارب وجيران وأصدقاء فصلنا عنهم محيطٌ ممتدُ المسافات، وحُبُورُ النفس والوجدان عندما تمْثُلُ فرصةُ العيد من أجل عناقهم وعناق الذّكريات السعيدة معهم مجددا. ولا غرابة أن أستمد من مقْدَم العيد السعيد بعض روح التصوف على طريقة ابن عربي لأقول لكم:
أدينُ ببهجة العيد لكم أنَّى توجهتْ ركائبُها
وفي هلالكم بوصلتي، وإنْ بعُدتْ شطئاني
أدينُ بدين المحبّة جهرًا، وما تفرقتْ شمائلُها
وفي الشوق إليكم تقوم جذبتي وينشدُ غيواني
ما أنْسَتْنِي السنُون أني من شجرة ذرٍّ في عليائها
وأنّي من ذرية الأكرمين، ومنها تفرّعتْ أغصاني
جئتُ باسقًا جناحيَّ في أرض جديدة أسابقُها
فما حِدْتُ عن حبِّيَ الأول، ولا تغيّرتْ ألواني
يلوحُ التأمل عبر المحيط في رحلة أجاريها
فأرى في الشاطئ ضوءَ قنديلي ولمعانَ مرجاني
أسافرُ في اللحظة عشرَ مرّات، وما فَتَحْتُ حقائبَها
ولا ختمَ الضابط جوازي، ولا أفصحتُ له عن عنواني
تكفيني الابتساماتُ عنوانا لمدينة ما أقمتُ بها
فأنا لي في كل حيّ أهلي وعشيرتي وكُثْرُ خلاّني
أمشي على الخريطة، والعواصمُ تشابهت فنادقها
فمن يعرف صبّ أتاي المشحّرَ بنعناع في فنجاني؟
من يعرف أن للشاي صولة عند النّدامى يتباهى بها
وأن نشوة كأسي تدوم طويلا، وبها يبتهج وجداني؟
وفي يوم عيد، أركبُ بساطَ ريح يطوف القارات كلَّها
فإلى فاس بلا تردد، ثمة "البْرِيوَاتْ" عشقي وإدماني
مقاومتي ضعيفة لها، واللوز الأصيل يأتي متناغما
بلمسة العسل الوثير، ولهما أفقدُ صبري واتزاني
و"كعب غزال" على قائمة الاعتراف ولعي في تطواني
و"الفقّاص" نقطة ضعفً من فرط شوقي لتاروداني
وإذا الغربة طالت، فهذي "غريّبة" سلا سلوايَ وسلواني
والهيام يقول إن "سلّو" في فن الرباط قصدي وعنواني
وقالوا أيضا إن "المقروط" جزء لا يتجزأ من وجدي وكياني
أمّا "بغرير" المبجّل فله حبٌّ بين عسل وزبدة في وزاني
لكن البسملة تظل للأميرة "الرغيفة" وعليها كل رهاني
وفوق هذا، محبتكم وتهنئة عيدكم هي ديني وإيماني.