كان معلمنا محمد حسن ريشة, الشهير بريشة أفندي, هو المتحمس الأكبر لقرار وزارة المعارف العمومية بجواز حصولنا ـ نحن تلاميذ السنة السادسة بمدرسة تفاس عمير الأولية الإلزامية ـ علي الشهادة الإبتدائية في العام الدراسي1949 ـ.1950
كانت سعادته الشخصية تقطر من عينيه اللوزيتين كعيني أبيه الشيخ حسن, تأتلق فيهما نظرات طفولية تفيض بالغبطة والسرور والزهو كأن الوزارة قررت ما قررت لخدمته هو, واستجابة لمساعيه, وتقديرا لحلمه الشخصي بأن تتحول مدرستنا من إلزامية أولية إلي ابتدائية تمنح شهادة, ولا الحوجة لسفر العيال وشحططة أهاليهم في البنادر مبهوظين بنفقات فوق احتمالهم; مما سيشجع لا شك أبناء بلدتنا والبلاد التابعة لها وكذلك أهاليهم علي أخذ التعليم بجدية, فلربما أتيحت لهم فرصة مواصلة التعليم إلي الجامعة, أو حتي الاكتفاء بشهادة الثقافة من السنة الرابعة بالتعليم الثانوي, أو شهادة التوجيهية من السنة الخامسة الثانوية; أو علي أسوأ الظروف يكتفي التلميذ بالشهادة الإبتدائية, فبها يستطيع الحصول علي وظيفة في الميري تضمن له مرتبا شهريا يعيشه حياة كريمة.
هكذا كان يفكر أمامنا في الفصل بصوت عال متهدج كأنه في مناجاة ورعة يشكر بها الله علي أنه جعله يعيش ـ مع أنه لم يجاوز الأربعين من عمره إلا القليل ـ حتي يري حلمه قد تحقق وارتقت بلدتنا وأصبح فيها مدرسة ابتدائية بدون مصروفات. العقبي لها أن تصير مدينة ليكتمل حلمه الشخصي. فمنذ أشهر قليلة أفتتح في بلدنا نقطة للشرطة علي مقربة من قصر المدرسة ومن سراية العمدة عبده حامد وسراية ابن عمه شيخ البلد الشيخ فريج حامد, وتحيط بها عائلة البكاروة الكبيرة. وغدا أو بعد غد تتحول هذه النقطة إلي مركز فتنتقل بلدتنا إلي مرتبة البندر, ومن يدري؟ فلعلنا نصبح ذات يوم فنري شارع داير الناحية مرصوفا وتجري فيه عربات الترام علي قضبانها, ويصير في بلدتنا موقف لأوتوبيسات الكافوري أو القصراوي تنقلنا بسهولة إلي دسوق وطنطا وكفر الشيخ ودمنهور ثم تعيدنا بمواعيد معلومة منتظمة شأن البنادر والمدن الكبيرة!
كل هذه التداعيات لمجرد أننا قد أصبح لنا حق الحصول علي الشهادة الإبتدائية من مدرستنا التي سيصبح اسمها من الآن مدرسة تفاس عمير الابتدائية.
هكذا كنت أسائل نفسي مبهورا بريشه افندي إذ يمشي في تؤدة المختال بين صفوف التخت, موزعا دفء صوته ووميض نظراته وبريق حلمه علي كل شاغليها, عائدا إلي المساحة الفارغة بين تخوم التخت والسبورة المعلقة علي الحائط أمامنا خلف ظهره, ملوحا بذراعيه., ضاما قبضتيه يفركهما في حبور وهو يقول في ثقة كانت ترفعنا عن المقاعد محلقة بنا في فضاء مبهج وحميم:
ـ غدا سيكون منكم المحامي والطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة والوزير ووكيل النيابة والقاضي, ومن يدرس؟ ولماذا لا فعلا؟ ربما يطلع منكم سعد زغلول جديد ومصطفي النحاس جديد!.. والآن لابد أن نتعاهد يا أولاد..أن نعض بالنواجز علي هذه الفرصة! يعني نجتهد ليل نهار حتي تطول رقبتنا أمام الوزارة ونرفع شأن مدرستنا وشأن بلدتنا!.. سوف تؤدون الإمتحان في مدينة دسوق حسب ترتيبات المنطقة التعليمية!.. لابد.. هل تفهمون معني كلمة لابد؟! يعني لا مفر من أن نتفوق علي مدارس المنطقة التعليمية كلها بعون الله! يجب أن نثبت للجميع أن أبناء الفلاحين أذكياء علي طول الزمان!.. تأكدوا أن الذكاء والجد والإجتهاد والنجاح كل ذلك لا شأن له بالفقر أو بالغني!.. هيه؟! إتفقنا؟
ـ إتفقنا يا أستاذ!
انتبهنا إلي أننا ننطق بهذا اللقب لأول مرة; إذ قد جرت العادة أن نقول للمعلم: يا أفندي; ويبدو أنه قد عيشنا في جو التعليم العالي والإرتقاء فيه فجرت كلمة الأستاذ علي ألسنتنا تلقائيا كأننا لحظتها كنا نفكر بعقل واحد نابع من حلم واحد نابع بدوره من أستاذنا ريشه افندي..
ـ أقول لكم شيئا.. من الآن لا شأن لنا بالمواعيد الرسمية للمدرسة! يعني إذا طلبتكم في السابعة صباحا أو حتي في منتصف الليل فلا أحد يتملص بأي عذر لأني لن أعترف بأي عذر إلا أن أري الشخص ميتا بالفعل أمامي ففي هذه الحالة فقط أستطيع أن أسامحه!.. موافقون طبعا!
ـ نعم ياأستاذ!
ـ ـسنحتاج لبعض كتب خارجية غير كتب الوزارة.. وإلي كراريس إضافية!.. وأي واحد منكم يعاني من هذه المشكلة مع أبيه يخبرني وأنا أذهب إليه لأفضحه وأجرمه وأريه شغله!
نعم هكذا كان يفعل, ولا أزال إلي اليوم أندهش من جرأته علي أهالينا ومن احتمالهم لها بأريحية باسمة وبدون أدني غضاضة. والواقع ان أهل بلدتنا جميعا كانوا يحترمون معلمي مدرستنا ويقدرونهم أجل التقدير, ليس فحسب لأنهم كلهم من عائلات مرموقة بين الأعيان سواء في الزراعة أو التجارة أو الصناعة الوليدة في القري كالنسيج والسجاد اليدوي في ظل المناخ الاقتصادي الذي أشاعه طلعت حرب ببنك مصر الذي استولد التصنيع في مصر, فالمعلمون في أنظار أهالينا هم الصفوة المتعلمة, وفي بلدتنا كل متعلم محترم لأنه أصبح يعرف, ومن يعرف يخاف الله حقا ويتقيه إذا هو بات يعرف عقاب الفسق ومغبة الضلال.
إلا ان ريشة أفندي كان يحظي من أهل بلدتنا بتقدير خاص مبطن بكثير من الحميمية, ربما لأنه أقدم المعلمين في بلدتنا, ربما لأنه كان دون جميع معلمينا ذا طبيعة شعبية تجعله قريبا جدا من الناس, عامة الناس قبل خاصتهم, يزورهم في دورهم ويزورونه في داره الجديدة التي بنيت مؤخرا في عزبة صباح علي قناة القطان وسط أرض زراعية, وربما أحبه الناس لأنه ابن الشيخ حسن ريشة صاحب الكتاب الذي لايوجد متعلم في بلدتنا إلا وتلقي العلم الأولي فيه قبل أن توجد في بلدتنا مدرسة.
لم يكن غريبا إذن ان يفاجئ ريشة افندي بعضنا في داره في أوقات معينة يتجسس علي تلميذه ليعرف إن كان ولي أمر الولد استغله في شغل أو مشاوير تعطله عن القيام بحل الواجب, عندئذ فالويل كل الويل لولي الأمر, أو أن يكون الولد قد ترك المذاكرة وراح يتصرمح خارج الدار, حينئذ فالويل له, لسوف يتلقي ولي الأمر من اللوم والتقريع والتوبيخ مالم يتلقه من أبيه, ولسوف يتلقي الولد صفعة أو صفعتين مشحونتين بالغضب علي أنه الي ذلك سوف يأمر الولد بالاتيان بكتبه وكراريسه ليقوم بحل الواجب أمامه, كله أو بعضه, فإن أظهر الولد بلادة في الذهن فحركه بما يوحي بصفعة متأهبة سوف يشعل النشاط والحرارة في مخ الولد, كما ان تكشيرة ريشة افندي ستحفز كل طاقة الولد علي الانتباه, وفي كل الأحوال لن يسلم الولد من شتيمة تلعنه, هي ساعة أو اكثر يقضيها ريشة أفندي في دار أحد تلاميذه, ينصرف بعدها الي دار تلميذ اخر, هذا علي الرغم من انه سوف يرانا ونراه في باكورة الصباح في الفصل الدراسي, ذلك الفصل الوحيد في المدرسة الذي لم يعد يعرف خميسا أو جمعة ولا اجازة نصف السنة.
تري ما هي المادة الدراسية التي تخصص فيها ريشة أفندي ودرسها لنا؟ اللغة العربية والحساب والتاريخ والجغرافيا والعلوم والصحة والاشياء والرسم والخط والتربية الوطنية والاشغال, لقد حاولت التذكر فلم يستقم في ذهني ريشة أفندي في مادة بعينها.
فهل تراه كان معلما كشكولا يدرس كل المواد؟ وهل كان متفوقا في كل المواد؟ المؤكد ان هناك معلمين آخرين شاركوه التدريس لنا في تلك السنة الدراسية, لكنهم جميعا قد اختفوا داخل بدلة ريشة افندي باعتباره صانع الحلم وقائدنا إليه, كما انه كان رمزا للنهوض بالتعليم في بلدتنا.
خيري شلبي
كانت سعادته الشخصية تقطر من عينيه اللوزيتين كعيني أبيه الشيخ حسن, تأتلق فيهما نظرات طفولية تفيض بالغبطة والسرور والزهو كأن الوزارة قررت ما قررت لخدمته هو, واستجابة لمساعيه, وتقديرا لحلمه الشخصي بأن تتحول مدرستنا من إلزامية أولية إلي ابتدائية تمنح شهادة, ولا الحوجة لسفر العيال وشحططة أهاليهم في البنادر مبهوظين بنفقات فوق احتمالهم; مما سيشجع لا شك أبناء بلدتنا والبلاد التابعة لها وكذلك أهاليهم علي أخذ التعليم بجدية, فلربما أتيحت لهم فرصة مواصلة التعليم إلي الجامعة, أو حتي الاكتفاء بشهادة الثقافة من السنة الرابعة بالتعليم الثانوي, أو شهادة التوجيهية من السنة الخامسة الثانوية; أو علي أسوأ الظروف يكتفي التلميذ بالشهادة الإبتدائية, فبها يستطيع الحصول علي وظيفة في الميري تضمن له مرتبا شهريا يعيشه حياة كريمة.
هكذا كان يفكر أمامنا في الفصل بصوت عال متهدج كأنه في مناجاة ورعة يشكر بها الله علي أنه جعله يعيش ـ مع أنه لم يجاوز الأربعين من عمره إلا القليل ـ حتي يري حلمه قد تحقق وارتقت بلدتنا وأصبح فيها مدرسة ابتدائية بدون مصروفات. العقبي لها أن تصير مدينة ليكتمل حلمه الشخصي. فمنذ أشهر قليلة أفتتح في بلدنا نقطة للشرطة علي مقربة من قصر المدرسة ومن سراية العمدة عبده حامد وسراية ابن عمه شيخ البلد الشيخ فريج حامد, وتحيط بها عائلة البكاروة الكبيرة. وغدا أو بعد غد تتحول هذه النقطة إلي مركز فتنتقل بلدتنا إلي مرتبة البندر, ومن يدري؟ فلعلنا نصبح ذات يوم فنري شارع داير الناحية مرصوفا وتجري فيه عربات الترام علي قضبانها, ويصير في بلدتنا موقف لأوتوبيسات الكافوري أو القصراوي تنقلنا بسهولة إلي دسوق وطنطا وكفر الشيخ ودمنهور ثم تعيدنا بمواعيد معلومة منتظمة شأن البنادر والمدن الكبيرة!
كل هذه التداعيات لمجرد أننا قد أصبح لنا حق الحصول علي الشهادة الإبتدائية من مدرستنا التي سيصبح اسمها من الآن مدرسة تفاس عمير الابتدائية.
هكذا كنت أسائل نفسي مبهورا بريشه افندي إذ يمشي في تؤدة المختال بين صفوف التخت, موزعا دفء صوته ووميض نظراته وبريق حلمه علي كل شاغليها, عائدا إلي المساحة الفارغة بين تخوم التخت والسبورة المعلقة علي الحائط أمامنا خلف ظهره, ملوحا بذراعيه., ضاما قبضتيه يفركهما في حبور وهو يقول في ثقة كانت ترفعنا عن المقاعد محلقة بنا في فضاء مبهج وحميم:
ـ غدا سيكون منكم المحامي والطبيب والمهندس وأستاذ الجامعة والوزير ووكيل النيابة والقاضي, ومن يدرس؟ ولماذا لا فعلا؟ ربما يطلع منكم سعد زغلول جديد ومصطفي النحاس جديد!.. والآن لابد أن نتعاهد يا أولاد..أن نعض بالنواجز علي هذه الفرصة! يعني نجتهد ليل نهار حتي تطول رقبتنا أمام الوزارة ونرفع شأن مدرستنا وشأن بلدتنا!.. سوف تؤدون الإمتحان في مدينة دسوق حسب ترتيبات المنطقة التعليمية!.. لابد.. هل تفهمون معني كلمة لابد؟! يعني لا مفر من أن نتفوق علي مدارس المنطقة التعليمية كلها بعون الله! يجب أن نثبت للجميع أن أبناء الفلاحين أذكياء علي طول الزمان!.. تأكدوا أن الذكاء والجد والإجتهاد والنجاح كل ذلك لا شأن له بالفقر أو بالغني!.. هيه؟! إتفقنا؟
ـ إتفقنا يا أستاذ!
انتبهنا إلي أننا ننطق بهذا اللقب لأول مرة; إذ قد جرت العادة أن نقول للمعلم: يا أفندي; ويبدو أنه قد عيشنا في جو التعليم العالي والإرتقاء فيه فجرت كلمة الأستاذ علي ألسنتنا تلقائيا كأننا لحظتها كنا نفكر بعقل واحد نابع من حلم واحد نابع بدوره من أستاذنا ريشه افندي..
ـ أقول لكم شيئا.. من الآن لا شأن لنا بالمواعيد الرسمية للمدرسة! يعني إذا طلبتكم في السابعة صباحا أو حتي في منتصف الليل فلا أحد يتملص بأي عذر لأني لن أعترف بأي عذر إلا أن أري الشخص ميتا بالفعل أمامي ففي هذه الحالة فقط أستطيع أن أسامحه!.. موافقون طبعا!
ـ نعم ياأستاذ!
ـ ـسنحتاج لبعض كتب خارجية غير كتب الوزارة.. وإلي كراريس إضافية!.. وأي واحد منكم يعاني من هذه المشكلة مع أبيه يخبرني وأنا أذهب إليه لأفضحه وأجرمه وأريه شغله!
نعم هكذا كان يفعل, ولا أزال إلي اليوم أندهش من جرأته علي أهالينا ومن احتمالهم لها بأريحية باسمة وبدون أدني غضاضة. والواقع ان أهل بلدتنا جميعا كانوا يحترمون معلمي مدرستنا ويقدرونهم أجل التقدير, ليس فحسب لأنهم كلهم من عائلات مرموقة بين الأعيان سواء في الزراعة أو التجارة أو الصناعة الوليدة في القري كالنسيج والسجاد اليدوي في ظل المناخ الاقتصادي الذي أشاعه طلعت حرب ببنك مصر الذي استولد التصنيع في مصر, فالمعلمون في أنظار أهالينا هم الصفوة المتعلمة, وفي بلدتنا كل متعلم محترم لأنه أصبح يعرف, ومن يعرف يخاف الله حقا ويتقيه إذا هو بات يعرف عقاب الفسق ومغبة الضلال.
إلا ان ريشة أفندي كان يحظي من أهل بلدتنا بتقدير خاص مبطن بكثير من الحميمية, ربما لأنه أقدم المعلمين في بلدتنا, ربما لأنه كان دون جميع معلمينا ذا طبيعة شعبية تجعله قريبا جدا من الناس, عامة الناس قبل خاصتهم, يزورهم في دورهم ويزورونه في داره الجديدة التي بنيت مؤخرا في عزبة صباح علي قناة القطان وسط أرض زراعية, وربما أحبه الناس لأنه ابن الشيخ حسن ريشة صاحب الكتاب الذي لايوجد متعلم في بلدتنا إلا وتلقي العلم الأولي فيه قبل أن توجد في بلدتنا مدرسة.
لم يكن غريبا إذن ان يفاجئ ريشة افندي بعضنا في داره في أوقات معينة يتجسس علي تلميذه ليعرف إن كان ولي أمر الولد استغله في شغل أو مشاوير تعطله عن القيام بحل الواجب, عندئذ فالويل كل الويل لولي الأمر, أو أن يكون الولد قد ترك المذاكرة وراح يتصرمح خارج الدار, حينئذ فالويل له, لسوف يتلقي ولي الأمر من اللوم والتقريع والتوبيخ مالم يتلقه من أبيه, ولسوف يتلقي الولد صفعة أو صفعتين مشحونتين بالغضب علي أنه الي ذلك سوف يأمر الولد بالاتيان بكتبه وكراريسه ليقوم بحل الواجب أمامه, كله أو بعضه, فإن أظهر الولد بلادة في الذهن فحركه بما يوحي بصفعة متأهبة سوف يشعل النشاط والحرارة في مخ الولد, كما ان تكشيرة ريشة افندي ستحفز كل طاقة الولد علي الانتباه, وفي كل الأحوال لن يسلم الولد من شتيمة تلعنه, هي ساعة أو اكثر يقضيها ريشة أفندي في دار أحد تلاميذه, ينصرف بعدها الي دار تلميذ اخر, هذا علي الرغم من انه سوف يرانا ونراه في باكورة الصباح في الفصل الدراسي, ذلك الفصل الوحيد في المدرسة الذي لم يعد يعرف خميسا أو جمعة ولا اجازة نصف السنة.
تري ما هي المادة الدراسية التي تخصص فيها ريشة أفندي ودرسها لنا؟ اللغة العربية والحساب والتاريخ والجغرافيا والعلوم والصحة والاشياء والرسم والخط والتربية الوطنية والاشغال, لقد حاولت التذكر فلم يستقم في ذهني ريشة أفندي في مادة بعينها.
فهل تراه كان معلما كشكولا يدرس كل المواد؟ وهل كان متفوقا في كل المواد؟ المؤكد ان هناك معلمين آخرين شاركوه التدريس لنا في تلك السنة الدراسية, لكنهم جميعا قد اختفوا داخل بدلة ريشة افندي باعتباره صانع الحلم وقائدنا إليه, كما انه كان رمزا للنهوض بالتعليم في بلدتنا.
خيري شلبي